الوطن

بحثَ الشؤون الأمنيّة والغذائيّة وملفّ النازحين اللقاء التشاوريّ في السرايا: لحماية السلم الأهليّ

بحثَ اللقاء التشاوريّ بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء الذي انعقد أمس في السرايا الحكوميّة، الشأن الأمنيّ في لبنان عموماً وفي الجنوب خصوصاً، بالإضافةِ إلى ملفّ النازحين السوريين والوضع التموينيّ في البلد.
وفي مستهلّ اللقاء، أوضحَ ميقاتي “أننا نلتقي للتشاور والتفكير معاً بدقّة الوضع، أمنيّاً ووطنيّاً، والبحث بما يجب اتخاذه من خطوات لتحصين الاستقرار الاجتماعيّ، وأن يكونَ للبنان موقف واحد أمام المجتمع الدوليّ من مسألة النازحين السوريين وتأثير ذلك على الواقع اللبنانيّ بكلّ جوانبه، الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة والسياديّة”، موضحاً أنَّ “هدفَنا جميعاً هو أن نواجهَ معاً كلَّ التحدّيات”.
وجدَّدَ تأكيد ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهوريّة واستكمال عقد المؤسَّسات ووجوب الخروج من مأزق الشغور الذي ينعكس على كلّ مكوّنات الدولة والاستقرار الوطنيّ”، مضيفاً “نحنُ في الحكومة نتحمّلُ مسؤوليّاتنا الوطنيّة والمجتمعيّة، ولا نُمارسُ الترفَ السياسيّ، وليس عندنا شغفٌ بالسُلطة”.
وأشارَ إلى “أنَّ البلدَ شهد هذا الأسبوع حوادثَ أمنيّة، كادت أن تتسِّع شظاياها لولا جهود الجيش والقوى الأمنيّة وجديّة التحقيقات، وحكمة القيادات والمرجعيّات والدعوات إلى التعقّل والتروّي والاحتكام معاً إلى الضمير، وهو المدخل الوحيد لتجاوز الأزمات”، وقال “لا نُنكر موقف الإعلام وعمله التوعويّ وسعيه لتقصّي الحقيقة” ودعا “طلاب الجامعات إلى أن يكونوا على مستوى المسؤوليّة ويقدروا الظرفَ الوطنيّ الحاليّ”.
وتحدّثَ عن “تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين”، مؤكّداً أنّه “لا بدَّ من معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنيّة، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أيّ عملٍ جرميّ والحؤول دون أيّ تصرفات مرفوضة أساساً مع الإخوة السوريين الموجودين نظاميّاً والنازحين قسراً”، وطلبَ “من وزير الداخليّة التشدُّدَ في تطبيق القوانين اللبنانيّة على جميع النازحين والتشدَّدَ مع الحالات التي تُخالف هذه القوانين».
واعتبر أنَّ “ما يحصل يجب ألاّ يُنسينا ما يحصل في الجنوب من عدوان إسرائيليّ وسقوط شهداء وجرحى ودمار وخراب وحرق أراضٍ”، وقال “على الرغم من أنّنا أكدّنا مراراً وتكراراً أنّنا لسنا دعاة حرب، إلاّ أنَّ الاعتداءات الإسرائيليّة لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل أن تستباح أجواؤنا”، لافتاً إلى أنَّ “هذه الاعتداءات نضعها برسم المجتمع الدوليّ ونقدم دائماً شكاوى إلى مجلس الأمن بهذا الصدَد”، وأكد أن “إسرائيل تجرّ المنطقة إلى الحرب، وعلى المجتمع الدوليّ التنبّه إلى هذا الأمر ووضع حدٍّ لهذه الحرب”.
وختم قائلاً “للبنان أصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كلَّ جهدٍ للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسّع حدّة المواجهات».
وبعدَ اللقاء أوضحَ وزيرُ الإعلام زياد المكاري أنّه جرى البحث بما يلي:
“أولاً، الوضع في الجنوب والدعوة إلى وقف الاعتداءات الإسرائيليّة على جنوب لبنان وغزّة، والتوصية إلى مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لوضع منهجيّة مسح الأضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عمليّة إعادة الإعمار.
ثانياً، شدّدَ دولة الرئيس والمجتمعون على أهميّة حماية السلم الأهليّ في هذه الظروف الدقيقة، والإشادة بالدور الذي تقوم به الجهات الأمنيّة على صعيد المحافظة على الأمن وكشف الجرائم بالسرعة القصوى وبشكل محترف.
ثالثاً، في ما خصَّ الوجود السوريّ بحثَ المجتمعون في آليّة وكيفيّة تصنيفهم بين نازح شرعيّ وغير شرعيّ، وتمّت التوصية بتطبيق القوانين اللبنانيّة على الجميع من دون الأخذ في الاعتبار الوظيفة الحاليّة للنازح، والتعميم على المحافظين بإقفال كلّ المؤسَّسات المخالِفة والطلب من النيابة العامة التمييزيّة، عبرَ وزارة العدل، حصر المراجعات الخاصّة بالسوريين بالمدعين العامّين الاستئنافيين للحدِّ من التدخُّلات الحاصلة في هذا الصدَد، والبحث في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وإمكان ترحيل السوريين منها وفقاً للقوانين والأنظمة المرعيّة الإجراء، إضافةً إلى تأكيد وجوب تنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخليّة والبلديّات المتعلّقة بموضوع النازحين السوريين.
رابعاً، التحقُّق من نواقص المواد الغذائيّة والتموينيّة والفيول إضافةً إلى التأكُّد من توافر سلسلة الإمداد بشكل طبيعيّ وسليم، وتبيّن توافر المواد التموينيّة اللازمة في هذه المرحلة كحدٍّ أدنى لمدة ثلاثة أشهر”.
وأعلن أن جلسة مجلس الوزراتء المقبلة في 26 نيسان الحاليّ.
من جهته، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر، الذي شاركَ في قسمٍ من الاجتماع نطراً لغياب الوزير أمين سلام خارج لبنان “على مستوى الأمن الغذائيّ، فإنَّ الإمدادات متوافرة بشكل كبير والمواد الغذائية متوافرة لثلاثة أشهر، وكذلك بالنسبة إلى الطحين فهو متوافر لمدّة شهر تقريباً، إضافةً إلى أنَّ هناك شحنة جديدة ستصل خلال 12 يوماً، وعلى مستوى المحروقات فإنَّ مادتيّ البنزين والمازوت متوافرتان وليس هناك أيّ مشاكل على مستوى السوق أو على مستوى الإمدادات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى