الأحزاب العربية: فلسطين وقوى محور المقاومة ترسمان طريق الانتصار نحو إزالة آثار النكبة
اعتبرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية أنّ الذكرى السادسة والسبعين لاغتصاب فلسطين (يوم النكبة) تأتي هذا العام فيما أمتنا تعيش حدثاً بارزاً وإنجازاً تاريخياً يصنعه شعبنا، وهو ما يتجلّى بإطلاق معركة «طوفان الأقصى» منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في حدث كبير يؤكد قوة وتكافل محور المقاومة، وانّ الزمن هو زمن المقاومة والتحرير.
وشدّد الأمين العام قاسم صالح على أنّ شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة أثبتا مرة جديدة جدارتهم وقدرتهم الفريدة على تحطيم مخططات العدو ومواجهة ترسانة الحرب الصهيونية البرية والجوية والبحرية، وإلحاق الخسائر الجسيمة في صفوف جيشه وتدمير آلياته واستهداف المدن والمستوطنات بوابل من الصواريخ وقتل وجرح آلاف الجنود والمستوطنين الصهاينة… ما أدّى إلى إلحاق الهزيمة بالعدو، وكشف هشاشة وجوده داخلياً وعلى مستوى العالم ومنعه من تحقيق أهدافه ورسم معادلة توازن الرعب مع الكيان الغاصب ومشغليه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي دخلت مباشرة في الحرب ضدّ غزة ولا تزال رغم الحصار والتآمر ومحدودية الإمكانيات .
أضاف صالح: لقد أبى شعبنا في فلسطين ان تستمرّ النكبة، فكانت المعارك تلو المعارك وصولاً الى هذه المعركة الإعجازية التي أعادت استحضار القضية الفلسطينية التي غيّبت عن الاهتمام إعلامياً وسياسياً طيلة العقود الماضية، لتكريس مفهوم النكبة كواقع غير قابل للتغيير فجاءت المقاومة لتكسر هذا المفهوم، وترسم معادلة جديدة للصراع العربي الصهيوني، وتؤكد على قرب زوال الكيان الصهيوني .
وأكد صالح أننا في المؤتمر العام للأحزاب العربية وفي هذه المناسبة نسجل الآتي:
أولاً: نحيّي الصمود الأسطوري لاهلنا في غزة، كما نحيّي المقاومين فيها والمرابطين، ونحيّي بطولاتهم وتضحياتهم وأرواح شهدائهم وجراح مصابيهم، ونحيّي أهلنا في الضفة الغربية والقدس وعلى مدى فلسطين وانتفاضتهم وتحدّيهم ومواجهاتهم البطولية لقوات الاحتلال وثباتهم على مواقفهم دعماً لغزة الصمود والعزة.
ثانياً: نتوجه بالتحية الى المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية الذين يخوضون المعارك والمواجهات البطولية ضدّ العدو الصهيوني وحلفائه، ويقدّمون مئات الشهداء، والى سورية وإيران وكلّ من يقدّم الدعم والمساندة لشعبنا في فلسطين ومقاومته الباسلة.
ثالثاً: نتوجه بالتحية الى الشعوب الحرة التي وقفت الى جانب أهلنا في فلسطين ومواقف الدول وقرارات طرد السفراء والتوجه الى المحاكم الدولية وانتفاضة الجامعات، والتصويت في الأمم المتحدة لصالح العضوية الكاملة لفلسطين في مشهد عكس إنسانية هذه الشعوب ورفضها لسياسات أنظمتها .
واذ نشيد بما يجري في الجامعات الغربية من حراك طلابي فإننا ندعو الجامعات العربية والإسلامية الى الانخراط في تحركات لدعم فلسطين ووقف حرب الابادة الجماعية على شعبها.
رابعاً: نشيد يعمليات المقاومة الفلسطينية الباسلة في رفح وتصدّيها لاقتحام قوات الاحتلال وندين هذا الاقتحام الذي جاء ليظهر للعالم الرافض لهذا الاقتحام عدم اكتراث هذا العدو بالقرارات والمواثيق الدولية وبالمناشدات التي خرجت رافضة لهذا العدوان .
خامساً: نجدّد رفضنا وإدانتنا لكلّ مسارات التطبيع العربية والإسلامية ونعتبر انّ كلّ ذلك يُنبئ بحجم التحديات التي تواجهها الأمة ما يحمّلنا شعوباً وهيئات وأحزاباً وقوى مسؤولية تستلزم مضاعفة وتوحيد الجهود متجاوزين سكوت معظم الأنظمة العربية ولهاثها وراء التطبيع العار الذي تدينه الشعوب الحرة.
سادساً: اننا في هذه المناسبة نتوجه الى شعوبنا وأحزابنا وهيئاتنا واتحاداتنا وقوانا الحية بضرورة القيام بالواجب القومي لنصرة فلسطين وشعبها المكافح على مدى عقود وعلينا النهوض جميعاً للوقوف أمام لحظة حقيقة متجاوزين طقوس الاستنكار والإدانة لهذا الإرهاب الصهيوني البشع الذي تجاوز كلّ الحدود وأمام التعسّف والاضطهاد الذي تمارسه قوات الاحتلال الأكثر تطرفاً وعنصرية ضدّ الشعب الفلسطيني بدعم غير محدود من الولايات المتحدة والانظمة الغربية، وبتواطؤ وصمت مريب من معظم الأنظمة العربية .
المجد والخلود لشهداء امتنا الأبرار، والنصر دائماً وأبداً للمقاومة وللشعوب المناضلة .
عاشت فلسطين حرّة أبية.