أولى

قاسم سليماني: الرّعب الدّائم للكيان

‭}‬ شوقي عواضة
عقب عمليّة اغتيال القائدينِ الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشّعبيّ العراقيّ جمال جعفر التّميمي (أبو مهدي المهندس) أعلن الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة قتلت القائد العسكريّ الإيرانيّ قاسم سليماني (لمنع قيام الحرب، وليس لإشعالها) مضيفاً إنّ (عهد الإرهاب) الذي ينتمي إليه سليماني انتهى في أعقاب عمليّة الاغتيال الغادرة، في حين أعلن البنتاغون أنّ هدف العمليّة هو ردع الهجمات الإيرانيّة المستقبليّة.
أمّا رئيس الاستخبارات العسكريّة (الإسرائيليّة) المنتهية ولايته، تامير هيمان، فقد أعلن أنّ إسرائيل لعبت دوراً في اغتيال قائد فيلق القدس التّابع للحرس الثّوري وفي مقابلةٍ مع مركز الاستخبارات العسكريّ الاسرائيليّ للتّراث، وصف هيمان عمليّة الاغتيال بأنّها واحدةٌ من أهمّ العمليّات التي نفّذت خلال توليه مهامه، إلى جانب اغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلاميّ بهاء أبو العطا في غزّة، مضيفاً «إنّ إسرائيل نفّذت عمليّاتٍ عدّة، لتعطيل نشر الأسلحة والأموال الإيرانيّة في المنطقة».
تصريحات رئيس الاستخبارات العسكريّة (الاسرائيليّة) تامير هيمان تظهر دور العدوّ (الاسرائيلي) في العمليّة وهو ما أكّدته حينها شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركيّة بعد أيّامٍ من اغتيال القادة مشيرة إلى أنّ المخابرات (الإسرائيليّة) ساعدت الولايات المتحدة في اغتيال المسؤول الإيرانيّ.
اليوم ومع دخول العام الثّالث لارتكاب الولايات المتحدة الأميركيّة والكيان الصّهيوني لتلك الجريمة كان لا بدّ من إعادة قراءةٍ للعمليّة وأهدافها والإجابة على الأسئلة التي تطرح كما يأتي:
1 ـ هل حقّقت إدارة ترامب بالتّعاون مع حكومة (العدوّ الاسرائيليّ) برئاسة بنيامين نتنياهو أهدافها المتعدّدة من العمليّة؟
2 ـ لماذا اعتبر الكيان عمليّة الاغتيال من أهمّ العمليّات التي نفّذها بعد عمليّة اغتيال القائد في الجهاد الإسلاميّ بهاء أبو العطا؟
3 ـ هل نجحت الإدارة الأميركيّة وكيان العدوّ في تحقيق رهاناتها وتراجع محور المقاومة؟
في الواقع فشلت الإدارة الأميركيّة وكيان العدوّ بتحقيق أيّ هدفٍ من أهداف عمليّة اغتيال الجنرال سليماني التي كانت تراهن عليها لا سيما على مستوى التّغيير في الدّاخل الإيرانيّ وحتّى على المستوى الإقليمي بدءاً من إيران التي تبنّت ودعمت قضية فلسطين منذ اللّحظات الأولى لانتصار الثّورة الإسلاميّة بقيادة الإمام الخميني وتأسيس فيلق القدس التابع لحرس الثّورة الإسلاميّة الذي كان بقيادة الجنرال قاسم سليماني، مروراً ببغداد التي أسّس فيها القائد سليماني والحاج أبو مهدي المهندس الحشد الشّعبي الذي حطّم أسطورة الإرهاب الأميركيّ الدّاعشيّ، إضافةً إلى سورية التي شكّلت انتصاراتها ضربةً قاصمةً للولايات المتحدة وحلفائها وصولاً إلى لبنان الذي سحق أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وحطّم أمبراطوريّة الإرهاب التّكفيريّ، وإلى فلسطين التي لم تغب عن فكر وحضور الجنرال قاسم سليماني الذي كان حاضراً في ساحاتها مبدياً كلّ الدّعم عاملاً مع فصائل المقاومة في فلسطين على تعزيز تطوير قدرات المقاومة كمّاً ونوعاً.
فالشّهيد قاسم سليماني الذي كان يشكّل تهديداً مباشراً للكيان الصّهيوني الذي بات محاصَراً بفضل تطوير الجنرال قاسم سليماني لمنظومات الصّواريخ والطّائرات المسيّرة وهو أمر اعترف به بعض قادة العدوّ الصّهيوني منهم رئيس الوزراء الإسرائيليّ السّابق نفتالي بينيت الذي تحدّث عن (طوقٍ صاروخيّ) يهدّد العمق الاستراتيجيّ لكيان الاحتلال الصّهيونيّ. إضافةً إلى تصريح رئيس أركان جيش العدوّ أفيف كوخافي الذي تحدّث عن تفاقم التّهديدات لكيان العدوّ نتيجة تطويقه بجبهاتٍ أكثر وأعداء أكثر مع تنامي وتطوّر القدرات العسكريّة والصّاروخيّة الدّقيقة والبالستيّة والطّائرات المُسيّرة لـمحور المقاومة. ذلك المحور الممتدّ من إيران واليمن والعراق وسورية ولبنان وفلسطين وهو نفس المحور الحاضر في كلّ السّاحات والميادين والحاضر على كلّ الجبهات بحضورٍ أكبرَ وثباتٍ أصلبً وعزيمةٍ أشدّ.
اليوم وبعد ثلاثة أعوام من استشهاد أحد أركان وقادة المحور الجنرال قاسم سليماني فشلت الإدارة الأميركيّة والكيان الصّهيوني بتحقيق أهدافهما الاستراتيجيّة من عمليّة الاغتيال وفقاُ لما يلي:
1 ـ ثبات إيران (النّوويّة) وتغلّبها على كلّ الأزمات وإحباطها لكلّ المؤامرات عليها داخليّاً وثباتها في قيادة محور المقاومة.
2 ـ فشل الولايات المتحدة والكيان الصّهيوني المؤقّت وعجزهما عن الحدّ من عمليّات تطوير الصّناعات العسكريّة والصّاروخيّة لمحور المقاومة.
3 ـ ثبات محور المقاومة وتقدّمه في فرض المعادلات على الأميركيّ وحلفائه والعدوّ الصّهيوني.
بعد ثلاثة أعوام من اغتيال الجنرال سليماني استطاعت إيران حسم المعركة داخليّاً بالرّغم من حجم المؤامرة الكبير، وعلى مستوى المفاوضات النّوويّة بقيت ثابتة على موقفها فارضة شروطها. وفي اليمن فرض صورايخ أنصار الله البالستيّة وطائراتهم المسيّرة هدنة بعد عدوان استمرّ لثماني سنوات تقريباً.
بعد عامين من استشهاد الجنرال قاسم سليماني فرض حزب الله معادلاته على العدوّ وانتصر لبنان باسترداد حقوقه النّفطيّة.
أمّا في فلسطين فبعد عامٍ واحدٍ من استشهاده انتصرت المقاومة في سيف القدس على جبروت الكيان الصّهيوني وبعد عامين من استشهاده انتصرت فلسطين ومقاومتها في معركة وحدة السّاحات وفشل العدوّ بمنع تطوير قدرات المقاومة وعجز عن الحدّ من عمليّاتها التي وصلت إلى عمق الدّاخل المحتلّ وبالتّالي سقطت رهاناته على اغتيال الجنرال قاسم سليماني الحاضر بروحه في فلسطين متنقّلاً بين غزّة والضّفة ونابلس مع كلّ مجاهدٍ وشهيدٍ وفي كلّ طلقةٍ تطلق على العدوّ وهو الحاضر على كلّ منصّة تدكّ بصلياتها كيان العدوّ الصّهيوني المؤقّت وتنبّئهم بقرب اجتثاث كيانهم السّرطاني وزواله من الوجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى