أولى

ملتقى نصرة الأسرى في سجون الاحتلال أنهى أعماله بخطة عمل لدعمهم

أنهى «الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني» الذي نظّمه «المؤتمر العربي العام» وشارك فيه قرابة 300 شخصية عربية ودولية، أعماله بيوم خاص لشهادات الأسرى وأهاليهم.

 وقدمت شهادات عن الاعتقال والتعذيب للأسرى وأهاليهم، وتضمنت شهادة لأسيرة ولدت أبنها في السجن وهي مكبّلة اليدين والرجلين وعاش الطفل في الحبس محروم من طفولته وممنوع من ألعابه. وشهادة لأسير توفي في السجن ولا يزال جثمانه محتجزاً، وأم تنتظر ابنها منذ عشرات السنين، وطلاّب وصحافيين اعتقلوا في أماكن دراستهم وعملهم. كما استعيد في الجلسة ذكرى مجزرة سجن النقب عام 2007 والتي أسفرت عن شهيد وإصابة 300 أسير.

 وفي جلسة ترأستها المحامية أماني إبراهيم من فلسطين، شارك في الشهادات الحية كل من الأسيرات والأسرى المحرّرين: أحمد عصافرة، أسماء الأعرج (زوجة الأسير علاء الاعرج)، أكرم أبو قيس، أمير حزبون، بشرى الطويل، تحسين الحلبي، حسن حجازي، حسن دولة، سالم زيادات، سمر صبيح، عبد الله الزغاري، علام الكعبي، فادي فرح، محمود سليمان، نديم يونس (عن أخيه كريم يونس)، نزار شحادة وهاشم هاشم.

 ثم تلتها جلسة للهيئات التي تعمل على دعم قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

 أمّا الجلسة الأخيرة التي ترأسها مدير عام مؤسسة القدس الدولية ياسين حمّود، فخُصصت لمناقشة مشروع خطة عمل لدعم الأسرى والمعتقلين، أعدها نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور محمد حسب الرسول (السودان)، تضمّنت أهداف ووسائل ومحاور عمل المهام المطلوبة وآليات العمل.

فحدّدت الأهداف كالآتي: تحقيق حرية الأسرى وإطلاقهم. ضمان كفالة حقوقهم داخل السجون وفق ما نصت عليه القوانين والمعاهدات والاتفاقات الدولية. تعرية وتجريم سياسات الأسر الصهيونية وفقاً للقوانين والمعاهدات والاتفاقات الدولية. الحؤول دون اتباع سلطات الاحتلال سياسات الأسر مستقبلاً.

أمّا وسائل العمل فكانت على الشكل التالي: ورش عمل ومؤتمرات حقوقية. دراسات وبحوث حقوقية. حملات إعلامية على الوسائط الإعلامية الحديثة والتقليدية. حشد وتوظيف الطاقات العربية والدولية. محاكمات شعبية ودولية. اعتصامات دورية.

ثم تناولت محاور الخطة ما يلي: أولاً: محور بيانات ومعلومات الأسرى، إنشاء مركز خاص ببيانات الأسرى يشتمل على البيانات الخاصة بكل أسير، وبصحيفته الحقوقية لتكون منطلقاً لعمل حقوقي على المحافل الإقليمية والدولية كافة، لردّ حقوقه ورفع المظلمة الواقعة علية من قبل سلطات الاحتلال، ولتمكين الفريق القانوني الذي يتولى قضيته من الاضطلاع بأفضل دور مهني في ساحات المحاكم الإقليمية والدولية. الاستفادة من البيانات الخاصة بكل أسير في الجهود الإنسانية التي يبذلها كل مؤمن بمظلومية الأسير وبحقه وحق أسرته في العون الإنساني والحقوقي.

 ثانياً: محور المناصرة الحقوقية: تأسيس مراكز مناصرة حقوقية إقليمية ودولية تضطلع بمسؤولية الدفاع عن الأسرى وتعمل بشكل مهني محترف من أجل رفع المظالم التي وقعت عليهم ولضمان حريتهم وطلاقتهم الشخصية، وفي الوقت ذاته تجريم الاحتلال الصهيوني وسياساته الظالمة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني. تقوم هذه المراكز كذلك بدورها الحقوقي الضامن لحقوق الأسرى كاملة أثناء الأسر وبعد التحرّر منه. إقامة محاكمات شعبية من قانونيين عرب ودوليين في أهم عواصم العالم لتبيان حقوق الأسرى التي كفلتها لهم القوانين والمعاهدات والاتفاقات الدولية، ولتجريم سياسات الأسر الصهيونية والقائمين عليها. ضمان عرض قضية الأسرى على سائر المحافل الحقوقية والقانونية القطرية والاقليمية والدولية.

 ثالثاً: محور الإعلام: إبراز قضية الأسرى وتقديمها عبر القوالب والوسائط الإعلامية المناسبة للرأي العام العربي والدولي وتمليك المهتمين والمعنيين عرباً وغير عرب حقيقة أوضاع الأسرى وحشد التأييد والمناصرة لقضيتهم، وفضح طبيعة الاحتلال الصهيوني غير الانسانية. حشد طاقات حقوقية تتبنى قضايا الأسرى كل في دولته وفي إقليمه، وتوظيف كل الجهود من أجل صناعة رأي عام دولي طاغ لصالح الأسرى وقضيتهم العادلة.

 رابعاً: محور العون الإنساني: بناء شبكات عمل وعون إنساني تربط بين الأسر العربية والأجنبية والأسرى وأسرهم بالقدر الذي يحقق عُرى العلاقات الإنسانية بينهم جميعاً، ويؤسس في الوقت ذاته لعمليات تكافل اجتماعي واسع يرفع المعاناة عن الأسرى وأسرهم.

خامساً: منظومات العمل: يتحول هذا الملتقى إلى مؤسسة دولية تُعنى بالأسرى وقضيتهم وشؤونهم وحقوقهم وأسرهم، وتجتمع بشكل دوري كل عام عن طريق الوسائط الرقمية أو بشكل مباشر لتتولى عمليات التخطيط والاتصال والمتابعة والتقييم، ولتتولى مهمة بناء شبكات عمل تنفيذي في الأقطار العربية وغير العربية نواتها الأشخاص الطبيعيون والاعتباريون المشاركون في هذا الملتقى وغيرهم من المؤمنين بقضية الأسرى وحقوقهم. تضطلع الشبكات داخل كل قطر بالمهام التي ورد ذكرها في محاور العمل بالاستفادة بكل طاقة وجهد يتوفر في الدول التي ستُبنى فيها هذه الشبكات.

 بشور

وألقى الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي في لبنان، وعضو لجنة المتابعة في المؤتمر العربي العام معن بشور كلمة في نهاية الجلسة أبدى فيها اعتزازه “بنجاح الملتقى وبالمشاركة العربية والدولية الواسعة فيه”. ورأى في “الشهادات المؤثّرة للأسرى والمحرّرين وذويهم إخباراً قضائياً للمحاكم الوطنية والدولية لملاحقة مجرمي الحرب ضد الإنسانية”.

 وتمنى أن يواصل أعضاء الملتقى نضالهم من أجل نصرة الأسرى والمعتقلين، ولاسيما من خلال تنسيقية هيئات داعمي الأسرى والمفقودين، واعتبار أعضاء الملتقى نواة شبكة عالمية لنصرة الأسرى والمفقودين تنبثق عنها لجان ذكرها الدكتور محمد حسب الرسول تتناول القضية من كل جوانبها، ولاسيما القانونية والتعبوية والاجتماعية، بما فيها تنظيم اعتصامات أو وقفات دورية (كل أسبوع أو شهر)، في مختلف العواصم والمدن التي يمكن إقامة اعتصامات فيها، والسعي لإطلاق مؤسسة توأمة بين عائلات الأسرى وعائلات متضامنة في العالم العربي والعالم.

 وختم بشور بتوجيه التحية لروح الكاتب والأديب اللبناني الدكتور سماح إدريس “المنتصر دوماً لفلسطين وقضاياها”، وإلى “المناضل الكبير جورج إبراهيم عبد الله، المسجون منذ ثلاثة عقود ونيّف في السجون الفرنسية بعد انتهاء محكوميته بأوامر أميركية وصهيونية”، كاشفاً “زيف ادعاءات هذه الدول بالديمقراطية والعدالة واحترام القانون وحقوق الإنسان”.

وفي الختام، شكر رئيس المؤتمر العربي العام خالد السفياني جميع المشاركين والمتحدثين والهيئات والأسرى المحرّرين على “شهاداتهم التي أغنت الملتقى”، مؤكداً أن “المؤتمر العربي العام بكل الهيئات والمؤسسات المشاركة فيه، سيبقى سنداً لقضية فلسطين بكل عناوينها، ولاسيما قضية الأسرى والمعتقلين والمفقودين في سجون الاحتلال الصهيوني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى