الوطن

بيان عمدة الإذاعة في «القومي» بمناسبة الأول من آذار مولد سعاده: الأول من آذار عيد القسم والدستور نُحيي فيه تعاقدنا مع المُشرّع صاحب الدعوة على المبادئ والغاية التي صاغها وأبدعها

 

بمناسبة الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، أصدر وكيل عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي شادي بركات البيان التالي:
بعثت الأمة السورية بمُبشّرٍ برسالتها ونفخت من روحها فيه مزمعةً علّو اليقظة على درك الرقود، ومُعلنةً ولادة أنطون سعاده، موطّد حقيقتها وعظمتها وقائد نهضتها في الأوّل من آذار من عام 1904. فخُلّد هذا التاريخ الشاهدُ على البعث والميلاد لمارجٍ جبّارٍ بفكرٍ مُتّقدٍ لا يهابُ الريح ولا تخمدُ لهيبه عاصفةٌ أو إعصار.
وتعاظم معنى الأوّل من آذار حين وقف الزعيم نفسه على هذه الأمّة قاسماً لرفعها من حضيض الذُّل والاستعباد إلى حياة العزّ والمجد، مُنشئاً دولة الأمّة المُصغّرة، دولة المؤسسات القائمة على النظام والدستور، فأمسى آذار عيد القسم والدستور نُحيي فيه تعاقدنا مع المُشرّع صاحب الدعوة على المبادئ والغاية التي صاغها وأبدعها. إنه الأول من آذار، مولد الوعي القومي.
في أديم الليل فقط يبدو صريح الضوء بيّناً ساطعاً، كذلك عند النوائب والشدائد يمتثلُ فكر سعاده يقيناً جليّاً لا تشوبه التأويلاتُ والشكوك، ولا تدحضهُ الافتراءاتُ والتآمرات. يبرهنُ عبر حزبه حقيقة أنّ سورية أمّةٌ تامّة ومجتمعها واحدٌ، حيثُ تصغرُ الحدود المصطنعة التي رسمها سايكس وبيكو فلا تكادُ تُقاربُ حدود وهمٍ أو ادّعاء خيال. والمعاركُ الوجودية التي خضناها على امتداد الوطن السوريّ ولم نزل في فلسطين والعراق ولبنان والشّام أبلغ دليلٍ على صدق إيماننا وعمق انتمائنا وعظيم أفعالنا ومآتينا. فما برحنا الصّراع يوماً ولا تلكأنا عن واجبنا تجاه أرضنا وشعبنا.
منذُ الاستقلال وبلادنا تقوّضُها الحروب الداخلية والخارجية، وأعداؤنا لا ينفكّون يغذّون النعرات والفتن ويموّلون الحركات الطائفية الهدّامة، ويعملون على تفكيك البُنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ويسعون بكافة السّبُل على زيادة تقسيم وطننا وتفتيته كي لا تكون لنا قيامة أبداً.
أمّا الحزبُ السوري القومي الاجتماعي فيقفُ قُبالة هذه الملمّات والمحن كالجبل العاتي، حليف صبرٍ وأليف تجلُّد، قائد نصرٍ وصائن تعهُّد. مؤمناً أنّه “كُلّما تراكمت علينا الصّعاب تجدّدت قوانا وسحقت ما اعترضنا من صعاب، فهكذا تغلّبنا على اليأس والقنوط، وهكذا تغلّبنا على المفاسد والانحطاط، هكذا تغلّبنا على الجنود المُسلّحة، وهكذا سنتغلّبُ على كُلّ قوّة أو صعوبة تحاولُ أن تقف في وجه هذه النهضة الغالبة القاهرة!»
بهذا الإيمان وقفنا مؤخراً في وجه كارثة الزلزال الذي ضرب شمال وطننا السوري وتداعياته على شعبنا، فهبّ القوميون من أنحاء الوطن كافة وعبر الحدود يلبّون نداء واجبهم القومي. واستنفرت الوحدات الحزبية وبُعثت القوافل والفرق الإغاثية والإسعافية إلى المناطق المنكوبة، مؤكدين مبدأ وحدة الشعب ووحدة الحياة والمصالح والمصير.
أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون:
عند كلّ نائبةٍ تتجلى للشعب حقيقة عقيدتكم ويتبيّنُ لهُ أننا لسنا أولياء تلاعُبٍ أو مراوغة واحتيال، بل يتّضحُ للناس مبلغ محبتكم ولهفتكم، وعظيم قوتكم، وصدق وجدانكم، وثبات إرادتكم.
إنّ دوركم الرّياديَّ في الحروب والأزمات يبرهنُ صوابية نبوءة الزعيم وأمله بكم، وثقته بسواعدكم الجبّارة وفاعليّة قوتكم القادرة على تغيير واقع أمّتنا وتحقيق نهضتها وإقامة نظامٍ جديد يكفلُ الحياة العزيزة الكريمة ويُعيدُ لبلادنا مكانها تحت الشمس.
أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون:
آذار يناشدكم لأن تكونوا عصبة واحدة مُتّحدين ومُلتفين حول مؤسستكم، مُبادرين إلى العمل البنّاء في متحداتكم واثقين بحزبكم. فشتّان والزمن صعبٌ بين القابض على عقيدته وحافظها وبين القابض على حفنةٍ من أكاذيب وأوهام، يحسبُ أن النور يسطعُ من دُجى وأن الحقيقة تُرجى من سراب.
لا حافظ للعقيدة إلّا تجسّدها واقعاً ينعكسُ في الأعمال والجهود. فهبّوا إلى العمل المنتج يا أبناء الحياة وثقوا أن النصر حليف سواعدكم والمجد رهن إرادتكم! ولتحي سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى