مانشيت

إيران للردّ على غارة القنصلية… والكيان على قدم واحدة مستنفراً يدعو الاحتياط / غانتس: الانتخابات المبكرة في التداول… ومواجهات تل أبيب تحذير من حرب أهلية / قادة محور المقاومة من منبر القدس: الطوفان غيّر المعادلات ولا عودة إلى الوراء /

كتب المحرّر السياسيّ
دخلت المنطقة مرحلة حبس الأنفاس مع تتابع المؤشرات على أن قرار إيران بالردّ على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قد اتخذ وهو في طريق التنفيذ. وقد حملت الساعات الأخيرة من أمس، إشارات جديدة أضيفت الى المواقف الإيرانية التي أكدت العزم على رد يجعل «إسرائيل» تندم على فعلتها، كما قال الإمام السيد علي الخامنئي، كان أبرزها ما نشر عن مداولات مجلس الأمن الدولي في الجلسة التي دعت إليها روسيا والصين لمناقشة الغارة وتداعياتها، حيث نقلت التقارير الإعلامية الأميركية عن المندوب الأميركي تبرُّئه من الشراكة في الغارة وتحذيره إيران من استهداف القواعد الأميركيّة، والجواب الإيراني حول أن المسؤولية الأميركية قائمة بمعزل عن الشراكة في الغارة، بسبب دعمها المتمادي للجرائم الإسرائيلية وتقديم الحماية لـ«إسرائيل» من أي مساءلة، واعتبار ذلك سبباً لتشجيع «إسرائيل» على ارتكاب المزيد من الجرائم ومنها غارة القنصليّة.
في كيان الاحتلال حالة من الذعر والهلع، حيث تحدّثت قنوات التلفزة الإسرائيليّة عن قلق القادة والجيش والرأي العام من مخاطر الرد الإيراني، بينما رأت مصادر متابعة للشأن الإسرائيلي أن الكيان يقف على قدم واحدة، بانتظار تلقي الصفعة الإيرانية، حيث تمّت دعوة الجبهة الداخلية إلى إصدار التعليمات للمستوطنين شمال الكيان وجنوبه ووسطه، بينما تمّ استدعاء ضباط وجنود الاحتياط في سلاحي الجو والدفاع الجوي للالتحاق الفوري بالمراكز المعلن عنها، وتمّ نقل المزيد من بطاريات الدفاع الجوّي الى جبهات الشمال نحو جنوب لبنان والجولان السوريّ المحتل.
من زاوية أخرى، يعيش الكيان حال ذعر آخر، الذعر من خطر الانزلاق إلى حرب أهليّة بضوء المواجهات التي شهدتها تل أبيب لساعات ليل أمس، بين المتظاهرين من أهالي الأسرى الذين اقتحموا صباح أمس، مبنى الكنيست، بينما حققت الدعوة للانتخابات المبكرة اول إنجاز سياسيّ عبر إعلان عضو مجلس الحرب بني غانتس الدعوة لتحديد موعد لهذه الانتخابات مقترحاً شهر أيلول المقبل، وضمان وحدة الموقف وراء الحكومة الحالية حتى ذلك التاريخ، لكن حزب الليكود رفض بصورة مطلقة دعوة بني غانتس، بينما أيّده زعيم المعارضة يائير لبيد داعياً الى تقريب الموعد لأن الوضع لا يحتمل.
في المواجهة مع الكيان، كان محور المقاومة يتقدم خطوة سياسية هامة تمثلت بالإعلان عن قيادة سياسية موحّدة لمحور يضم إيران التي تمثلت برئيسها، وقادة قوى المقاومة، ممثلة بحزب الله عن لبنان وأنصار الله عن اليمن وثنائيّة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي عن فلسطين، وثنائيّة الحاج هادي العامري والشيخ أكرم الكعبي عن العراق، الذين أكدوا جميعاً على المكانة المحورية لطوفان الأقصى في تغيير المعادلات، من جهة، وعزمهم من جهة مقابلة على منع كل محاولات العودة بالمنطقة إلى الوراء لما قبل الطوفان.
وأكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنَّ طوفان الأقصى وما جرى في جبهات المساندة وضع الكيان الصهيوني على حافة الهاوية، مشيرًا إلى أنَّ ملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت، ولافتًا إلى أنَّ تحرير الجنوب عام 2000 وبعدها تحرير غزة قد أنهيا مشروع «إسرائيل الكبرى» وحرب تموز أسقطت مشروع «إسرائيل العظمى».
وخلال كلمته ضمن فعالية «منبر القدس» لفت السيد نصرالله إلى أنَّ يوم القدس هذا العام يأتي مختلفًا كثيرًا عن السنوات الماضية وذلك ببركة طوفان الأقصى، وأن ما يجري في فلسطين والعالم هو حقًا طوفان أحرار، آملًا أن يستمر ويكبر.
وقال السيد نصر الله: «نحتاج إلى الثبات والصمود ومواصلة العمل واليقين بأنَّ النصر من عند الله آتٍ. وهذا يرتبط بغزة وبكل الساحات المساندة، كما أنه يجب أن نعمل لتوفير كل عناصر القوة لتحقيق طوفان الأقصى أهدافها. وهذا واجبنا جيمعًا». وأضاف أنَّ «واجبنا في يوم القدس تبيين النتائج الاستراتيجية التي حققتها طوفان الأقصى وخاصة بالخسائر الاستراتيجية للمشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة»، لافتًا إلى أنَّ بعض المثبِّطين والمنافقين يركّزون على حجم التضحيات ويتركون حجم الإنجازات.
وتابع الأمين العام لحزب الله أنَّ «كل المنابر ووسائل الإعلام التي تؤيد مسار المقاومة يجب أن تشرح وتوضّح وتبيّن وإلّا فالعدو يسعى لتحويل صورة الإنجازات التاريخيّة للمقاومة إلى صورة هزيمة من خلال تشويه الحقائق». وأكَّد أنَّه «يجب أن نعمل على أن نخرج من هذه المعركة منتصرين شامخين ثابتين وأن يُهزم العدو ومن خلفه وأن يُبنى على التجربة حتى نصل للهدف النهائيّ»، مشددًا على أنَّ العدو الإسرائيلي لا يُصغي لا لقرارات وقف إطلاق نار ولا يهتم لا لرأي عام عالمي بل هو ماضٍ في وحشيته وعدوانه.
وحيّا السيد نصر الله المقاومة في غزة وشعبها لصمودهم وصبرهم وثباتهم أمام جيش الاحتلال الذي ارتكب الجرائم والمجازر، كما وجّه التحية لجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، حيث تتحمل التهديدات وتستمر بالرغم منها، هذا، وشكر السيد نصرالله الجمهورية الإسلامية في إيران على موقفها الثابت والراسخ في مساعدة الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما شكر سورية الحاضنة والداعمة لحركات المقاومة في منطقتنا، والتي تتعرض للتهديدات.
ويطلّ الأمين العام لحزب الله الجمعة المقبل في يوم القدس العالمي ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يرفع نصرالله لهجة التصعيد في الردّ على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين ضد لبنان، والإعلان عن معادلات ردع جديدة تعكس استعداد حزب الله ومحور المقاومة لتثبيت قواعد الاشتباك ومعادلات الردّ ولو استدعى ذلك خوض الحرب الشاملة، لأن السماح للعدو الإسرائيلي بفرض قواعد اشتباك جديدة سيؤدي للمسّ بموازين القوى لمصلحة «إسرائيل»، لذلك هذا يُعدّ من الخطوط الحمر.
وإذ يرجح خبراء عسكريون لـ«البناء» أن يقوم محور المقاومة برد جماعيّ كل جبهة بحسب ظروفها على العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، اضافة الى رد إيراني متناسب والعدوان الاسرائيلي، لكون العميد محمد رضا زاده والضباط الشهداء لعبوا دوراً محورياً وكبيراً في دعم جبهات المقاومة لا سيما في فلسطين ولبنان. وتوقع الخبراء أن تنعكس التطورات الميدانية في سورية على الجبهة الجنوبيّة.
وتشير مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الى أن حزب الله لن يتوانى عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وسيكون جزءاً من عمليّة الرد على ضربة القنصلية الإيرانية واغتيال الضباط الإيرانيين.
وقال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي إن «على الرغم من تصاعد التوترات، يظل حفظة السلام التابعون لليونيفيل موجودين على الأرض». وأكّد تيننتي أن اليونيفيل «تواصل تنفيذ أنشطتها، بما في ذلك الدوريات، كما تواصل عملها الأساسي مع الأطراف لتهدئة الوضع وتخفيف التوترات في المنطقة».
وكانت المقاومة الإسلامية أعلنت استهداف موقع ‏»الراهب» وتجمعًا لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية. كما استهدفت تموضع ‏قيادة سرية مستحدثاً خلف ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية.‏ كذلك استهدفت تجمعًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي في خلة وردة وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتـلة بقــذائف المدفعية، كما قصفت ‏مجموعة من جنود ‏العدو أثناء قيامهم بعملية تحصين لموقع المرج بقذائف المدفعية وأوقعوا ‏فيهم إصابات مؤكدة. ‏
في المقابل، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أننا «نفضّل طريق التسوية والاتفاق بشأن الجبهة الشمالية، لكننا نتأهب لحرب شاملة، ويبدو أن الحلّ على الجبهة الشمالية سيكون بسيناريو الحرب»، معتبراً أن «الحرب مع لبنان ستكون صعبة على إسرائيل، لكنها ستكون مدمّرة لحزب الله ولبنان». من جهته، شدّد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أنه «على عائلات المحتجزين أن تدرك أننا نقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة أبنائها، وهدفنا يجب أن يكون إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان هذا الصيف».
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وأطلق جيش الاحتلال عددًا من قذائف المدفعيّة الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والضهيرة وأودية محيطة ببلدات شحين وطيرحرفا، وترافق القصف مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءَي صور وبنت جبيل. كما استهدف العدو بالقصف المدفعي المتقطّع بلدتي عيتا الشعب ورامية. وأعلن جيش الاحتلال أنه أطلق نحو 60 قذيفة فوسفوريّة و20 قذيفة مدفعيّة ثقيلة و20 قذيفة مباشرة على عيتا الشعب فيما استهدف راميا بـ5 قذائف فوسفوريّة. وشنّ الطيران غارتين بالصواريخ استهدفتا مرتفعات الهبارية وإطراف كفرحمام.
الى ذلك بقي الحادث الأمني الغامض الذي حصل في بلدة رميش، (تفجير بدورية لليونفيل)، محل متابعة عسكرية ورسمية، ورجحت مصادر عسكرية لـ«البناء» أن يكون التفجير ناجما عن عبوة من مخلفات العدو الإسرائيلي لا سيما أن المنطقة التي كان ضباط وعناصر اليونفيل يتجوّلون فيها غير ممسوحة كلياً من الألغام.
من جهته، أعلن الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»، ان و»حسب المعلومات المتوفرة لدى جيش الدفاع فالانفجار الذي وقع السبت الماضي (30/3) في رميش والذي أسفر عن إصابة مراقبين من بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ناجم عن تعرّض دورية اليونيفيل لتفجير عبوة ناسفة كان قد زرعها حزب الله في هذه المنطقة سابقًا».
على صعيد آخر، ناشد وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء قويّ لوقف تدفق اللاجئين على قبرص الذين يصلون عن طريق البحر عبر لبنان، ومعظمهم من السوريين، مؤكداً أن قدرة الجزيرة على استقبال اللاجئين وصلت إلى نقطة الانهيار. ولفت الى أن «الوضع يزداد سوءاً تدريجياً، وفي الأيام القليلة الماضية شهدنا تدفقاً من قوارب بالية ولاجئين يعرّضون حياتهم للخطر»، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وأوضح إيوانو للإذاعة الرسميّة عن زيادة أعداد الوافدين: «كل المؤشرات توحي بأن ذلك سيستمر». وأشار إلى أن الأمر يتفاقم بسبب تراجع تركيز السلطات اللبنانية على وقف الهجرة على سواحلها في الأشهر القليلة الماضية، وسط تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ولفت الى أن «قبرص تريد أيضاً أن تكون مساعدات الاتحاد الأوروبي للبنان مشروطة بوقف تدفق المهاجرين». واعتبر ان «تجار البشر يعطونهم فقط بوصلة مضبوطة على 285 درجة وطعاماً ومياهاً ليوم واحد ثم ينطلقون».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى