مقالات وآراء

آخر فصول وجود «إسرائيل»

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
لم يعد مجدياً تعداد ضحايا المجازر التي ترتكبها «إسرائيل» على مدار الساعة بل على مدار الدقائق ليلاً نهاراً منذ السابع من الشهر الحالي، وبلغ عدد الضحايا من نساء وأطفال وشيوخ الغزاويين على مرأى ومسمع العالم وبدعم ومؤازرة «زعيمة العالم الحر» الولايات المتحدة وأوروبا والعالم الغربي نحو 7000 شهيد بينهم أكثر من 3000 طفل وامرأة، ونحو 19 ألف جريح، بالإضافة الى عدد كبير من المفقودين! وبات عادياً ان يحمل رجل في كيسين أشلاء أولاده الذين مزقتهم الطائرات الحربية! دون وازع ودون احترام لقواعد الحروب ودون اخلاق!
وما نراه من تهجير مئات آلاف الغزاويين بعد هدم 300 ألف وحدة سكنية، بتنا نراقب تغييرات جيوسياسية وعمليات ترانسفير تمهّد لنزوح جماهيري كالذي رأيناه في النزوح الفلسطيني عام 1948 والحديث عن مشاريع وخطوط تجارية تربط بين أدنى دول آسيا والصين والهند من جهة وبين الشرق الأوسط وصولاً الى البحر المتوسط عبر الخط التجاري الذي ينتهي في مدينة حيفا المحتلة، بدلاً من خط الحرير الذي كان يربط بين الصين وأفغانستان وإيران وروسيا وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين في العديد من القرون الماضية!
ويقول كاتب في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية انّ الإسرائيليين يدركون انّ وجودهم في ما يُسمّى «إسرائيل» هو حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية قامت على المكر والكذب واستغلال ما سمّي بـ «المحرقة» والادّعاء بأنّ هيكل سليمان المزعوم يقع تحت المسجد الأقصى، وهي كذبة وثقتها عمليات الحفر التي واكبتها جهات يهودية تأكدت من ذلك.
لذلك نرى بوضوح انّ المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال في فلسطين، وهذه القسوة في تهديم البيوت على رؤوس ساكنيها دون رادع ودون أيّ حسّ إنساني، انّ «إسرائيل» تكتب الفصل الأخير من وجودها في فلسطين المباركة، وليس ضرورياً ان يتمّ ذلك في غضون أسابيع أو شهور مقبلة، لكن لا بدّ انّ هذا الوجود الصهيوني زائل لا محالة، لأنّ هذه الدولة المصطنعة التي استقدمت شذاذ الآفاق من كلّ مقلب إلى أرض فلسطين على حساب أصحاب الأرض وما زالت تقتلهم في حروب صريحة منذ العام 1948 وتهجّرهم وتعتقلهم وتضطهدهم على مدار الساعة.
وعليه… لن يرضى الفلسطينيون أصحاب الأرض بوجود صهيوني واحد في فلسطين المباركة بعد اليوم ولا حلّ إلا بإنهاء الاحتلال.
وتقول صحيفة «هآرتس» بالحرف الواحد «يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ولا حلّ معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال».
ونحن على يقين بأنّ الصهاينة، على مشارف تيه جديد، وهذا قرآننا المجيد يخبرنا عن كذب اليهود ومكرهم كأشرطة الفيديو التي وزعها الصهاينة على الدول وفيها مشاهد هوليودية عن ما ادّعوا أنه إجرام أبطال «طوفان الاقصى»، والسعي إلى الترويج بأنّ المقاتلين أحرقوا الأطفال واعتدوا على النساء، وهذا محض افتراء وكذب لأن فرسان المقاومة يحضنون الأطفال ولا يعتدون على النساء ومعاذ الله ان يخالفوا رسولهم ودينهم…
وهنا هذه الآيات المباركات «يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)» المائدة، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة، «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)» المائدة
– ملاحظة: الأرض التي كتب عليكم دخولها ولم يقل كتبها لكم وكفى بالله شاهداً ونذيراً .
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى