الوطن

اللقاء الإعلامي الوطني نظم في بيروت وقفة حاشدة تضامناً مع سورية والكلمات أكدت كسر «قانون قيصر» والحصار الجائر…  وطالبت الجميع بتقديم المساعدات للمتضرّرين

 

 

نظّم اللقاء الإعلامي الوطني، في بيروت فعالية تضامنية مع سورية تحت شعار: “إعلاميون ضد قانون قيصر، رفضاً للحصار الأميركي على سورية من بوابة ما يسمّىقانون قيصر، الذي ساهم بزيادة النكبة التي تعرّضت لها سورية جراء الزلزال القوي الذي ضربها وتركيا قبل أيام.

شارك في اللقاء وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والعميد وهيب وهبي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، رئيس تحرير صحيفةالبناءالنائب السابق ناصر قنديل ومدير التحرير المسؤول رمزي عبد الخالق، وزراء ونواب حاليون وسابقون وممثلو الأحزاب الوطنية والقومية والفصائل الفلسطينية، مدير عام وزارة الإعلام د. حسان فلحة، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، وفد من نقابة المحررين ضمّ نائب النقيب غسان ريفي وأمين الصندوق علي يوسف، مسؤولو العديد من وسائل الإعلام وحشد من الصحافيين والإعلاميين.

بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين سقطوا في زلزال سورية وتركيا المدمّر.

وألقى كلمة اللقاء الإعلامي الوطني الكاتب السياسي الدكتور ميخائيل عوض الذي أكد فيها أنّ سورية التي صمدت في وجه زلازل العدوان والحرب العالمية العظمى عصية على الانكسار، وسورية التي دافعت وقدّمت وحمت لبنان ومقاومته عندما تخلى عنه الجميع، ولم تبخل بالدم، تتعرّض الآن لأبشع وأقذر الحروب العدوانية المتوحّشة، فمن هذا المنطلق هي تستحق من اللبنانيين كلّ الوفاء وكذلك من الشعوب العربية والإسلامية والعالمية التي يجب ان تنتصر لها وتساندها في معاناتها.

أضاف عوضسورية الجريحة تستحق منا ومن الحكومة والمؤسسات، موقفاً سيادياً يحمي القرار الحر، برفض الإملاءات الأميركية والأوروبية”.

واعتبر عوض أنّ ما انجزته الهبة الشعبية في لبنان والعراق من فرض كسر للحصار وإسقاط قانون قيصر، وإلزامها الحكومات للمبادرة، يجب ان تصبح قاعدة وان تستعاد علاقة الأخوة، والشراكة في الحياة والمقاومة، معتبراً أنّ إسقاط قانون قيصر، والامتناع عن تلبية الإملاءات العدوانية مصلحة لبنانية اولا.

وأكد انّ التضامن مع سورية هو التضامن مع فلسطين ومقاوميها البواسل، ومع الشعوب المظلومة والمعتدى عليها.

واعتبر وزير العمل مصطفى بيرم أنّ ما يحكمنا في هذا، العالم قوم من المجانين، قائلا: “نحن قوم نؤمن بجغرافية الأرض لكننا لا نؤمن بجغرافية الإنسان”.

واكد بيرم أنّ المعركة القائمة الآن هي معركة بين الحق والباطل، مشيراً الى أنّ هذه الانتفاضة الأخلاقية والهبة الانسانية أكدت انّ الخير ما زال موجوداً.

وقال بيرم: “الغرب منافق، يتغنى بشعارات لا يطبقها، مؤكداً أنّ التضامن يجب ان يُستثمر ولا يجب تركه يذهب سدى.

وختم حديثه بالقول: “اللقاء مهم جداً، من أجل السعي لكسر كلّ القوانين الجائرة، والتي يُبنى عليها، لإرساء قاعدة جديدة في القانون الدولي، يمكن للشعوب من خلالها تكريس قوانين الانسانية”.

من جهتها، المستشارة الإعلامية في السفارة السورية منال عين ملك، قالت إنّ زلزال السادس من شباط لا تزال آثاره مستمرة حتى اللحظة، ولا يزال الكثير من الضحايا تحت الركام، مؤكدة أنّ ما يعيق إنقاذ إكبر عدد ممكن من الأرواح هي الإجراءات القسرية الاحادية .

ولفتت عين ملك إلى أنّ الأوضاع سيئة جداً، حتى أنّ الحاجيات الأساسية غير متوفرة، وتأتي العقوبات الأميركية لتزيد الطين بلة وتثقل كاهل السوريين.

وكشفت أنّ هناك من يلجأ الى حفر الأنقاض بيديه، لأنّ أدوات الإنقاذ ممنوعة من الوصول اليهم، مشيرة الى أنّ السوريين ممنوعون من تحويل الأموال لذويهم.

وفي ما خص القرار الأميركي الذي صدر باستثناء المساعدات الإنسانية من قانون قيصر، أكدت عين ملك أنّ ذلك لا يعدّ انتصاراً لأنّ التطبيق هو الحكم.

ولفتت عين ملك الى انّ المشهد الذي يستحق الوقوف عنده هو مساندة السوريين بعضهم البعض.

وثمّنت موقف الشعب اللبناني بالوقوف الى جانب الشعب السوري، وانْ كان هذا الشعب حي وقادر على إعادة بناء نفسه بنفسه.

وتحدث الوزير السابق محمود قماطي باسم لقاء الأحزاب والقوى الوطنية، شاكراً في بداية الجهود المبذولة لإقامة خذا اللقاء، وقال: “ما نشاهدة اليوم من سياسة دولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، أكبر خديعة من قبل دولة تتصدّر الإرهاب الدولي، مؤكداً أنّ الكلّ يعاني من سياسة أميركا وظلمها، ومنهم حلفاؤها.

وأشار قماطي الى أنه آن الأوان أن تنكشف الحقيقة وتقف الشعوب بوجه أميركا، لفضح سياستها، لافتاً الى أنّ أقلّ ما نفعله اليوم هو الوقوف مع الشعب السوري.

وتساءل قماطي عن غياب المؤسسات الحقوقية الدولية عن سورية في هذا الوضع، وعن التضامن العربي المفقود، داعياً الى تضامن عربي واسع، بغية مساعدة الشعب السوري على الخروج من محنته.

وقال: نحن كمقاومة نعتبر انّ سورية ركن أساسي من أركان محور المقاومة، سورية التي دفعت أثماناً باهظة بسبب وجودها في هذا المحور المناصر للقضية الفلسطينية.

وختم بالقول: “في هذا الحدث نردّ بعضاً من الجميل للشعب السوري والقيادة المتمثلة بالرئيس بشار الأسد”.

وقدّم أمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات التعازي باسم حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية لسورية وتركيا، وأكد تضامن الحركة مع سورية، لأنها في قلب الأمة.

وقال ابو العردات: “من قلب فلسطين أرسلنا وفوداً للمساعدات لأننا نعتبر سورية قلب فلسطين، مشيراً الى أنّ الرسالة واضحة، والآن سورية بحاجة الى التضامن والى وقفة حازمة معها، لكنها بحاجة أكثر للمساعدة وبلسمة الجراح، ذلك انّ واقع الكارثة يتطلب موقفاً اكثر جذرية”.

وختم بالقول،يجب ان نرفع الصوت لكسر الحصار، وقانون قيصر الظالم، فالمصيبة تجمعنا، ويجب ان تكون هذه الكارثة منطلقاً لرفع الصوت وكسر الحصار عن سورية”.

وأكد أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الإعلامي علي حجازي أنّ محاولات تصوير انّ الحصار على سورية قد فضّ، هو تصوير خاطئ، مشدّداً على أنّ القرار الأميركي الاخير بشأن قانون قيصر لا يعني انّ الامور صارت بالمستوى المطلوب، مؤكدا أنّ الدعم العربي لا يزال خجولاً جداً.

ولفت حجازي، الى أنّ المحاولة الجارية لتشويه أداء الدولة السورية على مستوى المساعدات بداعي انّ المساعدات لا تصل الى المنكوبين، هي محاولة لتشويه أداء الدولة السورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد، مؤكداً انّ سورية اليوم تحتاج الى الكثير من الدعم لمواجهة الكارثة .

على مستوى الموقف الرسمي، اعتبر حجازي أنّ موقف لبنان الرسمي كان ممتازاً، ولكن الأهمّ هو عدم ربط الموقف الرسمي بالوضع المستجدّ، مؤكداً أنه يجب ان يكون هذا الموقف لجهة التعاطي مع الدولة السورية قرار لا رجعة عنه.

أما في ما يتعلق بقانون قيصر، فقال حجازي: “هناك إشكال على مستوى التبرّع بداعي الخوف من القانون المذكور، مشدّداً على أنّ لبنان هو الأقدر على ان يكون بوابة فرج.

وختم كلامه بالتأكيد على دعم المبادرات الشعبية، خصوصاً في وضع الدولة اللبنانية الحالي، مشيراً الى أنّ الجهود الشعبية هي البديل الأنسب للقيام بمثل هذه المبادرات، داعياً الى تعزيزها وتكثيفها من أجل سورية المقاومة، وذلك على مستوى أحزاب ووجوه إعلامية وثقافية وعلى كلّ المستويات.

المسؤول الاعلامي في حركة أمل د. طلال حاطوم تمنى لو ان اللقاء المنعقد كان في دمشق، وتمنى لو انّ وسائل الإعلام العالمية هي من سعت لنقل ما يجري، بغية إيصال الحقيقة كما هي، لقطع الطريق على محاولات التضليل التي تمارسها بعض الانظمة ضد الشعوب المستضعفة .

وأشار حاطوم الى أنّ جهود أبناء الإمام الصدر وأبناء حركة أمل تبدّت بإرسال وفود من كشافة الرسالة للمساندة في سورية، بهدف اقتران القول بالفعل.

وقال حاطوميجب ان تكون الأعمال هي الحكم، وعلى المعنيين القيام بخطوات عملية من قبيل الاتصال بالمؤسسات الدولية لممارسة ضغوط حقيقية بهدف رفع دعوى على الإدارة الأميركية لكسر قانون قيصر المفروض على شعب يقاوم الإرهاب ويقاوم الظلم، لأنّ سورية اليوم تستحق أكثر من مجرد وقفة تضامنية على أهميتها.

من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، أنّ الولايات المتحدة اعتمدت مقياساً غير إنساني مع سورية، وهو مخالف لما تنص عليه شرعة حقوق الإنسان، وعليه تجب معالجة المشاكل الميدانية القائمة، آملاً تعاطف الدول العربية والخليجية.

وأطلق محفوظ مبادرة تحت عنوان احتضان سورية، لأنّ دمشق هي قلب العالم، وهي من أفشلت مخطط كونداليزا رايس القائم على الفوضى البناءة، وهي عصية على التطبيع وستربح وحدتها.

وأثنى محفوظ على الحكومة اللبنانية التي قامت بإرسال وفد الى سورية للمساندة، وأعرب عن شكره للهرمل التي قامت بإيفاد خمسين مسعفاً، بمشاركة الصليب الاحمر اللبناني .

بدوره لفت د. أحمد عبد الهادي ممثل حركة حماس في لبنان، وبعد التعزية، إلى ما تضمّنته البرقية التي بعثها رئيس الحركة اسماعيل هنية والتي أكد فيها التضامن مع سورية ومع الشعب السوري وما حل به من كارثة .

وقال: مع أنّ الزلزال هو كارثة طبيعية، لكن قانون قيصر وضعه في سياق غير طبيعي، وهو ما يفهم على أنه استمرار لما بدأته الحرب سابقاً، مؤكدا أنّ السبب في حصار سورية واستمراره، هو وقوفها الى جانب فلسطين والمقاومة.

ودعا عبد الهادي اخيراً الى اوسع حملة تضامن لرفع الحصار وانهاء العقوبات عن سورية.

أما الأب سركيس ابراهيم فأكد أنّ المعاناة تخطت حدود الطبيعة، خصوصاً انها اقترنت بظروف معيشية، مضافاً اليها سوء الأحوال الجوية، مشيراً الى أنه لا يمكن التفريق بين الضحايا بحسب أعراقهم او ألوانهم، فالجميع أهل وأصدقاء، وآلاف الضحايا في سورية هم أشقاؤنا في الانسانية

والضمير الانساني يجمعنا .

وناشد الأب ابراهيم الولايات المتحدة التي تفرض العقوبات على هذا البلد رفع الحصار، مطلباً الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية لوصول المساعدات الإنسانية، داعياً الى رفع الصوت عاليا من اجل رفع المعاناة عن الشعب السوري بعيداً عن كل الاعتبارات السياسية.

وفي كلمة باس تجمع العلماء المسلمين أكد الشيخ غازي حنينة، أنّ التضامن مع سورية هو بحدّ ذاته اسقاط لقانون قيصر .

وأشاد الشيخ حنينة بمواقف وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية الداعمة بكلّ الامكانيات المتاحة للشعب السوري، والتدخل السريع لفتح كلّ المجالات الجوية للدعم والمساندة.

كما وجه تحيه للحشد الشعبي في العراق، الذي تحرك فور وقوع الزلزال غير آبه بالحصار.

ووجه الشيخ حنينة رسالة لاميركا قال فيها: إن الحبر الذي كتب فيه قانون قيصر لا يساوي غبار شهيد من شهداء سورية الحبيبة، معتبراً أنّ القرار الأخير الصادر عنها باستثناء المساعدات الإنسانية من القانون ما كان ليكون لولا الموقف الموحد والجامع.

ودعا أخيراً الى تقديم كل ما يمكن تقديمه من اجل سورية.

وكانت كلمة لنائب نقيب المحررين غسان ريفي اعتبر فيها أنه أمام هول الكوارث الانسانية تسقط الحسابات السياسية لمصلحة أعمال الإغاثة والإنقاذ والمساعدة، وعليه طالب برفع الحصار الجائر عن سورية وبوقف العقوبات المفروضة عليها، كاشفاً عن جهود تقوم بها نقابة المحررين بالتعاون مع الاتحاد العام للصحافيين العرب، تسعى من خلالها الى كسر الحصار وإسقاط ايّ قانون لا يسمح بوصول المساعدات الى سورية .

وقال ريفي: “من يعرف سورية يعرف أنها عصية على كل حصار، مؤكداً أنه لا يمكن لأيّ كان في العالم ان ينظر بعين واحدة لما حدث في تركيا ويتناسى ما حدث في سورية، لافتاً الى أنّ ما قام به لبنان الرسمي والهيئات الأهلية هو امر طبيعي لانه واجب إنساني انطلاقاً من مشاعر الاخوة .

وأعرب أمين عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة د. يحيى غدار عن التضامن الكامل مع الشعب السوري، معتبراً أن ذلك هو أقل ما يمكن تقديمه لسورية قلب العروبة النابض.

وأمل د. غدار المسارعة العاجلة لمدّ يد العون لاحتواء الازمة وتوفير حاجات المتضررين، بغية تخفيف معاناة الشعب السوري،

الكلمة الأخيرة كانت لأمين عام رابطة الشغيلة زاهر الخطيب الذي أعرب عن التضامن مع الشعب السوري، داعياً الى كسر الحصار، واسقاط قانون قيصر.

وأكد على ضرورة العمل من أجل إيصال المساعدات، لإعادة سورية كما كانت واعانتها على الكارثة التي حلت بها، من بوابة الأخوة والمصير الواحد.

واختتم اللقاء بإطلاقنداء بيروتوالذي تلاه رئيس مركز سونار الإعلامي حسين مرتضى، وتضمن عدة نقاط أبرزها التحفيز على المشاركة في المبادرات الشعبية والتبرّع، والعمل لإعلان حملة وطنية للتبرع لعون الأسر المحتاجة.

وتنسيق الخطوات والجهود لسلسلة من التحركات تتعاظم حتى كسر الحصار، وذلك من أجل رفع الظلم ووقف اجراءات قانون قيصر .

ومن ضمن النقاط الدعوة الى التمرّد وعدم الالتزام بالاملاءات الأميركية، والتعهد بالاستمرار في النضال ومقاومة الغطرسة لانتصار الحق بوجه الظلم، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى