الوطن

«الحملة الأهلية» اجتمعت في مقر «فتح» بمناسبة الذكرى 58 لانطلاقتها والكلمات حيّت الأسير المحرّر كريم يونس وأكدت استمرار النضال والمقاومة

عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في مقر حركة (فتح) بمناسبة الذكرى 58 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني، في مخيم مار إلياس بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام للحملة معن بشور و أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة.
افتتح بشور الاجتماع بتوجيه تحية إلى الأخوة في حركة (فتح)، مناضلين وقادة وأسرى وعائلات شهداء في الذكرى 58 لانطلاقتها، مشيراً إلى أنه يعتز شخصياً بمواكبته لمسيرة (فتح) وكافة فصائل الثورة الفلسطينية منذ الرصاصات الأولى رغم كلّ الصعوبات والتحديات التي واجهت هذه الثورة التي أفشلت الرهانات على سقوطها في هذه المرحلة أو تلك.
كما وجه بشور التحية للأسير البطل كريم يونس عضو اللجنة المركزية (لحركة فتح) الذي تمّ تحريره أمس الخميس بعدما أمضى أربعين عاماً في معتقلات الاحتلال، مشدّداً على ضرورة أن يجري تكريمه ومعه كلّ أسرانا الأبطال.
وأشار بشور إلى أنّ اعتصام خميس الأسرى الذي تنظمه شهرياً اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين والذي سيُعقد الخميس المقبل في مخيم البرج الشمالي ـ جنوب لبنان سيُخصّص لتوجيه التحية للأسير يونس وللمطالبة بتحرير الأسرى جميعاً الذين يسطرون كلّ يوم بصمودهم ملحمة جديدة من ملاحم الشعب الفلسطيني.
وحيا المجتمعون الانتفاضة الفلسطينية المتجدّدة والمتصاعدة والمسلحة في القدس والضفة الغربية، وأدانوا اقتحامات الاحتلال لحرم المسجد الأقصى، ودعوا إلى الالتزام بالأفكار التي طرحها المؤتمر العربي العام بشأن إدانة هذه الاقتحامات والردّ عليها.
أبو العردات
بعد ذلك تحدث اللواء فتحي أبو العردات أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فشكر بشور وجميع الأخوة الحاضرين، مشيداً ببشور الذي هو دائماً في طليعة الذين يتحركون ويعملون ويناضلون من أجل قضايا الأمة وفي المقدمة منها قضية فلسطين.
وقال: إنّ كلّ الأخوة والشهداء الذين استشهدوا في الجنوب هم شموع أضاءت لنا الطريق مثلما مثلت حركة (فتح) البدايات كالشهيد الأول أحمد موسى والأسير الأول محمود بكر حجازي، فهؤلاء الشهداء ليسوا أسماء أو أرقاماً بل إننا نفتخر ونعتز بهم وبنضالهم جميعاً.
أضاف: نحن نحيي الذكرى الـ 58 للانطلاقة لنستذكر الشهداء ونكرّمهم ونتذكّر الأسرى والجرحى والمعوقين وهناك عشرات الآلاف بل مئات الآلاف الذين دفعوا حياتهم ثمناً. فمنهم اللبناني والفلسطيني والسوري والعراقي واليمني ومن معظم الدول العربية ومن أوروبا واليابان وآخرهم الشهيدة راشيل كوري التي حاولت منع الجرافات الإسرائيلية من هدم المنازل الفلسطينية، فالثورة مستمرة وستبقى مستمرة وتتجدّد.
وقال أبو العردات: اليوم الأمل كبير ورغم ما يجري في فلسطين اليوم فهم الأمل والرجاء، وهم من كلّ الفصائل الفلسطينية، هؤلاء الأقمار المضيئة جميعهم ومن كلّ المسمّيات يعملون معاً ويتصدّون للاحتلال مع بعضهم، هذا الاحتضان يجعلهم يقاتلون ويستشهدون، فهناك وحدة شعبية وليس عيباً تعدّد التنظيمات والفصائل، فكلّ الحركات التي سبقتنا كالجزائر التي كان فيها عدد كبير من الفصائل تقاتل الاستعمار ولكن المعيب أن يبقى هذا الانقسام قائماً بين شطري الوطن، ومن المعيب أنّ كلّ الوساطات المصرية والجزائرية المخلصة لم يتمّ الاستجابة إليها حتى الآن والجماهير الفلسطينية والعربية تريد إنهاء الانقسام.
مهدي
كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال:
في أواخر العام 1964، عقد اجتماع في منطقة الصليبيخات في الكويت ضمّ الأركان أبا عمار وأبا جهاد وأبا إياد وأبا اللطف وأبا السعيد، حيث تداولوا في تحديد تاريخ انطلاقة عمليات المقاومة الفلسطينية. فاختاروا ليلة رأس السنة ليحوّلوا هذا التاريخ من مناسبة احتفالية كرنفالية إلى مناسبة يُحتفل فيها بالمقاومة والشهادة والانتصار.
استمرّت المقاومة، وها هي في العام 2022 فقط تسجل في الضفة الغربية وحدها 7200 عمل مقاوم توزعت بين كتائب شهداء الأقصى وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب المقاومة الوطنية وسرايا القدس ومجموعات الفداء القوميّ وكافة فصائل المقاومة وأبناء شعبنا الباسل.
وقال مهدي: في الذكرى 58 لتأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني نوجه التحية إلى مقاوميها الذين يتزيّنون بعلم تتوسطه خارطة كاملة لفلسطين بلونها الأخضر، لون الخصب في بلادنا.
وجدّد المجتمعون التهنئة للأخوة في حركة (فتح) بعيد انطلاقة الثورة ودعوا إلى تطوير الوحدة الميدانية القائمة حالياً إلى وحدة وطنية تشكل قوة كبيرة للنضال الفلسطيني بوجه الاحتلال. كما وجهوا التحية إلى المقاومين والمنتفضين في عموم فلسطين والذين باتوا يربكون قوات الاحتلال المرتبكة أصلاً داخل الكيان الغاصب وعلى مستوى العزلة المتفاقمة عليه دولياً.
وتوقف المجتمعون أمام تصاعد المقاومة داخل فلسطين وتصاعد حركة مناهضة التطبيع في العالم العربي من الخليج إلى المحيط بدءاً من إجراءات مجلس شورى سلطنة عُمان وما جرى في مونديال قطر، إلى منع إقامة احتفال للصهاينة (الحانوكا) الديني في البحرين، إلى موقف الكويت الجامع بالإضافة إلى مسيرات مناهضة للتطبيع في35 مدينة مغربية في الذكرى الثانية لتوقع اتفاقات التطبيع مع العدو، ناهيك عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاحتلال والاستعمار.
ودعا المجتمعون إلى أوسع مشاركة في الحملة الشعبية العربية الدولية لرفع الحصار عن سورية والتي أطلقتها مؤتمرات وهيئات عربية ودولية من أجل إعلان مواقف تضامنية مع سورية ضدّ الحصار والحرب والاحتلال وتشكيل لجان لدعم سورية وصولاً إلى ملتقى عربي دولي في ذكرى الوحدة المصرية ـ السورية في 22 شباط المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى