الوطن

عفيف: لن نُقايض رئاسة الجمهوريّة بتهدئة جبهة الجنوب وبالإمكان تحويل التهديد إلى فرصة لتحقيق المصالح الوطنيّة

أكّد مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله محمد عفيف، أنّه لا يوجد رابط بين ما يحصل في غزّة وفي جبهة الجنوب وبين موضوع رئاسة الجمهوريّة، مشدّداً على أنّ الحزب لا يقبل أن تحصل مقايضة بين رئاسة الجمهوريّة والحرب في غزّة. وأكّد أنّ “الجبهة اللبنانيّة لغاية الآن هي أشدّ تعقيداً بأشواط من جبهة غزّة»، مشيراً إلى إمكان تحويل التهديد إلى فرصة لتحقيق المصالح الوطنيّة للبنان.
جاء ذلك في مطالعة سياسيّة شاملة قدمها عفيف خلال فطور صباحيّ أقامَه “اللقاءُ الإعلاميّ الوطنيّ” بدعوةٍ من المنسّق العام الزميل سمير الحسن وبحضور عدد من الزملاء الصحافيين والإعلاميين.
وتطرّق عفيف إلى الأحاديث المتداولة في ما يخصّ رئاسة الجمهوريّة، موضحاً أنّه “يوجد ما يكفي من الأسباب للذهاب إلى الحرب، ويوجد ما يكفي من الأسباب لعدم الذهاب إلى الحرب، والأرجح حاليّاً هو عدم الذهاب إلى الحرب، ولكن لا يوجد رابط لغاية الآن بين ما يحصل في غزّة وفي جبهة الجنوب وبين موضوع رئاسة الجمهوريّة، وما قاله رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوّات سمير جعجع والكتائب والبطريرك حول ربط لا نقبل أن يُستخدم، ولا نقبل أن تحصل مقايضة بين رئاسة الجمهورية والحرب في غزّة”، مُضيفاً “إنّ هذا الأمر ليس مطروحاً بالأصل، ولا نقبل به، ولم يحكِ معنا أحدٌ في هذا الموضوع، ولا يوجد له أيُّ أساس من الصحة بل تمّ خلقه من بنات أفكار أحدهم، إذ اعتبر أنّ حزب الله إذا تحوّل إلى رابح في حرب غزّة فسوف يأخذ مرشحه لرئاسة الجمهوريّة”.
ونبّه إلى خطورة المفاوضات السياسيّة التي بإمكانها قلب موازين القوى وقال “للحرب مسارات متعدّدة منها العسكريّ والميدانيّ والسياسيّ والإعلاميّ، فضلاً عن الجوانب الأخرى كالوضع الاقتصاديّ والمجتمع والبنية الداخليّة”، معتبراً “أنّ المسار السياسيّ هو أخطر المسارات، إذ يمكن لهذا المسار أن يقلب نتائج الحرب بالمفاوضات على الطاولة ويحوّلك من رابح إلى خاسر والعكس صحيح”.
ولفت عفيف إلى “أنّ واقع المفاوضات السياسيّة اليوم بين العدوّ والمقاومة متوقّف، لا يوجد مسار سياسيّ، أمّا الورقة المصريّة فهي الورقة الوحيدة وقد اعتبرتها حركة “حماس” تقريباً بمثابة صكّ استسلام، فرفضتها، وخصوصاً “حماس” في الدّاخل، إذ اعتبرت أنه يتمّ التعامل معها وكأنّها مهزومة، فيما هي تقاتل منذ ثلاثة أشهر وتقول: لا يزال لدينا سلاح وذخيرة وقدرة على إرسال الصواريخ إلى تل أبيب، وأنتم تجلبون لنا ورقة هزيمة”.
وتابع “رفضت حماس هذه الورقة. وهذا يعكس ضمناً قدرة المقاومة، لو لم تكن المقاومة مقتدرة لكانت الورقة المصريّة جاهزة: وقف إطلاق نار، مفاوضات على الأسرى إخراج “حماس” رفض وجود حكومة لـ”حماس” في غزّة إلخ… ولكن المقاومة رفضت هذا الموضوع لأنها قويّة ومقتدرة، منذ ذلك الحين انتهت المفاوضات السياسيّة عمليّاً”.
وأشار عفيف إلى أنّ “الجبهة اللبنانيّة لغاية الآن هي أشدّ تعقيداً بأشواط من جبهة غزّة، لأنّها جبهة تتداخل فيها الضغوط السياسيّة والدبلوماسيّة والعمل الميدانيّ”.
أضاف “إذا كنّا نقول بأنّ “حماس” قادرة على الصمود بعد مرور ثلاثة أشهر على الأقلّ بهذا الوضع، وبعد استنفاد “إسرائيل” لكلّ الخيارات الموجودة، فحتماً نؤكد ما قلناه سابقاً بأننا لم نستخدم سوى 5 أو 10 في المئة من قدرة المقاومة في لبنان، وهذا أمرٌ واقع، بل نكاد نقول إنّنا ما زلنا في البدايات، نحن نتعامل مع التكتيكات القتاليّة الإسرائيليّة بتكتيكات مضادّة، ولكن عمليّاً لا يتمّ استخدام كلّ أنواع الأسلحة ولا كلّ القدرة القتاليّة المتوافرة للمقاومة في معركة الجنوب لاعتبارات لن نشرحها الآن”.
وعرض عفيف لتدرُّج الضغوط “الإسرائيليّة” والأوروبيّة الأميركيّة على لبنان وقال “إنهم يرسلون الموفدين حتّى تحاول إسرائيل أن تحصل على نصر في السياسة في لبنان وهو ما عجزت عن تحقيقه في الميدان في غزّة. وكان الجواب لدينا أنّه عندما تتوقّف الحرب في غزّة تتوقف الحرب في لبنان”.
وأشار إلى أنّه “حصل عبء كبير، من هنا جاء الموفدون ولما رأوا كم نحن متمسكون بموقفنا لأسباب أخلاقيّة أولاً، ولأسباب استراتيجيّة ثانياً، ثم لأسباب سياسيّة تتعلّق بمصلحة لبنان ثالثاً، سحب هؤلاء الإغراء ووضعوا مكانه مجدّداً التهديد الإسرائيليّ. ولذلك من يقف الآن خلف التهديد هم الأميركيّون، وبالتالي جاء الكلام عن إعطائنا “فرصة أسابيع قد نستطيع فيها أن نؤخّر الحرب على لبنان، ولكنّنا لا نستطيع أن نمنع الحرب على لبنان”، هذه هي العبارة التي قالها (الموفد الأميركيّ آموس) هوكستين بالضبط، وبالرغم أنّه كانت قد وصلته الإجابات المسبقة على هذا الموضوع”.
وتحدّث عفيف عن إمكان تحويل التهديد الى فرصة لتحقيق المصالح الوطنيّة للبنان “لأنّه بعد انتهاء الحرب لن يعود سكان المستوطنات إليها ولن تكون هنالك حياة في المستوطنات. لذا، هو مضطرّ أن يعود مجدّداً إلى لبنان ويسأل: ماذا تريدون؟ سيضع العروض على الطاولة، وسيقول إنّ جُلّ ما نصبو إليه هو أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل 8 أكتوبر، وسيقول لنحكِ بتسوية معيّنة في الجنوب، في مزارع شبعا، ولنبحث في مطالب لبنان، ولكن نحتاج إلى الهدوء في الجنوب. ما يعني أنّه توجد فرصة لتحقيق مصالح وطنيّة لم تكن لتحصل أو لتتحقّق إلاّ عبر اشتراك المقاومة في لبنان في حرب الإسناد إلى جانب إخواننا الفلسطينيين في غزّة”.
وبحديثه عن جبهة غزّة، قال عفيف “ليس لحركة مقاومة أن تنتصر في مواجهة كلاسيكيّة، ولكن حسبَ حركة المقاومة ألا تُهزم وحسبها أن تُربك العدوّ وأن تُشغله وأن تمنعه من تحقيق النصر”. أضاف “واقعاً، فإن الاسرائيليّ عجز اليوم عن الحصول على صورة نصر، لا في غزّة ولا في لبنان، وبالعكس، فإنّ كلّ المحاولات الأميركيّة التي تحصل، هي محاولة للبحث عن صورة نصر. كتب توماس فريدمان مقالاً في إحدى محطّات هذه الحرب، يقول فيه للإسرائيليين، أعلنوا الانتصار فقد قتلتم صالح العاروري. ولكن، بعد مرور 3 أشهر من التدمير والقتل المنهجيّ والجرائم، عثروا على الحذاء القديم ليحيى السنوار. قاتلَ الجيشُ الإسرائيليّ ثلاثة أشهر حتى يصل إلى حذاء يحيى السنوار. ومن هنا، وصف سماحة السيّد ما يحصل في غزّة بالمعجزة، وهي معجزة عن حقّ. فمن كان ليتخيَّل بأن نصل إلى هذه المرحلة بعد مرور مئة يوم؟”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى