رياضة

الكابتن بسّام… زرع الابتسامات ورحل

‭}‬ إبراهيم وزنه
هو بسمة الإعلام الرياضي … وصانع الخبر المطبوخ بأظرف الكلمات، ولا نبالغ في وصفه بأنه «فاكهة المجالس» وفاشي أسرار الأندية، لا يوجد في سجل علاقاته أي ّعداوات، وصدقاً من المستحيل أن يدخل الملل إلى قلوب مجالسيه، فنّان من طراز رفيع في سرد الخبريات، يمتلك حسّاً فكاهياً مع سرعة بديهة في حبك المواقف، برحيله سيترك في ذاكرة عارفيه بسمات لا حدود لصلاحياتها مهما طال الزمن… وما عسانا في يوم وداعك إلا الترّحم عليك يا كابتن بسام، يا من افتتحت طريق حراسة المرمى إلى أخوتك الثلاث حسان وجهاد وهيثم (رحمه الله).
صدقاً، الشياح لن تنسى وقع خطواتك ومشوارك اليومي بين البيت ومقهى آل عمّار، حيث كنت تحرص على تكحيل عينيك برؤية الأصحاب… في وداعك الأخير نعدك بأن تبقى تلك الصفحة البيضاء في دفتر ذكرياتنا… وعلى كل من تقع هذه الصفحة بين يديه فليكتب ما يشاء من صدق الرثاء بحق أطيب الأصدقاء.
موجز عن مسيرته الكروية
استهلّ بسام همدر مسيرته الكروية على ملعب الجوار في الشياح مع نادي الكفاح، اختار مركز حراسة المرمى منذ وطأت قدماه أرض الملاعب الترابية الموزّعة في الشيّاح، وفي الرابعة عشرة من عمره وقّع على كشوفات نادي الراسينغ الذي كان يتقاسم مع غريمه النجمة معظم اللاعبين الموهوبين في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومع الراسينغ وقف لأكثر من خمس سنوات كحارس احتياطي لكبار الحراس في تلك الأيام كسميح شاتيلا ويوسف الغول، ولما سنحت له الفرصة للمشاركة أثبت وجوده وفرض نفسه على تشكيلات «الأبيض» لحين اعتزاله اللعب في العام 1988، ومن الراسينغ تمّ اختياره ضمن صفوف منتخب لبنان الوطني، وقد بلغ مجموع مبارياته مع المنتخب 15 مباراة، فيما زار أكثر من 30 بلداً مع «سندباد الكرة اللبنانية» وخلال إحدى السفرات تعرّف إلى رفيقة دربه «ام محمد» التي تحمل الجنسية الرومانية. وبعد الاعتزال، توجّه الكابتن بسام إلى ساحات التدريب، وفي هذا السياق شارك في أكثر من دورة تدريبية، أبرزها في رومانيا لمدّة 6 أشهر، ولاحقاً في معظم الدورات التي نظّمها الاتحاد اللبناني لكرة القدم بالتنسيق مع الاتحادين الآسيوي والدولي. وأبرز الفرق التي تولّى إدارتها الفنية: الراسينغ وشباب الساحل والبرج والصفاء والاجتماعي.
وفي الجانب العملي، وبحكم مواظبته صغيراً على قراءة الصحف والمجلات المصرية المتخصصة بأخبار الكرة المصرية في مكتبة عادل جابر في الشياح، وجد نفسه مجلياً في صياغة المواضيع وإبداء الرأي والانتقاد البنّاء، بعبارات قريبة إلى القلب ولا تخلو من طرافة، ترأس الصفحة الرياضية في مجلة الشراع الأسبوعية لسنوات طوال، ونشر الكثير من الآراء في الصحف والمجلات في لبنان والوطن العربي.
تميّز بسام همــدر بعشــقه للركض، وحتى في أحلك الظروف التي عصفت بلبنان وبالضاحية كان يواظب على الركض. تعرّض لوعكة صحية في العام 2016 جعلته يبتعد عن مــتابعة المباريات من المدرجات. بسام همدر صفحة مشرقة من تاريخ الضاحية ولبنان الكروي، كما أن مجالسته تدخل السرور إلى القلوب، مخلص إلى أبعد الحدود لزملائه من الزمن الجميل، والجدير ذكره أنه في يوم تشييع رفيقه وحبيب قلبه يوسف الغول راح يبكي كالصغار عند معانقته لغالبية اللاعبين الحاضرين.
بطاقة:
بسام محمد همدر
مواليد الغبيري في 2 أيار 1950.
متأهل وله 5 أبناء: محمد، أحمد، مريم، زينب وحمزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى