أولى

مفاجأة «اللقاء الإعلامي الوطني» و«العلاقات الإعلامية» في عيد المقاومة والتحرير

‭}‬ حسن حردان
قرّر اللقاء الإعلامي الوطني والعلاقات الإعلامية في حزب الله، أن يكون الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير هذا العام، مختلفاً عن الأعوام الماضية، من تاريخ تحقيق هذا النصر العزيز والغالي، والتاريخي والاستراتيجي، للمقاومة على جيش الاحتلال الصهيوني، الذي تمّ بموجبه للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، تحرير معظم المناطق في الجنوب والبقاع الغربي في 25 أيار من عام 2000، بإجبار جيش الاحتلال على الخروج مدحوراً وذليلاً يجرّ وراءه أذيال العار والهزيمة، وذلك من دون قيد ولا شرط أو اتفاق أو ثمن مقابل… فقرّرا الاحتفال مع المقاومين صنّاع النصر، بمناورة حية على اقتحام منطقة الجليل المحتلة من فلسطين، وهي المناورة الأولى من نوعها التي تجريها المقاومة في أحد معسكراتها قرب معلم مليتا، الشاهد على كيف صنعت المقاومة الانتصار بالعرق والدماء، في ظلّ تغطية إعلامية غير مسبوقة من قبل وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية…
فـ أيّة رسائل تريد قيادة المقاومة أن تبعث بها من وراء إجراء هذه المناورة العسكرية الحية المنتظرة، في حضور حشد إعلامي ضخم سينقل بالصوت والصورة وقائع هذه المناورة؟
المتبحّر في إدارة قيادة المقاومة للمعركة المستمرة مع كيان الاحتلال الصهيوني، والتي تأخذ أشكالاً متعددة، يدرك جيداً أنّ قيادة المقاومة لم تقدم على اتخاذ مثل هذه الخطوة، إذا لم تكن هناك رسائل هامة تريد أن تبعث بها باتجاهات عدة وفي مقدمها كيان العدو الصهيوني…
الرسالة الأولى، موجهة إلى قادة العدو الصهيوني، وتقول الرسالة بأنّ المقاومة التي ألحقت الهزيمة بجيشكم عام 2000 و2006 وحطمت أسطورته، وأضعفت قدرته الردعية، أنّ هذه المقاومة تستعدّ وتتحضر لاستكمال تحرير الأرض اللبنانية، وكذلك أرض فلسطين، بدءاً من الجليل الفلسطيني المحتلّ، وان محاولاتكم مع الولايات المتحدة، إضعاف هذه المقاومة، واستنزافها، انْ كان عبر دعم قوى الإرهاب التكفيري، أو عبر الحصار الاقتصادي والمالي الذي فرض على لبنان، او عبر محاولة تأليب اللبنانيين ضدّها، انّ هذه المحاولات لم تحقق هدفها وباءت بالفشل، وانّ المقاومة ازدادت قوة وقدرة واستعداداً للمعركة الكبرى مع كيانكم الغاصب والمؤقت، والذي بات يئنّ من الأزمات… كما أنّ هذه المناورة تندرج أيضاً في إطار الحرب النفسية التي تخوضها المقاومة ضدّ كيان العدو، وجيشه ومستوطنيه لتزيد في ردعهم وإضعاف معنوياتهم في ايّ مواجهة مقبلة مع المقاومة…
الرسالة الثانية، موجهة إلى الشعب الفلسطيني الصامد وفصائل مقاومته، بأنكم لستم وحدكم في مقاومتكم الباسلة ضدّ الاحتلال، فالمقاومة في لبنان تشكل سنداً قوياً لكم، وانّ بوصلتها فلسطين.. وها هي المقاومة تستعدّ ليل نهار لأجل المشاركة معكم في تحريرها وإزالة الخطر الصهيوني الجاثم على أرضها، والذي تسبّب بمعاناة شعبها، ومعاناة لبنان وكلّ العرب…
الرسالة الثالثة، موجهة إلى الداخل اللبناني، بأنّ المقاومة لا تتأثر بما يحصل من صراعات وانقسامات سياسية، لأنّ همّها الأساسي منصبّ على الاستعداد لمواجهة الاحتلال الصهيوني ودرء أخطاره عن لبنان، وان تبقى المقاومة الدرع الواقي في مواجهة ايّ تهديدات أو أطماع صهيونية، وما دخول المقاومة على خط مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وتوظيف قوّتها الردعية التي قوّت موقف لبنان التفاوضي ومكّنته من انتزاع حقوقه، إلا دليل على أهمية دور المقاومة في الحفاظ على ثروات لبنان وحمايتها من الأطماع الصهيونية..
انطلاقاً مما تقدّم، يتبيّن لنا مدى أهمية المناورة الحية التي سيقوم بها فصيل من المقاومة يوم الأحد المقبل، في ظلّ الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير.. والتي سيكون لها بكلّ تأكيد أثرها وتداعياتها في كلّ الاتجاهات، الصديقة والعدوة، على السواء…
فـ التحية كلّ التحية للمقاومين الأبطال الساهرين على حماية لبنان الذي ينعم، بفضلهم، بالأمن والاستقرار، ويرفعون من معنويات الشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته البطلة، ويقولون لقادة العدو ومستوطنيه، أنّ كيانكم إلى زوال مهما طال زمن احتلالكم، أوَليس الصبح بقريب…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى