ألا أنّ مرجل نابلس يغلي
} سماح مهدي*
يُسجّل لمدينة نابلس على مر العصور أنها ما رضخت يوماً لاحتلال.
ومن الثابت تاريخياً، أنّ أهل نابلس كانت لهم الباع الطولى في التصدي لجيش الغزو الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت الذي استهدف مدينة عكا. فكان لأبطال نابلس أن هزموا الجيش الغازي الذي حاول الالتفاف على مدينتهم من غربها، وتحديداً من وادي قانا. فما كان من المقاومين إلا أن أحرقوا الأحراش الكثيفة لقطع الطريق على جيش الاحتلال. فنالت حينها نابلس لقبها التاريخي «جبل النار».
هذا كان جزءاً من بأس نابلس تلقاه آباء فرنسوا بيكو. أما أبناء مارك سايكس فكانت حصتهم في ثورة العام 1936 التي فرضت على المحتلّ البريطاني أن يطلق على نابلس ورفيقتيها جنين وطولكرم اسم «مثلث الرعب».
مدينة بهذه العظمة تستحق أن يقترن اسمها حتى الخلود باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي لأنّ من أرضها الخصيبة ارتقى إلى عليائه أول شهيد في الحزب الرفيق حسين البنا بتاريخ 23/9/1936.
وكما هي عادتها في المواجهة، شهدت نابلس يوم أمس جولة جديدة من جولات المقاومة أثبت خلالها أبناؤها أنهم جميعاً على قلب وعقل وبندقية مقاوم واحد. فإنْ كان المجرمون من جيش عصابات الاحتلال استهدفوا الشهيدين البطلين محمد أبو بكر وحسام سليم، إلا أنّ ارتفاع عدد الشهداء والجرحى يظهر حجم البطولة والتصدّي اللذين مارسهما أبناء «جبل النار» ذوْداً عنها وعن أهلها وعن فلسطين بأمها وأبيها.
مجدّداً، أخطأ مجرمو الكيان الغاصب العنوان. فكما تتصدّى لهم كل مدن وقرى جنوبنا السوري ـ فلسطين، ها هي نابلس التي تحب أن نسمّيها أيضاً «دمشق الصغرى» تلقنهم الدرس ذاته، ولكنهم لا يتعلّمون.
فإلى كلّ المحتلين وداعميهم، وإلى جميع المطبّعين ومشغليهم، حذار حذار…
فإنّ مرجل نابلس يغلي.
*ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي.