هل آخر فصول الوصاية الدولية ستكون عبر بوابة القضاء؟

المحامي معن الأسعد

المحقق العدلي القاضي طارق البيطار يدّعي على قضاة وسياسيين وأمنيين، ويعتبر نفسه سلطة مستقلة للتحقيق والادّعاء، والمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات يتراجع عن قراره بالتنحّي! ويدّعي على القاضي بيطار ويمنع سفره ويخلي سبيل كلّ الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت.
فعلاً ضاعت “الطاسة” ووقع القانون تحت أقدام من يدّعون زوراً أنهم قضاة! هل يُعقَل أن يكون هناك محقق عدلي يعتبر نفسه موازياً متساوياً مع مجلس القضاء الأعلى؟ وهل يُعقل أنّ مدّعياً عاماً تمييزيّاً يتنحّى ثم يعود على “ذوقه” عن قراره، ويأخذ صلاحيات المحقق العدلي ويُخلي سبيل كلّ الموقوفين من دون تفسير أو تعليل…
من حقنا أن نسأل بعد سنتين ونصف السنة على أكبر انفجار غير نووي في العالم عن مَن فجّر المرفأ ومن هو المسؤول عن 218 شهيداً و7000 جريح وأكثر من 30000 نازح وتدمير نصف العاصمة اللبنانية؟
المعروف في جرائم القتل أنه لا يمكن تخلية سبيل أيّ موقوف إلا إذا كان بريئاً، ما حصل “بيطلع” معنا انّ كلّ الموقوفين كانوا أبرياء ولا أحد يعرف مَن فجّر المرفأ!
على كلّ حال…
بلا قانون وبلا قضاء وبلا “زفت”، ونقول من دون قفازات وبكلّ صراحة وأريحية إنّ قرارات القاضي بيطار لن يكون لها أيّ تأثير في لبنان بل سيتمّ استغلالها دولياً، وقرارات القاضي عويدات ستنفذ جميعها في لبنان ولن يكون لها أيّ أثر أمام المجتمع الدولي، نسأل أيضاً، هل وصلنا إلى آخر فصول الوصاية الدولية على ما بقي من لبنان؟ وهل أصبحت الوصاية “قاب قوسين” أو أدنى عبر بوابة القضاء؟
بهذه المعادلة يصبح كلّ من هو متهم او مدّعى عليه من قبل القاضي بيطار عرضة للعقوبات والملاحقة في الخارج.
ونحمد الله انّ معظم السياسيين والقضاة والأمنيين لديهم جنسيات أجنبية وأموالهم وعقاراتهم وعائلاتهم في أميركا وأوروبا و…
طارق البيطار يدّعي على قضاة وأمنيين وسياسيين، ويحضّر مناصريهم للنزول الى الشارع …
رياض سلامة “يفلِّت” سعر صرف الدولار ويحضِّر جمهور ميليشيات السلطة للنزول إلى الشارع، وغسان عويدات يخلي سبيل كلّ الموقوفين ويهيّئ أهالي ضحايا المرفأ للنزول إلى الشارع…
واضح أنّ الانفجار صار قريباً وطبيعياً جداً وأنّ أيّ رجل يهبش كفنه قبل أن يموت .
صراحة أنا مرتاح وشامت ولكن لديّ سؤال واحد و”محيّرني”، هل من أحد يخبرني من “طلع” مفجِّر مرفأ بيروت؟
برأيي أن ندّعي ونوقف أهالي الضحايا، هكذا تكتمل فصول القصة “على الآخر”.