آخر الكلام
قرأت… كتبت…
الياس عشي
المذابح الجَماعية التي تجتاح غزّةَ منذ أكثر من مئة وخمسين يوماً، أعادتني إلى ما كتبه الصادق النيهوم في عام 1969:
«… إنّ الألم الذي تحدثه إسرائيل للأمة العربية لا يمكن أن يؤدّي في النهاية إلّا إلى زوال إسرائيل، لأنها جزء مصاب بالمرض في جسد الإنسان نفسه، ولأنها لا تستطيع أن تصلح مناهجها وتصبح دولة إنسانية دون أن تنهار على رؤوس أصحابها الذين قرّروا أن يفصّلوها ـ مثل بدلة السهرة ـ على جسد الإنسان اليهودي».
***
كتبت:
الإنسان أمام فجيعة الألم له موقفان:
إمّا الاستسلام والتراجع والموت على طريقة الهنود الحمر.
وإما المواجهة والتحدي والاستمرار في ثقافة النصر والحياة على طريقة شهداء المعرفة، أو شهداء الميدان، ولا فرق بينهما.
و»إسرائيل» طغت، وبغت، وتجبّرت، كافأها بعض حكّام العرب فاعترفوا بها، وأسقطوا المقاطعة، وطبّعوا معها.
لكن شيئاً ما حدث… شيئاً ما غيّر قواعد اللعبة… شيئاً بدأ في شوارع بيروت، وفي جنوب لبنان، ونضج في غزّة، وكان ما كان، وخرج العالم من الغيبوبة مطالباً برأس الدولة العنصرية الإسمها «إسرائيل».
نبوءة الصادق النيهوم صارت على جدول الأعمال.