أخيرة

إدماج النوع الاجتماعي (الجندر) في المدارس يهدّد بقاء الجنس البشري

‭}‬ سارة السهيل
تحت شعار الحرية والمساواة والإنسانية الفضفاضة بلا أية ضوابط، تأتي محاولات تعميم «الجندر» بالمدراس في بلادنا العربية وتهديداً للفطرة التي فطر الله الناس خلقهم عليها، حين جعل سبحانه وتعالى كلّ شيء في الكون مكوناً من ذكر وأنثى ولكليهما أدواره المنوط بها في إعمار الكون، بينما تسعى المنظمات التي تعمل بأجندة خبيثة لتغيير خلق الله.
فالدعوة إلى تعميم «الجندر» بالمدارس كانت تتمّ على استحياء وبخطوات ما كنا نظنّ أنها تتسارع اليوم حتى يكون للجنس الثالث وجود تفرضه أجندات خبيثة، والطامة الكبرى انّ أذرعها تمتدّ الى أهمّ مراحل عمر الإنسان وهي مراحل تنشئته وتعليمه الأخلاق في المدراس.
واذا كانت الدول الغربية قد قبلت بهذا الفكر الشيطاني، فإنّ بلادنا العربية بمن فيها من مسلمين ومسيحيين لا يقبلون بهذا الانحراف بخلق الإنسان وأخلاقه. وللأسف الشديد، فإنّ مصطلح «الجندر»، قد تسلل إلى الوثائق الدولية عبر عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر القاهرة للسكَّان عام 1994، ومؤتمر بكين عام 1995، ومؤتمر بكين عام 2000، ومؤتمر المرأة الذي نظَّمه مركز الدراسات النسوية بجامعة صنعاء في العام ذاته ومؤتمر عَمَّان 2001.
وعندما واجهت اعتراضاً من مختلف الدولة الإسلامية وعلمائها، أعيد طرحه مجدّداً بمسمّى «النوع الاجتماعي» الذي يفرض على
الرجل أن يقوم بجميع أدوار المرأة الاجتماعية، والمرأة تقوم بجميع أدوار الرجل الاجتماعية دون استثناء، الى حدّ هنا أمر جيد ولا بأس به، وتبدأ هذه منذ دخول الطفل إلى الروضة، فيتمّ التعامل معه كجنس محايد (لا ذكر ولا أنثى)، بدعوى انّ ذلك يمنحه حرية أن يقرّر لنفسه ماذا يريد أن يكون (هو أو هي أو آخر) في مرحلة متأخرة من طفولته وهنا الكارثة.
انّ الله خلق الكون والجبال والبحار والذكر والأنثى، فهل يستطيع من ينادي بحرية الاختيار ان يخيّر البحر ان يكون جبلاً والشمس ان تكون قمراً، نعم لنا حرية الاختيار بحدودنا المسموح بها وليس بهذه الامور الفطرية.
الغرب نفسه يخشى على مستقبل الطفولة والبشرية من تعليم هذا «الجندر»، وكما تقول برندا ليسبياك (معلمة أميركية)، تعمل في مجال التدريس لأكثر من 25 عاماً في فيديو على قناة The Deen Show باليوتيوب.، تؤكد فيه انّ ما يتعرّض له الأطفال في المدارس الأميركية من محاولات لطمس هويتهم الجنسية، من خلال نشر ثقافة تعددّ الأجناس (الشذوذ الجنسي) بدلاً من جنسين (ذكر وأنثى) فقط، وكذلك محاولات استهداف الشباب بصفة خاصة في هذا الأمر، وتشجيع الأطفال على استخدام حاصرات البلوغ؛ لإيقاف التغيرات الفيزيائية للبلوغ.
الخطورة في هذا الأمر تكمن في اختصار الإنسان بالنوع البيولوجي، بحيث أنَّ كلا من الرجل والمرأة يشتركان في الخصائص الخلْقيَّة معاً؛ وبإمكان الرجل أن يَحْملَ ويَلِدَ تماماً كالمرأة؛ ومن هنا كان الرَّفض .
وللأسف فإنّ بلادنا العربية قد انخدعت بشعارات (النوع الاجتماعي) في التعليم والصحة والإعلام؛ وطبّقته بعض الأجندات ظناً منها أنها تحقق مبدأ المساواة.
الهجوم الضاري على ثقافة النوع الاجتماعي، عبر كتب وبرامج تدريبية للمعلمين والمعلمات، مبعثه الخوف على ضياع الفطرة التى فطر الله الناس عليها، والخوف من انتشار الشذوذ في الأجيال الصاعدة، خاصة أنّ «الجندرة» من ضمن مقاصدها منح كلّ إنسان الحق في اختيار نوعه الاجتماعي (ذكر، أنثى، آخر) بغض النظر عن نوعه البيولوجي، ويتبع ذلك حقه في اختيار توجهه الجنسي، ووفقاً لذلك قد يختار الذكر التوجه جنسياً نحو ذكر مثله، والأنثى إلى أنثى مثلها، وهو بالنهاية يمثل تهديداً مباشراً للجنس البشري .
صحيح انّ البرنامج المطبق ببعض المدارس في ظاهره يقدّم أدواراً للمرأة إيجابية ويهدف لمحاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي من التسلط والإجبار والعدوان اللفظي والعدوان الجسدي والاحتقار والكراهية والهجر وتقليل المكانة، إلا انّ مخاوف الشارع ومؤسّسات المجتمع المدني من ان يتمّ دسّ السمّ في العسل، بحيث يؤدّي هذا البرنامج بطرق ملتوية الى نشر ثقافة الشذوذ، لها ما يبرّرها فالمجتمع العربي مسلمين ومسيحيين، وأنا معهم، لن يقبلوا بتغيير خلق الله، ولا بتحويل فلذات أكبادنا الى الجنس الثالث،
فطالما سجّل الأطباء والعلماء وصنفوا الجنس الثالث على انه مرض عضوي او نفسي او خلل تربوي او تعرّض لتحرّش، فكلّ هذه الأسباب تعتبر مطلباً أساسياً لعلاجهم والوقوف جنبهم طبياً ونفسياً وتربوياً للعودة الى طبيعتهم التي فطرهم الله عليها وبالطبع عدم أذيتهم نفسياً ولفظياً وما الى ذلك حتى يعودوا، فالموضوع ليس اختياراً على زعمهم، لأنّ هناك خللاً ومرضاً من الممكن علاجه، أما الاختيار فهذا يشبه ان تدعو الناس الى حرية الإصابة بمرض مثلاً، فنقول مثلاً انّ لك حرية الإصابة بـ «كورونا»، او لك حرية الاختيار بأن تعاني من متاعب نفسية،
فلو كان المرض اختياراً لما وضعت الدول برتوكولات لمحاربة «كورونا» بكلّ الطرق من الوقاية الى العلاج الى المطعوم والحرص مِنَ الإصابة، فأنا أحسبها نفس الحسبان… الوقاية ومحاربة كلّ ظاهرة خبيثة تؤذي البشر وهذا لا يعني (أكرّر) أذيتهم او الإساءة إليهم وإنما النظر اليهم بعين الرحمة ومدّ يد المساعدة لينجوا ويصحوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى