أولى

كلام ابن سلمان للأميركيين

من حق كل مَن استمع إلى حوار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن يسجل استغرابه لكلام ولي العهد السعودي عن السعي لامتلاك سلاح نووي إذا حصلت إيران على هذا السلاح، تحت شعار الاعتبارات الأمنية والتوازن الإقليمي. وهو يعلم أنه يتحدّث عن دولة لا تملك سلاحاً نووياً وتعلن أنها لا تريد أن تمتلك سلاحاً نووياً، دون أن يستفزه، أو ينتبه إلى أن في المنطقة جهة نووية تملك مئات الرؤوس النووية الحربية، وهي كيان عدوانيّ يهدّد بالحرب ويشنها هي كيان الاحتلال، ولم يمثل امتلاكها سبباً لطلب امتلاك المثل من الأسباب الأمنية والتوازن الإقليمي ذاتهما.
من حق كل مَن استمع الى الحوار أن يسجل غضبه من تحول حقوق الشعب الفلسطيني، ولو بحدود المنصوص عليه في المبادرة العربية للسلام، التي اقترحتها السعودية في قمة بيروت العام 2002، وتبنتها القمة العربية، من كونها الأساس في الحراك العربي الدبلوماسي، والسعودي خصوصاً، الى مجرد واحدة من قضايا التفاوض حول التطبيع مع كيان الاحتلال.
بعد هاتين الملاحظتين، يأتي وقت طرح السؤال: هل توحي المقابلة بإعادة نظر سعودية بعناوين دبلوماسيتها التي تكرّست خلال السنة الأخيرة، عبر اعتبار روسيا شريكها في سوق النفط الذي لا تنطبق على التعامل معه الطلبات الأميركية، والمصالح الأميركية، بل المصالح السعودية الروسية المشتركة التي تنطلق من السعي لاستقرار السوق بثنائية كميات الإنتاج والأسعار، أو اعتبار الصين شريكها التجاري والاستثماري الأول ووضع مقاييس العلاقة بالصين خارج دائرة حساب مراعاة الموقف الأميركي، أو اعتبار الاتفاق مع إيران نقطة ارتكاز في خلق بيئة إقليمية مستقرة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، والسعي للتعاون مع إيران لفكفكة ما أمكن من الملفات الإقليمية، حتى لو لم تكن هذه العلاقة موضع ترحيب أميركي، ثم الامتناع عن الاستجابة للضغوط الأميركية لتطبيع رسمي وعلني مع كيان الاحتلال فوراً، وبمعزل عن تقدم مفاوضات وعملية سياسية تقدم للفلسطينيين مشروع الدولة الموعودة؟
في حوار ولي العهد السعودي مع فوكس نيوز تأكيد على أن لا شيء تغير في الثوابت الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية، مع إضافة نجاح ولي العهد في صياغة مواقفه بلغة يمكن توقع نجاحها بإحداث اختراق لصالحه في الرأي العام الأميركي، بعد حملات الشيطنة التي طالته.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى