أولى

تصعيد الإجراءات التعسّفية الصهيونية… هل يشعل انتفاضة ثالثة؟

‭}‬ حسن حردان
دخلت المواجهة بين الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة، وكيان الاحتلال والمستوطنين الصهاينة من جهة ثانية، مرحلة جديدة من التصعيد نتيجة إقدام الاحتلال على زيادة منسوب إجراءاته التعسفية بحق الفلسطينيين في سياق مخططه الهادف إلى تحقيق أمرين:
الأمر الأول، إخماد شعلة المقاومة والصمود الفلسطيني ..
الأمر الثاني، تسريع عمليات الاستيطان والتهويد في القدس والمسجد الأقصى، وفي الضفة الغربية المحتلتين..
ومن الواضح أنّ الإجراءات التعسفية الصهيونية التي دفع إليها ايتمار بن غفير، استهدفت:
1 ـ الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، عبر اتخاذ قرار يسلبهم الكثير من حقوقهم الإنسانية التي حصلوا عليها بفضل نضالاتهم، وبالتالي العمل على محاولة اخضاعهم وكسر ارادتهم.
وفي هذا السياق صدّق الكنيست الإسرائيلي بصورة نهائية، على قانون يقضي بسحب الجنسية والإقامة من الأسرى الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر والقدس المحتلة ممن تتهمهم سلطات الاحتلال بتنفيذ عمليات ضدّ مستوطنين وجنود صهاينة، وتتلقى عائلاتهم مخصصات مالية من السلطة الفلسطينية.
وصوّت لصالح قانون سحب الجنسية والإقامة 94 نائباً من الموالاة والمعارضة، وعارضه 10.
وينص القانون على إلغاء الوضع القانوني لأسرى الداخل الفلسطيني والقدس وإبعادهم فور انتهاء فترة محكوميتهم إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
2 ـ التشهير والتحريض ضدّ الرموز والقيادات الوطنية المقاومة في القدس المحتلة.. حيث أقدمت الصحافة الإسرائيلية على نشر صور لهذه القيادات والرموز والتحريض عليها بما يؤشر إلى دعوة واضحة إلى لاغتيالها من قبل المتطرفين الصهاينة…
3 ـ تصعيد الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في القدس المحتلة، والانتهاكات لحرمة المسجد الاقصى، وقد اتخذت هذه الاعتداءات جوانب عديدة، أبرزها:
ـ هدم منازل منفذي العمليات، وسحب بطاقات الإقامة المقدسية، والهويات منهم، وإبعادهم عن المدينة المقدسة،
ـ هدم العديد من المنازل والمنشآت تحت زعم أنها مخالفة للقانون،
ـ إطلاق العنان للمستوطنين في الاعتداء على المقدسيين في الأحياء الشرقية من القدس، لا سيما الشيخ جراح، وسلوان إلخ… بهدف ترويع وإرهاب أهالي هذه الأحياء ودفعهم إلى الرحيل عن القدس،
ـ تكرار اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى في سياق السعي إلى فرض الأمر الواقع في الأقصى بما يمكنهم من فرض التقسيم الزماني والمكاني كمقدمة لإعادة بناء الهيكل المزعوم وبالتالي تهويد الأقصى.
الأمر الثالث، توسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، عبر…
ـ تكريس ما سمّي بالمستوطنات العشوائية، وزيادة بناء آلاف الوحدات الاستيطانية،
ـ تكثيف عمليات القمع والإرهاب والاعتقال الاداري في مدن وبلدات ومخيمات الضفة..
في مواجهة هذا التصعيد الصهيوني الارهابي القمعي الاستيطاني كان الرد الفلسطيني الاوّلي بإعلان الأسرى في سجون الاحتلال عن البدء بخطوات العصيان، وقرار بالإضراب عن الطعام بدءاً من اول شهر رمضان، فيما اعلن المقدسيون العصيان المدني والإضراب الشامل والنفير العام، في أحياء القدس المحتلة وذلك بدعوة من المرجعيات الدينية والقوى الوطنية للتصدي لكلّ إجراءات الاحتلال الأخيرة من هدم وحملات اعتقال وقرصنة لممتلكات الأسرى المحررين من أبناء القدس المحتلة والحصار المشدد الذي يتعرض له أهل المدينة..

على ان هذا الرد الاوّلي من المحتمل ان يتدحرج تدريجياً ويقود الى احتدام المواجهات الشعبية مع قوات الاحتلال الى جانب التصاعد في عمليات المقاومة.. في ظلّ هذه التطورات من المتوقع ان تؤدي الى اندلاع انتفاضة ثالثة تزاوج عن المواجهات الشعبية والمقاومة المسلحة، في الضفة الغربية، والقدس المحتلتين، حيث يرى الكثير من الخبراء والمحللين ان مثل هذه الانتفاضة باتت أمراً وشيكاً، بما يقود إلى اعادت ملف القضية الفلسطينية الى واجهة الأحداث في المنطقة والعالم، بعدما غيبت مؤخراً خاصة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة..
وفي هذا الإطار نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، استطلاعاً للرأي اجري مؤخراً، خلص إلى انه، «يعتقد 61 بالمئة من الفلسطينيين و65 بالمئة من اليهود الإسرائيليين أن الانتفاضة تلوح في الأفق».. ولفتت الصحيفة إلى أنّ القضية الأساسية الآن هي أنّ «حلّ الدولتين أصبح بعيداً أكثر من أيّ وقت مضى، والولايات المتحدة تدعم الحلّ قولاً فقط، ولكنها لا تفعل شيئا لدفعه إلى الأمام. تقلص الدعم لحلّ الدولتين بشكل كبير بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين، وانخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الاقتراع قبل نحو عقدين من الزمن».
انطلاقاً مما تقدّم يمكن القول انه في ظلّ اشتداد عمليات القمع والإرهاب والاعتقال والاستيطان الصهيونية، والسداد ايّ أفق للحلول السياسية مع اتجاه السلطة والمعارضة في كيان الاحتلال نحو خيار فرض الحلّ الصهيوني وشطب وتصفية الحقوق الفلسطينية، فإنه ليس هناك من خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى الاتجاه نحو خيار تصعيد المقاومة بشكليها الشعبي والمسلح، لإحباط هذا المخطط الصهيوني…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى