أولى

الاعلام الخليجي يواصل الحرب الأميركية على إيران وسورية

 

ليس في الأمر بالتأكيد صلة لحرية الإعلام، والقنوات الخليجية والصحف الخليجية كانت طوال سنوات الحرب الساخنة والباردة على إيران وسورية ومحور المقاومة آلات حرب وتحريض وكرّست برامجها السياسية وصفحاتها، كل في مجاله مع جيوش الكترونية لنشر كل ما يشوّه صورة الوضع في سورية وإيران بما يشيطن قوى المقاومة، وخصصت ساعات وصفحات لشخصيات لا وزن لها ولا بعد ثقافياً أو سياسياً في خطابها، فقط لأنها تخدم منهج التحريض ضد سورية وإيران وقوى المقاومة.
التغييرات الجارية في مواقف الحكومات الخليجية بلغت مدى عميق لا علاقة له بالمجاملات، أو المسايرة، فمن كلمات القادة والمسؤولين الكبار هناك قناعة عميقة في دولة مثل السعودية ودولة مثل الإمارات بأهمية الانتقال من مرحلة النزاع مع إيران والتشكيك بأهمية العلاقة مع الدولة السورية، الى تعاون يعكس فهماً لتغييرات دولية تراجع معها الحضور والنفوذ الأميركيان، وأصيب خلالها المشروع الإسرائيلي بالكثير من الضربات القاسية، ويمكن للتعاون مع إيران وسورية أن يُعيد تشكيل مشهد للاستقرار الإقليمي والتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي بما يأخذ الكثير من الملفات الساخنة نحو التبريد، لكن الإعلام الخليجي لا يزال على سلاحه واقفاً خلف متاريس الحرب، حتى في تغطيته للمرحلة الجديدة يضع ثقله للقول إن هناك انهياراً إيرانياً وسورياً فرض على إيران وسورية ما يشبه الاستسلام، دون أن يفسر مثلاً كيف ذهبت السعودية حليفة أميركا الاستراتيجية الى رعاية الصين خصم أميركا الاستراتيجي وحليف إيران التاريخي خلال سنوات المواجهة مع أميركا، لتكون الصين راعية الاتفاق مع السعودية؟ ولا كيف يمكن للرئيس السوري أن يضع شروطاً للقاء الرئيس التركي، والملفات الصعبة على سورية طرفها الثاني هو تركيا وليس دول الخليج ويفرض شروطه على حليفية الروسي والإيراني، ويكون ضعيفاً؟
الحقيقة هي أن الإعلام الخليجي خلال سنوات الحروب الأميركية تمّ وضعه تحت الإشراف الأميركي المباشر، وتسلم دفته مدراء ومشرفون يتلقون التعليمات ويدينون بالولاء للمرجعيات التي تدير السياسة الإعلامية الأميركية، ويبدو أن عملية فك وتركيب في هياكل هذا الإعلام ستكون ضرورية حتى يصبح هذا الإعلام معبّراً عن مواقف حكوماته ويسهم في خلق الاستقرار، كما بدا أن الإعلام الإيراني والسوري وإعلام محور المقاومة انتقل من مرحلة الى مرحلة مختلفة كلياً في التعامل مع ملف العلاقة بدول الخليج.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى