أولى

سقط تعطيل النصاب في جلسة الإنتخاب

تتراجع تدريجياً تهديدات بعض الكتل النيابية بتعطيل النصاب، رغم ترجيح فرضية انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية عند الدعوة لأي جلسة انتخابية، في ظل صعوبة إيجاد مرشح موحّد ينافسه ويجمع عليه كل المعترضين. وصار الاتجاه السائد لدى هذه القوى هو البحث في اسم مرشح يمكن تجميع أوسع تصويت لصالحه لأن حضور الجلسة صار حتمياً.
برز هذا التحوّل في اجتهاد قواتي يميز بين ما يسميه النائب بيار أبي عاصي الجلسة المعلبة لانتخاب فرنجية، تقاطعها القوات، وجلسة انتخابية مفتوحة الخيارات سوف تشارك في حضورها وتقبل بالنتيجة التي تنجم عنها ولو كانت انتخاب فرنجية، وبسبب صعوبة هذا التمييز بين الجلستين إلا بدخول نية رئيس مجلس النواب، خرج النائب القواتي فادي سعد بمعادلة أسهل، عنوانها يمكن أن نقاطع جلسة واثنتين أو ثلاث لكن لا نقاطع كل الجلسات، ولذلك نسعى لمرشح نجمع له أعلى عدد من الأصوات ليكون منافساً.
الواضح أننا نتجه في ظل تفاهم إقليمي دولي على حد أدنى يرسم إطار الاستحقاق الرئاسي، هو لا فيتو على أحد ومنافسة مفتوحة بين الأطراف اللبنانية، وقبول بالنتائج واستعداد للتعامل معها، واعتبار أن تعطيل النصاب الذي كان مشروعاً في بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، لم يعد مقبولاً في ظل استمرار الفراغ الرئاسي وخطورته، وصولاً لتمثيله تهديداً وجودياً للبنان في ظل تصاعد طروحات التقسيم والفدرالية.
بين الكتل النيابية المعترضة على ترشيح فرنجية، نوعان من التوجهات السياسية، نوع يجاهر بأن العداء لترشيح فرنجية هو تتمة طبيعية لأصل العداء للمقاومة والعلاقة بسورية، وعندما كان الموقف السعودي يشكل تغطية لهذا العداء كان التذرع بأهمية الموقف السعودي لمستقبل لبنان الاقتصادي وتحميل كل علاقة مع المقاومة وسورية مسؤولية خراب العلاقات اللبنانية بالخليج عموماً، والسعودية خصوصاً، وعندما لم تعد السعودية تنفع لتشكيل المتراس المناسب لإطلاق النار على فرنجية، بقي العداء يبحث عن أسباب بديلة.
النوع الثاني من الكتل لم ينطلق من رفض ترشيح فرنجية كلياً من أسباب تتصل بعلاقته بالمقاومة وسورية، ولو أن لهذه العلاقة عند البعض دوراً لجهة الحديث عن مرشح ينتمي إلى محور معين والدعوة لمرشح وسطي، ولذلك كان هؤلاء يرفضون تبني او الاستمرار بتبني ترشيح يمثل تحدياً للمقاومة ويعبر عن العداء لسورية.
تجري محاولة من أصحاب التوجه العدائي للمقاومة وسورية للبحث عن مرشح منافس يجتذب أصحاب التوجه الوسطي، والهدف هو توجيه ضربة للمقاومة والعلاقة مع سورية، ومَن يرفض المشاركة بتوجيه هذه الرسالة العدائية للمقاومة وللعلاقة بسورية مطالب بوضوح رفض التشارك في هذه اللعبة الخبيثة، وفي يوم لم يسقط من الذاكرة كان أمام الوزير السابق سليمان فرنجية فرصة الذهاب الى جلسة لانتخابه رئيساً بوجه المقاومة التي كانت تدعم ترشيح العماد ميشال عون، ولم يفعل رغم أنه بقي معترضاً على ترشيح العماد عون ولم يصوّت له، مكتفياً بأنه لن يكون ضمن خطة كسر إرادة المقاومة وإضعافها، ولو كان الثمن التضحية بالرئاسة، لأن رئاسة ضد المقاومة لا تخدم لبنان ولا تشرّف صاحبها ولا من يساهم بصناعتها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى