الوطن

دعوة برّي الحواريّة محور اتصالات سياسيّة ونيابيّة «الوطنّي الحرّ» يقبل بشروط وكتلتا «التوافق» و«الاعتدال»: البلد لا يحتمل التأخير

فيما لا تزال دعوة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى الحوار تحت قُبّة البرلمان لمدّة سبعة أيّام وتعقبه جلسات انتخاب متتالية لرئيس الجمهورية، محور اتصالات لإنجاحها، تواصلت مواقف الكتل النيابيّة من المُبادرة وتراوحت بين القبول المُطلق والقبول المشروط والرفض المُطلق.
وفي هذا الإطار، كرّر «التيّار الوطنيّ الحرّ» موقفه الثابت القائم على استعداده الإيجابيّ للمشاركة في أيّ حوار يتوصّل سريعاً إلى نتائج عمليّة تُفضي إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة على أن يُحدَّد شكل هذا الحوار فلا يكون تقليديّاً بل عمليّاً وفعّالاً ويُمكن أن يحمل أشكالاً متنوعة ثنائيّة أو متعدّدة الأطراف وأن ينحصر جدول أعماله ببرنامج العهد (الأولويّات الرئاسيّة) ومواصفات الرئيس واسمه».
وربط التيّار في بيان بعد اجتماع مجلسه السياسيّ الدوريّ برئاسة رئيس التيّار النائب جبران باسيل، مشاركته «بضمانات أن ينتهي هذا الحوار بجلسات مفتوحة للمجلس النيابيّ لانتخاب الرئيس لا تتوقّف حتى حصول هذا الانتخاب»، مشيراً إلى ّنه «ينتظر من أصحاب الدعوات إلى هذا الحوار الأجوبة اللازمة ليتحدّد الموقف النهائيّ للتيار على أساسها».
وفي سياق متّصل، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في لقاء تربويّ «لفتني قول أحدهم إنهم مستعدّون أن يتحمّلوا الفراغ لأشهر وسنوات إلاّ أنّهم غير مستعدّين لتحملنا، بمعنى أنهم حاضرون لأن يكون هناك خراب في البلد ولكن لا إمكان لأن يفتحوا كوّةً أو باباً لعلاقة معيّنة أو تفاهم معيّن لتسوية معينة من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسيّ»، مضيفاً «الشعب ليس مستعدّاً لتحمّل الفراغ بانتظار تحقيق مشروعكم الذي تحلمون به ولا أفق له. لا يمكنكم أن تنجزوا انتخاب رئيس للجمهوريّة على شاكلتكم بهذا القدر من التوتّر والتحدّي والمواجهة، على كلّ حال نحن نفهم توتّرهم وهو دليل عجز وبهذه الطريقة لن يحصلوا على شيء، الأفضل لو تقدّموا بخطوات واقتراحات وطنيّة تمهّد لجلسات الانتخاب كما تقدّم الرئيس برّي بفكرة الحوار بتوقيت محدّد ثم جلسات للانتخاب تُظهِر النتيجة كما كانت».
وأعرب عن اعتقاده أنّه «يوجد باب ضوء يجب أن نسلكه وهو الحوار، نحن سلكنا طريق الحوار مع التيّار الوطنيّ الحرّ وهو سبيل مناسب لانتخاب رئيسً للجمهوريّة»، موضحاً «أنّنا نسير في ثلاثة إتجاهات إيجابيّة، إتجاه الحوار مع التيّار الوطنيّ الحرّ، إتجاه الموافقة على الحوار الذي أطلقه الرئيس نبيه برّي، إتجاه الحوار الذي دعا إليه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ولو وُجِد مسار رابع فيه إيجابيّة لكنّا مستعدين أن نسلكه فهذه وجهة نظرنا دوماً».
وكان موضوع الحوار حاضراً خلال استقبال الرئيس برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، وفداً من تكتّل «الاعتدال الوطنيّ» ضم النوّاب: وليد البعريني، سجيع عطيّة، محمد سليمان، أحمد الخير وأحمد رستم.
وبعد اللقاء، قال البعريني «تداولنا مع دولته في موضوع الحوار والمواقف منه لجهة الاعتراضات أو لجهة دعمه. نحن من جهتنا نؤيّد الحوار منذ اليوم الأول الذي افتتح فيه الكلام عن الحوار».
وتابع «الحوار سيحصل تحت قبّة البرلمان وسيكون بعده مباشرةً افتتاح جلسات لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. وهذا الموضوع كان الرئيس برّي حريصاً جداً عليه، إنّه لن يُقفل المجلس النيابيّ حتّى تصاعُد الدخان الأبيض. لم يعد لدينا ترف الوقت ولم يعد لدينا مجال للتأخير».
وردّاً على سؤال إذا ما لمس الوفد من الرئيس برّي أنّه ماضٍ في الحوار بمن حضر، أجاب البعريني «تقريباً 80 في المائة هناك نيّة لاستكمال الحوار، لكن الرئيس برّي سوف يُجري بعض الاتصالات المعيّنة كما يبدو مع الأطراف المسيحيّة التي لها مكانتها في هذا الإطار. الأمور «ماشية» لكنّها لم تُحسَم بعد».
والتقى الوفد في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي في بيروت، تكتُّل «التوافق الوطنيّ» الذي يضمّ النواب فيصل كرامي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى وحسن مراد وطه ناجي وبعد اللقاء قال كرامي «نحن موقفنا موحّد، ونحن دائماً كنّا مع الحوار، وأنا أردّد دائماً ما كان يقوله الرئيس الشهيد رشيد كرامي، بأنّ لا خيار ولا مناص ولا مهرب للبنانيين من الحوار بين بعضهم بعضاً».
أضاف «كان هذا اللقاء جلسة حوار وتشاور، ووصلنا إلى نتائج عمليّة من أجل تنفيذ مشاريع إنمائيّة، وما كان يحصل هذا الأمر لولا التلاقي والحوار، نحن دائماً نمدّ اليد الى الآخر، ونقول إن نقيض الحوار هو الخصام والاقتتال لا سمح الله. نحن نرى أن العدوّ الإسرائيليّ يتربّص بلبنان من خلال العملاء، الذين تلقي القبض عليهم الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، نحن لا نريد أن يضعف لبنان، فلا مناص لنا من الحوار شرط أن يكون بيد ممدودة وبقلب مفتوح ومن دون شروط مسبقة، وعلى بند وحيد وهو الذهاب إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، وهذا ما عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي أبدى حرصه على هذه الشروط والتعبير عنها».
وأشار إلى أنّ «البلد لم يعد يحتمل المزيد من التأخير، رئيس الجمهوريّة ليس هو كلّ الحلّ إنّما الحلّ يكون بوجود رئيس جمهوريّة ورئيس حكومة وسلسلة من الإصلاحات المطلوبة منّا من أجل الوصول إلى برّ الأمان والخروج من هذه الأزمة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى