أخيرة

الفشل المطلق

يبدو انّ مصير هجوم نتنياهو الكاسح الذي وعد به على رفح، سيكون كمصير هجوم زيلنسكي المضاد على القوات الروسية، لقد أصبح التراجع والاندحار الغربي والصهيوني بمثابة «ترند»، بحيث أنّ أيّ صراع قد يطرأ في أية لحظة، قد يكون هذا المعسكر طرفاً فيه، ستكون النتيجة الحتمية المتوقعة مسبقاً هي هزيمته.
التكتيك الذي وجد نتنياهو نفسه مضطراً لاستخدامه هو التطرف اللفظي، مع استمرار الضياع والتخبّط المطلق في ميدان المعركة، فهو سيحقق النصر المطلق، وسيلحق الهزيمة الماحقة بحماس، وسيستعيد الأسرى، من دون ان يبدو على أرض الواقع أيّ مؤشر أو دليل على قدرته لتحقيق ذلك، بل انّ واقع الحال يدلّ على انّ الضربات النوعية ضدّ قواته آخذة في التزايد من حيث العدد، وهي آخذة أيضاً في إلحاق الخسائر الفادحة بشرياً وبالمعدات، ولا يبدو في الأفق ما قد يؤشر الى تراجعها او انحسارها، ولا يمكن ان يعني ذلك سوى انّ ضربة السابع من اكتوبر ألحقت الضرر الافدح والضرر المطلق في مقدرة العدو على اتخاذ القرارات، وأصابته إصابة بالغة في منطقة التفكير والتدبير السوي، فلم يجد بين يديه سوى بنك الأهداف الذي اصطنعه مسبقاً والذي يطاول 37 ألف هدف، الأغلبية الساحقة منها هي أهداف تفترض الانتماء لأيّ من فصائل المقاومة، ولو بنسبة بالغة الضآلة، وهي تقتل جماعياً بدون تمييز بين المقاتل المفترض وكلّ أولئك المحيطين به من أطفال ونساء وشيوخ بالعشرات…
لقد كان السابع من اكتوبر بمثابة كارثة على هذا الكيان الهش، ولعله من المنطقي ان يفترض انّ شيئاً كهذا قد يحدث ذات فجأة في يوم من الأيام في ايّ جبهة كجبهة الشمال مثلاً، ولكن على نطاق أوسع بكثير، وتقع نهاريا مثلاً في قبضة حزب الله، احتمالات ستطيّر النوم من عيون هؤلاء القتلة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى