مقالات وآراء

الملتقى الدائم لرؤساء اتحادات الكتاب في الدول العربية الأدب وتحويل العواطف إلى وعي ومعرفة

‭}‬ حمزة البشتاوي
حضرت فلسطين بما يليق بها، في الجلسات التأسيسية وفعاليات الملتقى الدائم لرؤساء اتحادات الكتاب والأدباء العرب الذي عُقد في بيروت، مدينة الحق والحرية والمقاومة، برعاية وزير الثقافة اللبناني واتحاد الكتاب اللبنانيين والملتقى الثقافي اللبناني، وحمل الملتقى اسم فلسطين الحاضرة على مساحة العالم أجمع، الذي يتابع خوف الاحتلال من تحوّل الرغيف إلى قنبلة والصرخة إلى رصاصة أو سنبلة، وكان العنوان:
(فلسطين المقاومة والهوية والتاريخ)
وأخذت النقاشات في الملتقى، حيّزاً كبيراً حول الأدب الفلسطيني الذي لعب دوراً مهماً في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية وتعزيز الانتماء الوطني الفلسطيني، وإثبات الحق والهوية بشتى الطرق والوسائل ومنها الفنون والآداب.
وأشاد رؤساء اتحادات الكتاب والأدباء العرب بالأدب الفلسطيني باعتباره أدباً منتمياً بالدرجة الأولى، دفاعاً عن الهوية والتراث، وتقديرهم للكتاب والأدباء الفلسطينيين الذين يناضلون بالكلمة، ويزرعون في النفوس القيم، ويحثون على استنهاض الهمم من أجل المقاومة في مواجهة الاحتلال الذي يحاول محوالهوية والتاريخ والذاكرة.
كما عبّروا عن اعتزازهم بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ودفاعه عنها رغم المجازر وحرب الإبادة، وتجذره بالأرض والتمسك بالهوية، وهذا يتطلب تحويل العواطف الجياشة إلى عواطف وعي ومعرفة، وإدراج هذا الصمود في المناهج التربوية والتعليمية وفي الدراما وكافة الأجناس الأدبية والفنية، وعدم تغييب صورة الشعب الفلسطيني المكافح في سبيل استعادة حقوقه المشروعة عن جدول أعمال المثقفين والأدباء وأطرهم النقابية مع التأكيد على جدوى المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان اللذين يشكلان متراس الدفاع الأول عن الأمة.
وبشكل قاطع أكد رؤساء اتحادات الكتاب في الدول العربية على وقوفهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بثوابتها التاريخية والجغرافية والثقافية، والدعم لنضاله المشروع خاصة في ظلّ العدوان الهمجي على قطاع غزة.
وكان لافتاً حديثهم عن تخوّفات يجب التنبّه لها على كافة المستويات ومنها الثقافية والإعلامية، وهذه التخوّفات تتعلق بمدينة القدس وما تحمله من قداسة المبنى والمعنى، حيث هناك مخاطر جدية وحقيقية تنذر بتداعيات خطيرة، سيعمل الملتقى تجاهها على عدة مستويات ومنها توجيه خطاب ثقافي موحد للعالم يشرح فيه القضية الفلسطينية لأجيال جديدة في الغرب، بما يتناسب مع آمال وتضامن الشعوب مع فلسطين التي تخوض معركة الوعي بجدارة عالية.
واطمأنوا خلال زيارتهم إلى مدينة طرابلس، وهي عاصمة للثقافة العربية للعام 2024، وإلى مدينة صيدا بوابة الجنوب، وأيضاً في مدينة صور حيث كانت حشود من الناس تسير على الكورنيش البحري، في تحدّ واضح للحرب وثقافة الموت والاحتلال، وأثناء التقاط المشاركين في الملتقى للصور مع بحر صور الذي يشبه بحر عكا وحيفا ويافا، تقدّم منهم شخص يحمل طفلته الصغيرة قائلاً: نحن نحب الحياة وثقافتنا هي الشهادة أو النصر.
وما قاله يؤكد على حضور المقاومة في حياة ويوميات الناس باعتبارها ضرورة بدونها نفقد هويتنا وتاريخنا وحاضرنا والمستقبل، وما يجري في غزة وجنوب لبنان يجب أن يوقظ مجدداً روح المقاومة في الثقافة والأدب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى