الوطن

الأول من آذار بشارة ولادة الإنسان الجديد

‭}‬ سماح مهدي*
أرسى مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده قواعد فلسفية جديدة أصبح فيها المجتمع هو الوجود الإنساني الكامل والحقيقة الإنسانية الكلية.
وعقيدة سعاده أضحت تنظر إلى الإنسان من زاوية الحقيقة الإنسانية الكبرى ـ حقيقة المجتمع، لا من زاوية الفرد، الذي هو مجرّد إمكانية إنسانية. فبات الإنسان ـ المجتمع الذي آمن به سعاده مختلفاً عن الإنسان الفرد.
فالعقيدة السورية القومية الاجتماعية أخذت تنظر إلى الإنسان من مستوى فكري جديد، وترتفع به من حدود فرديته الضيقة، الضعيفة بقدراتها وإمكانياتها، إلى اجتماعيته المنفتحة على الكون بأسره.
لذلك، أراد سعاده من الإنسان الجديد إنشاء فهم حديث وشامل ومتطوّر للحقيقة الإنسانية وقيَمها من حقّ وخير وجمال. قيَم ليست مادية بحتة، فلا يحدّها مكان أو زمان بحدّ ذاتهما، إنما أرادها قيَماً إنسانية نفسية. وبوضوح أكبر، أرادها قيَماً مجتمعية.
بهذا الإيمان العاقل العميق المدرك، حوّل سعاده “الأول من آذار” من مجرد تاريخ مدوّن في شهادة ميلاد تخصّه هو دون سواه، إلى تاريخ محفور في ذاكرة الأمة السورية عبر الحزب الذي حمل مسؤولية بعث نهضتها، ويعمل لحياة سورية ورقيّها.
فالأول من آذار من العام 1935، كان في ذاكرة السوريين القوميين الاجتماعيين تاريخاً رغبوا فيه أن يعايدوا سعاده بعيد ميلاده. فتلقف منهم باقة الزهر، وحوّل ذلك اليوم إلى منصة دستورية حقوقية قومية أدّى من عليها قسم الزعامة الوارد في مقدّمة دستور الحزب السوري القومي الاجتماعي، واقفاً نفسه لأمته السورية ووطنه سورية، وخالعاً على الزعامة مفهوماً مؤسّساتياً جديداً راقياً عظيماً يخرجها من مفهومها الموروث الرثّ البالي.
وهكذا اكتسى “الأول من آذار” حلة جديدة ثبتت ما يؤمن به سعاده من أنّ إنشاء المؤسسات ووضع التشريع هو أعظم أعماله بعد تأسيس القضية القومية، لأنّ المؤسسات هي التي تحفظ وحدة الاتجاه ووحدة العمل، وهي الضامن الوحيد لاستمرار السياسة والاستفادة من الاختبارات.
وكما يقول صاحب العيد “بواسطة مؤسساتنا الحزبية المنظمة تمكنّا من القضاء على الفوضى وترقية خططنا وأساليبنا. ولولا مؤسساتنا القوية ونظامها المتين لكانت العوامل الشخصية الأنانية التي برزت في بعض الظروف تمكنت من تسخير جهاد آلاف السوريين والسوريات لمطامعها”.
فإلى من آمنّا به معلماً وهادياً للأمة السورية كلها، ومخططاً وبانياً للمجتمع الجديد: شكراً لك سعاده لأنك آمنت بنا أمة مثالية معلمة وهادية لكلّ الأمم.
*ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى