أولى

أفكار حول القمة الثانية من أجل الديمقراطية

‭}‬ معن بشور
في القمة الثانية «من أجل الديمقراطية في العالم» التي دعا إليها عبر الانترنت الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه خصّص 700 مليون دولار من أجل تعزيز الديمقراطية في العالم .
كم كنا نتمنّى لو وفّر بايدن على خزينة بلاده المثقلة بالأزمات الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية هذا المبلغ الكبير واستعاض عنه بتغيير عميق في سياسات إدارته داخلياً وخارجياً.
أوّل التغييرات المطلوبة هو في فكّ هذا الارتباط غير المسبوق في العلاقات الدولية بين إدارة بلاده والكيان الأكثر عنصرية وفاشية وإرهاباً في هذا العصر، والأمر لا ينحصر بالعلاقة المأزومة مع نتنياهو حالياً بل بالعلاقة مع الكيان الصهيوني ذاته الذي أنفقت على دعمه واشنطن آلاف المليارات من الدولارات.
وثاني هذه التغييرات هو سحب هذا العدد الكبير من القواعد العسكرية المنتشرة في أرجاء العالم، إما احتلالاً لأرض أو إضعافاً لحاكم متمرّد ومستقلّ أو حماية لنظام مستبدّ وفاسد وتابع للسياسة الأميركية.
أما التغيير الثالث فهو في إقلاع الإدارة الأميركية عن إصرارها على التفرّد بقيادة العالم مدركة أنه إذا لم تقم ديمقراطية على مستوى النظام الدولي فلن تقوم ديمقراطية على مستوى الدول والكيانات.
التغيير الرابع المطلوب هو في محاسبة كلّ مرتكبي الجرائم الأميركية في العالم، بدءاً من جرائم هيروشيما وناغازاكي في اليابان الى الجرائم في فيتنام الى جرائم ارتكبت وما تزال في العراق إلى… إلى… فلا تستقيم ديمقراطية في دول تعجّ بالمجرمين.
في حال استطاعت الإدارة الأميركية الانتصار على الدولة العميقة التي تدعمها كارتيلات مالية ضخمة أسماها قبل عقود الرئيس ايزنهاور بـ «المجمع العسكري الصناعي» نستطيع ان نتحدث عن ديمقراطية في الولايات المتحدة تكون نموذجاً للديمقراطية في العالم بدلاً من أن تبقى نموذجاً للاستبداد والفساد في هذا العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى