أخيرة

دبوس

أسيرة أو رهينة

على مرمى حجر من بيتي يوجد مبنىً ثبّتت في أعلاه لوحة إعلانية إلكترونية عملاقة، تبث بشكل متواصل صور الأسيرات “الاسرائيليات” لدى المقاومة الفلسطينية، فتظهر صورهن وهن يبتسمن ابتسامةً تنضح حناناً وجمالاً وبراءةً، ثم تظهر الكلمات التي تصرّح بإسم كلّ واحدة منهن، أنّا، أو ميرنا، أو نوا، ثم عمرها، وكلّهن في عمر يدلّ على أنهن في جيش الاحتلال “الإسرائيلي”…
ثم تأتي عبارة، دعونا نساعدهم للعودة الى بيوتهم، وطبعاً العنوان في أعلى الصفحة دائماً، Hostage، أيّ رهينة، وليس أسيرة، فاحتجاز الرهائن ضدّ رغبتهن هو عمل جرمي يرتكبه إرهابيون مجرمون…
أما الأسر فهو عمل مشروع خلال العمليات العسكرية، ولذلك فالإيحاء الذي يريد أن يعطيه هذا الإعلان وغيره كثير، هو أننا إرهابيون مجرمون نقوم باختطاف “الفتيات الإسرائيليات البريئات المسالمات”! أما الـ 12000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، والذين اعتقلوا لأتفه الأسباب، وكثير منهم اعتقالهم إداري، أيّ احترازي، بين هؤلاء الأسرى 60 أسيرة، و 170 طفلاً، هؤلاء لا يؤتى على ذكرهم أبداً، رغم انّ كلّ من يؤسر وهو يقاتل ضدّ الاحتلال فهو يقوم بعمل مشروع طبقاً للشرائع الدولية، أما ذلك الذي يؤسر او يقتل وهو يحتلّ أرض الغير او يستوطنها، فهو مجرم حرب يستحقّ ان يُقتل او يُعتقل…
الإعلام الغربي نفسه الذي يصنَف أسراهم كرهائن، ولا يأتي على ذكر أسرانا الذين يعانون الأمرّين في سجون الاحتلال، هو ذات الإعلام الذي أعطى عيناً عمياء للجريمة الموصوفة حينما قامت “إسرائيل” بتدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتلت كلّ من فيها من دبلوماسيين وغيرهم، ثم انتفض بعد ذلك يهلّل لفرض العقوبات، ويطالب بالويل والثبور، وعظائم الأمور حينما قامت إيران بالردّ الرادع على هذا العدوان الصارخ وغير المسبوق…
سنظل نعاني الأمرّين من إجرام هذا الغرب وامتداده الصهيوني الاستيطاني حتى نمتلك بين أيدينا من القوة ما يكفي لنلحق به وبضلاله وسرديته الداجلة، الهزيمة المطلقة التي لن تقوم لهم بعدها قائمة أبداً.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى