مقالات وآراء

إلى متى يسكت العالم…؟

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» انّ الحرب الإسرائيلية الطويلة على قطاع غزة تهدّد بعزل «إسرائيل» والولايات المتحدة الداعم الأول لتل أبيب.
ولفتت الصحيفة نقلاً عن عدد من المسؤولين في إدارة الرئيس بايدن الى المخاوف المتزايدة في واشنطن من تبعات الحرب الإسرائيلية على غزة انْ طالت ما سيتسبّب بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط وتنامي الأصوات الداعية الى وقف إطلاق النار تفادياً لتعرّض واشنطن للعزلة الدولية…
وأشار هؤلاء المسؤولون الى انّ الجيش الإسرائيلي لديه وقت محدود لتنفيذ عملياته، قبل ان يغضب العرب في المنطقة، ولن يغضبوا أبداً! وتشعر الولايات المتحدة ودول أخرى بخيبة الأمل بسبب ارتفاع اعداد الضحايا المدنيين.
ووفقاً للمسؤولين فإنه كلما طال أمد العربدة الإسرائيلية المجرمة والمسكونة بحقد الصهاينة وكراهيتهم للعرب، تزيد من تصاعد الصراع الى حرب واسعة النطاق لافتة الى إجرام الجيش الإسرائيلي الذي يفتك بالمدنيين ويهدم منازلهم بينما لا تزال صواريخ المقاومة تسقط على تل أبيب والمستعمرات في غلاف غزة وأبعد منها.
ونحن لا نصدّق انّ الرئيس بايدن فشل في إقناع «إسرائيل» بضرورة الحدّ من اندفاعها وتوغلها في دماء المدنيين، ولا نصدّق انّ الإدارة الأميركية تتريّث في تصدير 24 ألف بندقية هجومية الى الجيش الإسرائيلي خوفاً من وصول هذه البنادق الى أيدي المستوطنين خشية ان يستعملونها ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة! ونحن أيضاً لا نصدّق انّ الإدارة الأميركية تتريّث في إرسال هذه الشحنة الى الصهاينة بل هي التي اختارتها.
وفي ذات الوقت، نقدّر الأصوات الأميركية التي تعلو بالمطالبة بوضع حدّ للانتهاكات الصهيونية وبالتنديد بالمواقف الأميركية الداعمة للاحتلال، تماماً كاستقالة الأميركي اللبناني الأصل غريغ مخيبر من موقعه كمدير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان احتجاجاً على تغاضي الهيئات الأممية عن الوضع في قطاع غزة.
وبالأمس أيضاً قدّمت الصحافية الأميركية في صحيفة «نيويورك تايمز» جاسمين هيوز الحائزة على عدة جوائز استقالتها بعدما وقّعت عريضة تتهم «إسرائيل» بارتكاب إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين وتدعو الى مقاطعتها وفرض عقوبات عليها. ووجه مدير صحيفة «نيويورك تايمز» سيلفر ستيف في رسالة الى الموظفين يوم الجمعة الفائت قال فيها: «أحترم قناعات جاسمين هيوز القوية رغم انتهاكها لسياسة نيويورك تايمز».
وفي سياق متصل، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: عن المفاوضات انّ الدعم الأميركي كان دائما يعتمد على فرضية انّ «إسرائيل» لا تحتاج الى إنقاذ، ولكنها الآن تسير على حبل رفيع يفصل بين كونها «ذخراً استراتيجياً او عبئاً»، لكن على المدى الطويل تقف العلاقة الخاصة عند مفترق طريق مصيري لأنّ الدعم الأميركي للمفارقة كان يقوم دائماً على فرضية أساسية هي أنّ «إسرائيل» لا تحتاج الى دعم، بعبارة أخرى سيكون كافياً منحها الوسائل اللازمة للدفاع عن «إسرائيل» التي ربما قد تفقد «شرعيتها الاستراتيجية» في واشنطن وتتحوّل الى عبء قبل ان يضطر جنود أميركيون في النهاية الى الدفاع عنها.
هذا ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نداء عاجل الى احترام المرافق الطبية وانّ قواعد الحرب واضحة من حيث حمايتها بموجب القانون الدولي الذي تخترقه «إسرائيل» على مدار الساعة ضاربة به وبكلّ الاعتبارات الأخلاقية عرض الحائط.
في حين انّ المقاومة في غزة مرتاحة جداً الى وضعها العسكري، وهي التي تستدرج وتغري الجيش الإسرائيلي لمناطق يراها هادئة فيندفع بدبابة تتبعها أخرى وأكثر فتخرج إليهم المقاومة من الخلف، وهو ما يتكرّر كلّ يوم، بينما الإسرائيليون يسابقون الوقت ويستمرّون في هجماتهم على المستشفيات وعلى ما تبقى من الغزاويين، ويُصرّ نتنياهو المهزوم عسكرياً وأخلاقياً على شبه إنجاز لا يتحقق، في حين تتسع المظاهرات والاحتجاجات والاستنكارات الرافضة للعربدة الصهيونية، حتى في مدن الولايات المتحدة وانكلترا والعديد من العواصم الأوروبية ولا تقوى دولة الاحتلال إلا على النساء والأطفال والمستشفيات !!
ولذلك لوحظ هذا الهدوء في إطلالة سماحة السيد حسن نصر الله في يوم الشهيد عصر يوم السبت الماضي، تاركاً «الكلمة للميدان» ونقطة على السطر.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى