أولى

البرازيل: واشنطن باعت من راهنوا عليها

– لا يمكن لعاقل أن يصدّق أن مشهد العاصمة البرازيلية أول أمس، كان تعبيراً عن احتشاد عفوي لآلاف مناصري الرئيس السابق جايير بولسونارو، وتوزعهم عفوياً على مقار الرئاسة والمحكمة العليا ومجلس النواب والحكومة. فكل ما سبق ولحق يقول إن الأمر كان ضمن خطة للاستيلاء على الحكم.
– جماعة واشنطن في الجيش والأجهزة الأمنية البرازيلية لاذوا بالصمت بخلاف توقعات جماعة بولسونارو، والحكام المؤيدين لبولسونارو دفعوا ثمن تورطهم فوجدوا أنفسهم بلا حماية، وعلى رأسهم حاكم العاصمة برازيليا، لأن واشنطن ليست جاهزة للمغامرة بأزمة في جوارها اللاتينيّ وهي تجرجر أذيال العديد من الأزمات الدولية. والبرازيل ليست دولة يمكن السيطرة على مسارات التأزم فيها بسبب مساحتها وعدد سكانها وحجم مواردها. والجوار البرازيلي شهد تغييرات جذرية خلال الأعوام الماضية قطعت الطريق على امتلاك قاعدة إسناد لدعم أي تحرك انقلابي، وفوق ذلك كله، لا تستطيع إدارة الرئيس جو بايدن مواصلة معركتها ضد الانقلاب الذي قاده الرئيس السابق دونالد ترامب عبر الهجوم على الكونغرس من جهة، وتساند انقلاباً مماثلاً في البرازيل من جهة موازية.
– خرجت التصريحات الأميركية المساندة للديمقراطية البرازيلية، كصبّ ماء بارد على رؤوس جماعة واشنطن في البرازيل، لأن الأولوية الأميركية لا تتسع اليوم لمن يعتقدون أن ولاءهم لواشنطن على حساب بلادهم يكفي لجعلهم أولوية، وما سبق كان يجب أن يجعلهم يتعلمون، لأن تاريخ واشنطن مليء بالخيانات للحلفاء، وآخر المشاهد من الطائرات الهاربة من أفغانستان وقد تركت جماعة أميركا يلاقون مصيرهم المحتوم.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى