ثقافة وفنون

«دلالات صورة الأم السورية في الأفلام السينمائية المنتجة زمن الحرب» دراسة سيميولوجية للدكتورة رهف القصار

استلهمت الدكتورة رهف القصار بني المرجة من الحرب على سورية دراستها السيميولوجية التي حملت عنوان «دلالات صورة الأم السورية في الأفلام السينمائية المنتجة زمن الحرب»، ركزت خلالها على عدة نماذج لشخصيات الأمهات السوريات وما تعرّضن له من ضغوط وخسارات جسيمة أرخت بظلالها عليهن وجعلتهن يواجهن مخاطر الحرب الإرهابية على بلدهن بمفردهن.
وعملت الدكتورة القصار على تحليل الملامح الاجتماعية السوسيولوجية، والنفسية السيكولوجية، والتحليل السيميولوجي الدقيق، والتعرف على المستويين التعييني والتضميني للصورة البصرية، ومرجع الشخصية السينمائية، والخلفية الثقافية لنظرية رولان بارت في التحليل السيميولوجي.
واستعرضت أدبيات الدراسة عدة فصول حول مفهوم السيميولوجيا ومراحل تطوّر النظريات السينمائية، والعلامات، والدلالات، واللغة والحوار، وعبارات السيميائية، والشيفرات، والسردية، ثم التطرّق للصورة السينمائية من تعريف ونشأة وطبيعة، وكيفية تشكيلها في وسائل الإعلام، وإنتاج الصورة وتحليلها السيميائي، وصولاً للسينما العامة، والسينما السورية خصوصاً، وصناعة الشخصيات من بينها المرأة والأم، وتناول المضامين الحربية.
أما الإطار التحليلي فاحتوى على منهج التحليل السيميولوجي لصورة الأم في سبعة أفلام أنتجتها المؤسسة العامة للسينما خلال سنوات الحرب، وهي «أم عادل»في فيلم «الأم»أداء صباح الجزائري، وإخراج باسل الخطيب، و»أم علاء»في فيلم «رسائل الكرز»أداء جيانا عيد، وإخراج سلاف فواخرجي، و»أم نور»في فيلم «فانية وتتبدد»أداء رنا شميس، وإخراج نجدة إسماعيل أنزور، و»صفاء»في فيلم «أنا وأنتِ وأمي وأبي»أداء سوزان نجم الدين، وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، و»أم كفاح»في فيلم حنين الذاكرة «العودة»أداء لينا حوارنة، وإخراج كوثر معراوي، و»أمينة»في فيلم أمينة أداء نادين خوري، وإخراج أيمن زيدان، و»المعلمة المخطوفة»في فيلم «يحدث في غيابك»أداء نور الزير، وإخراج سيف الدين سبيعي.
وتوصلت الدراسة إلى تعبير جميع المخرجين عن ثقافة النساء من خلال السينوغرافيا كعنصر فني، وتصميم تقني متمم للمشهدية التكوينية، ويحمل شيفرات ثقافية دالة على سمة فكرية مميزة للشخوص الفاعلة، كما تجلّى المرجع الخاص بالفيلم بمجموعة أيديولوجيات وسمات متماهية مع طبيعة المجتمعات السورية، محاكية في كنهها الدلالي والرمزي لأمهاتها.
واختتمت الدراسة بطرح مجموعة من المقترحات والتوصيات للدراسات المستقبلية، من بينها إجراء دراسات حول كيفية نقل الأفلام السينمائية لتداعيات الحرب على المستويات الاقتصادية، ودراسة شخصيات أخرى في الأفلام، مثل الجندي والأب والطفل، والاهتمام بالعنصر النسائي وطرح شخصيات أمهات أصغر بالسن وخاصة مع ارتفاع أعداد الأرامل الشابات.
يذكر أنه بناء على هذه الدراسة، منحت كلية الإعلام في جامعة دمشق درجة الدكتوراه في الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون بمرتبة امتياز للباحثة رهف القصار بني المرجة، وهي خريجة كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون، حاصلة على درجة ماجستير أكاديمي في اختصاص سيميولوجيا الأداء السمعي والبصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى