أخيرة

دبوس

مملكة التابوهات

 

بالرغم من الادّعاء الفارغ بأنّ المملكة الهاشمية تمارس قدراً لا بأس به من الديموقراطية، إلّا أنّ واقع الحال هو أنّ هذه الديموقراطية المدّعاة لا تبارح منطقة الضباب التي لا تسمح بتبيان الحقيقة إلّا لماماً، دائماً هنالك صورة مجافية للواقع تجعل المنظر الكلي ملتبساً، ودائماً هنالك خطوط حمر لبعض المنغلقات من القضايا لا يسمح لمجرد التناقش حولها، ومن باب أوْلى طرحها للجدال.
أوّل هذه التابوهات، ما هو نصيب العائلة الحاكمة من مصروفات الدولة، وهل تتحمّل هذه المملكة الفقيرة أعباء الحياة الراغدة التي تمارسها العائلة الحاكمة؟ لماذا لا يُصار الى تحويلها الى مملكة دستورية بدلاً من مهزلة تعيين مجلس وزراء ورئيس وزراء هم بمثابة أكباش فداء يتمّ التضحية بهم عند كلّ تعثر للقيادة، والكلّ يعلم انّ الديوان الملكي هو صاحب الكلمة الاولى والأخيرة في كلّ القضايا الاستراتيجية.
ما هو دور الجيش الأردني؟ وكيف من الممكن الادّعاء بعروبة هذا الجيش وحرصه على صيانة الأمن القومي للمملكة، وتبنّيه قضايا الأمة، وهو في واقع الحال جيش تمّت صياغة عقيدته العسكرية من قبل ألدّ أعداء أمتنا، لا بل يُصرف عليه من قبل قوى الهيمنة والعدوان.
لمصلحة من تعقد هذه الاتفاقيات الاستراتيجية، من اتفاقية الغاز، إلى اتفاقية الكهرباء، ثم اتفاقية الماء، واتفاقية النفايات النووية؟
هل يجري تشبيك الاقتصاد الأردني بالاقتصاد «الإسرائيلي» حتى تنخلق حالة من العلاقات الغير قابلة للفكاك لاحقاً، بحيث يتمّ استتباع المملكة بأكثر مما هي مستتبعة الآن، وبطريقة تعزز قوة الكيان وتعطيه أعماقاً استراتيجية مصطنعة، ثم كيف يجري هذا مع كلّ هذا التقتيل للشعب الفلسطيني «الشقيق»، وكلّ هذا النهب والتهويد للجسد الفلسطيني بدلاً من تفعيل أطول جبهة ضدّ هذا العدو، وجعلها كابوساً قاتلاً حتى لمجرد التلويح بتحميتها؟
ثم ما هو دور السلطة التشريعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وكان من باب أوْلى تغيير اسمها من مجلس النواب الى مجلس خيالات المآتة…
تابوهات لا يستطيع أحد التكلم فيها، ولا حتى طرحها للنقاش، ويستمرّ الكلّ في ممارسة التزلّف والمداهنة والنفاق وقتل الحقيقة ودفنها عميقاً في باطن الأرض.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى