الوطن

نصرالله في يوم القدس العالمي: محور المقاومة ذاهب إلى انتصار تاريخي وكبير / المقاومة جاهزة لأيّ حربٍ ضدّ العدوّ والسلاح الأساسيّ لم تستخدمه بعد

إيران راسخة بمواقفها والصداقة معها عنوان الكرامة الإنسانيّة والشرف

استهداف «إسرائيل» القنصلية الإيرانيّة سيفتح باباً كبيراً لحسم هذه المعركة

ليخجل المطبّعون من الصداقة مع أميركا المسؤولة عن الحروب في المنطقة

أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أنّ محور المقاومة ذاهبٌ إلى انتصار تاريخيّ وكبير في هذه المعركة، مشدّداً على ضرورة الصمود والثبات في غزّة والضفّة ولبنان واليمن والعراق، معلناً أنّ الردّ الإيرانيّ على العدوان الصهيونيّ على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق آتٍ لا محالة، وأنّ هذا الموضوع هو مفصلٌ له ما قبله وما بعده. وأكّد أنّ “المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً مع العدوّ وهي على أتم الجاهزيّة لأيّ حرب والسلاح الأساسيّ لم نستخدمه بعد، والمقاومة قويّة ولبنان قويّ بالمعادلة الذهبيّة والتضامن القويّ في بيئة المقاومة”.
كلام السيّد نصرالله جاء في كلمة له خلال الاحتفال المركزيّ الذي أقامه حزب الله، أمس بمناسبة يوم القدس العالميّ في الضاحية الجنوبيّة لبيروت تحت عنزتن “طوفان الأحرار”. وشكر السيّد نصرالله “الحضور الكريم في هذا اليوم الذي نعبّر فيه عن التزامنا وموقفنا ومقاومتنا”، معتبراً أنّه “يجب أن نتوقّف عند شهداء الأيّام الأخيرة في العدوان الصهيونيّ على القنصليّة الإيرانية في دمشق ومن بينهم شهداء قادة كبار لهم قيمة تاريخيّة في مسيرتنا”، متقدّماً “بمناسبة استشهاد هؤلاء الأعزّاء بأسمى آيات التبريك والعزاء للإمام الخامنئيّ والمسؤولين الكرام في إيران وخصوصاً قيادة الحرس الثوريّ وقوة القدس ولعائلاتهم الشريفة”.
وأعلن أنّ حزب الله سيقيم يوم الإثنين المقبل في الساعة الرابعة احتفالاً تكريميّاً للشهداء في العدوان على القنصليّة الإيرانية في دمشق، مشيراً إلى أنّ حادثة الاعتداء على القنصليّة الإيرانية في دمشق هي مفصل لها ما قبلها وما بعدها.
ولفت إلى أنّ “الإمام الخمينيّ قبل انتصار الثورة ومنذ تصدّيه للمرجعية وبدء الثورة كان موقفه من إسرائيل ومن أميركا واضحاً”، لافتاً إلى أنّ “الإجازة التي أعطاها المراجع بصرف جزء من الحقوق الشرعيّة للمقاومة الفلسطينيّة يؤكّد العمق الدينيّ والأخلاقيّ لموقفهم”.
وأوضح أنّ “أحد الأسباب الكبرى في شنّ الحروب على إيران والعداء لها هو موقف الجمهوريّة الإسلامية إتجاه إسرائيل والقدس والمقاومة الفلسطينيّة وأنّ إيران قدّمت في سبيل هذا الموقف تضحيات جسام”، مؤكّداً “أن إيران حتّى الآن ترفض أيّ لقاءٍ مباشرٍ وتفاوضٍ مباشرٍ مع الأميركيين”، وأضاف “الأميركيّون يعبّرون دائماً عن استعدادهم للتفاوض المباشر مع الإيرانيين لكنّ الإيرانيون لا يخدعون”.
وأشار إلى أنّ “كلّ من يحلّل ويقول ما يجري في غزّة وفلسطين والعراق واليمن والانتخابات الرئاسيّة في لبنان أنّها تنتظر المفاوضات الأميركيّة الإيرانيّة هو كلامٌ غير صحيح”، مؤكّداً أنّ “إيران لا تفاوض على الملفّات الإقليميّة مع الأميركيين”، وتابع “إيران تقدّم خيرة قادتها شهداء وطهران موقفها حاسم وتعمّده بدماء شهدائها”.
ولفت إلى أنّ هناك من هو غير قادر على تقبّل أنّ إسرائيل تهزم في المنطقة وهو غير قادر على استيعاب ذلك، مضيفاً “نسمع عن سخافة أنّ كلّ ما يجري في المنطقة هو مسرحيّة أميركيّة إيرانيّة وتوزيع أدوار”، وقال “هؤلاء لا يمكنهم أن يصدّقوا أيّ شيءٍ عن انتصارات المقاومة في المنطقة فهؤلاء متوهّمون بل الواقع أنّ الانسحاب من جنوب لبنان والانسحاب من قطاع غزّة هو هزيمة لإسرائيل”.
وشدّد على أنّ “إيران في موقفها ومواقفها كانت ولا تزال سنداً حقيقيّاً لكل من يقاتل هذا الاحتلال ويقاوم في فلسطين ولبنان والمنطقة، وبدعمها غيّرت الكثير من المعادلات وأسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة، والموقف الصلب الشامخ الذي عبّر عنه الشعب الإيراني وفي خروجه اليوم في أكثر من ألفيّ بلدة يعبّر عن التزامه بهذا الموقف”.
ولفت إلى أنّ “إيران لو كانت تريد أن تبدّل في موقفها لكانت فعلت ذلك منذ عشرات السنوات”، معتبراً أنّ “كلّ المقاومين الذين يسندون ظهرهم إلى إيران يجب أن يكونوا مطمئنين لأنّ إيران لا تتخلّى عن المظلومين والأصدقاء”.
وتابع “بالنسبة إلى كلّ مقاوم شريف فإنّ الصداقة مع إيران هي عنوان الكرامة الإنسانيّة والشرف ومن يجب أن يخجل هو من يطبّع. اخجلوا من الصداقة مع الولايات المتحدة المسؤولة عن الجرائم والحروب في المنطقة”.
وأكّد أنّ “إيران هذه القلعة الراسخة الصلبة لا يمكن أن تخذل وتبيع وأن تتخلّى عن إيمانها ودينها وأصدقائها والمظلومين، وعلينا شكر الداعم والمساند ومن أبسط المبادئ الأخلاقيّة الوفاء”.
وتطرّق السيّد نصرالله إلى “طوفان الأقصى” مؤكّداً أنّه “مفصلٌ تاريخيّ في منطقتنا”، مضيفاً “سمعنا الكثير من المسؤولين الإسرائيليين يتحدّثون عن أنّه منذ العام 1948 لم يروا مثل هذا الحدث، ولذلك نحن أمام حدثٍ جعل بقاء “إسرائيل” في دائرة الخطر وكشف هشاشتها وضعفها لولا أن تداركها الشيطان الأكبر”.
ولفت إلى “أنّ الحرب التي بدأت على غزّة هي حرب من فقد عقله، ومن أسباب الفشل في الحرب على غزّة هي أن “اسرائيل” لا تقود الحرب بعقل، وأنّ طريقة مواصلة الإسرائيليين القتال تدلّ على أنّهم فقدوا عقولهم”، وقال “بعد 6 أشهر من الحرب ما زال نتنياهو وغالانت وآخرون في الكيان فاقدين لعقولهم”.
وأشار إلى أنّ “ما يمارسه العدو من قتل وتجويع في غزّة هو من أجل الضغط والترهيب لأنّه لا أفق أمامه لا في الميدان ولا في المفاوضات، وأنّه بعد 6 أشهر ما زال نتنياهو عاجزاً عن القضاء على حركة حماس والمقاومة في غزّة وعن استرجاع الأسرى”.
وتساءل “ما هي صورة غزة واليوم التالي بعد انتهاء الحرب؟”، مشيراً إلى “أنّ الإسرائيليين لا أفق لديهم في ذلك وهم ضائعون، ولا أفق لدى نتنياهو في حلّ مشاكله الداخليّة وخسارة الوضع الدوليّ هي من نتائج طوفان الأقصى”.
ورأى أنّه “في آخر المطاف يجب أن يتوقف نتنياهو، وهو سيعجز عن تحقيق الأهداف، وأنه بدلاً من نزوله عن الشجرة فإنّ نتنياهو يتحدّث عن النصر المطلق ويسخرون منه”، مشيراً إلى أنّ استطلاعات الرأي في مستعمرات الشمال تقول إنّ 80% لا يريدون العودة، وهذا سيوجّه ضربة كبيرة لفكرة الاستيطان.
كما لفت إلى “أنّها المرّة الأولى في تاريخ الكيان منذ العام 1948 يشعر الإسرائيليّ بخسارته للوضع الدوليّ، كما أنّ العجز عن إغلاق الجبهات الأخرى ومنها لبنان واليمن والعراق هو إنجاز محقّق”، مؤكّداً أنّ “الاحتلال لديه مشاكل في الشمال والاقتصاد وفي إيلات وعندما تقف الحرب عندها ستكون المحاسبة”.
وأشار إلى أنّ الكثير من الدول بدأت النقاش حول وقف بيع السلاح لـ”إسرائيل”، وأنّ الرئيس الأميركيّ جو بايدن دعا نتنياهو إلى وقف الحرب فوراً لأنّه يخسر الموقف الدوليّ، لافتًا إلى أنّ “الأميركيّ محرج بتغطية حليفته إسرائيل خصوصاً بعد مرور ستة أشهر على الحرب على غزّة وعدم تحقيق أيّ هدف من الأهداف، وفي النهاية الأميركيّ لديه انتخابات”.
واعتبر أنّ “التهديد بالحرب الشاملة على لبنان لم يؤد إلى وقف الجبهة والضغوط كلها لم تغيّر من موقفنا فالجبهة في لبنان مستمرّة ومرتبطة بغزّة، والإخوة في اليمن استطاعوا منع الكثير من السفن من المرور وكلّ التهويل الأميركيّ والبريطانيّ والمجتمع الدوليّ لم يتمكّن من توقيف هذه الجبهة وكلّ الجبهات الأخرى”.
وتابع “عندما تقف الحرب سيكون الكيان أمام الاستحقاقات الكبرى من بينها محاكمات واتهامات واستقالات، وفي المعطيات كلّها نرى بوضوح ما كان يقول عنه القائد الإمام الخامنئيّ منذ الأيّام الأولى أنّ إسرائيل ستهزم وغزّة ستنتصر”.
وأضاف “عندما تتوقف الحرب هذا بحدّ ذاته انتصار للمقاومة وهزيمة لإسرائي”، ونحن نقاتل في الجبهات برؤية نصر واضحة وبيّنة مع وجود تضحيات وآلام”، لافتاً إلى أنّ “المهمّ أن نواصل ونصمد ونتابع في كلّ الجبهات بأمل واضح وكبير بأن نتيجة المعركة هي النصر ومن يخمّن أنّ المعركة فيها هزيمة عليه إعادة حساباته”، وتابع “هذه معركة، محور المقاومة ذاهبٌ فيها إلى نصرٍ كبير”.
وتطرّق إلى الاعتداء الصهيونيّ على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق، معتبراً أنّ هذا مفصل منذ السابع من أكتوبر، وقال “كونوا متأكدين أنّ الردّ الإيرانيّ بشأن موضوع القنصليّة الإيرانيّة آتٍ لا محالة”، موضحاً أنّ “جزءاً من المعركة مسألة استنزاف العدوّ بالنسبة إلى تحديد توقيت ومكان وشكل الردّ، وأنّ الإسرائيليّ متأهّب وخائف من الردّ الإيرانيّ وهذا جزء من المعركة باستنزاف العدوّ معنويّاً وماديّاً”.
وأضاف “الردّ محسوم وإيران كلّها على قلب رجل واحد”، منبّهاً إلى أنّ “الكلّ يجب أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط كيف يمكن أن تذهب الأمور وأن نكون جاهزين لكلّ احتمال”، وتابع “هذه الحماقة التي ارتكبها نتنياهو باستهداف القنصليّة في دمشق ستفتح باباً كبيراً لحسم هذه المعركة”.
وفي لبنان، أكّد السيّد نصرالله أنّ المقاومين “على الحدود والجبهة الأماميّة جاهزون لأيّ ردّ فعل، ونحن نحتاج فقط لاتّصال عند أيّ ردّ فعل”، وأضاف “إذا اتّخذ القرار بإطلاق 100 صاروخ على الجولان بدقائق معدودة الشباب ينفّذون العمليّة”.
ولفت إلى أنّ “إنجازات هذه المعركة التي تشكّل جبهة جنوب لبنان جزءاً منها سيعود نفعها على كلّ لبنان، وإنجازات النصر أمنيّاً وبريّاً وبحريّاً وسياديّاً ستعود بركاته على كلّ لبنان وعلى كلّ الشعب اللبنانيّ”، مجدّداً موقفه “عندما تتوقّف في غزّة تتوقّف عندنا”.
وتابع “أقول للإخوان لا تسألوا عن كلّ من يحكي من التافهين، من واجبنا أن نقول للعدوّ والصديق ولهؤلاء التافهين هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً ولا تخاف من الحرب”، مشيراً إلى أنّ “المقاومة أدارت معركتها خلال الأشهر السّتة حتى الآن ضمن رؤية وإستراتيجيّة، ولكنّها على أتم الاستعداد والجهوزيّة لأيّ حربٍ يطلقها العدوّ”. وقال “هذه الحرب هرب منها الإسرائيليّ منذ اليوم الأول لأنّ قيادة العدوّ الإسرائيليّ تعرف ماذا يعني الذهاب إلى حرب مع لبنان”.
وأكّد أنّ “المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً وهي على أتم الجاهزية لأيّ حرب والسلاح الأساسيّ لم نستخدمه بعد، والمقاومة قويّة ولبنان قويّ بالمعادلة الذهبيّة والتضامن القويّ في بيئة المقاومة”، وقال “إذا أرادوا الحرب نقول لهم يا هلا ويا مرحب. والعدوّ يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.
كما أقام حزب الله سلسلة احتفالات بيوم القدس العالميّ في المحافظات والمناطق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى