أخيرة

دبوس

نحو الهاوية

 

سيزول هذا الكيان الإبليسي استنزافاً حتى الفناء، ولن يجدي نتنياهو نفعاً كلّ ذكاء الكون الاصطناعي، ولا كلّ هذه النفوس الكارهة الباغضة السايكوباثية، فالأمم والحضارات تُبنى على التعارف وعلى التعايش وعلى تبادل المنفعة، ولا تُبنى على الكره والبغضاء والشعور الزائف المريض بالتميّز على الآخر، وسيواكب سقوط هذا الكيان البائد انهيار كلي مفاهيمي قيَمي فلسفي لكلّ تلك المنظومة التي تقف خلفه، والتي قامت من منطلق مفرط في أنانيته وإلغائيته للآخر، وشعور زائف بالتفوق العرقي القاصر…
هي منظومة واحدة متكاملة أوليغارشية صهيو ـ انغلو ـ ساكسونية يقبع في القمة منها هذا الكيان البائد وامتداداته الأخطبوطية المتشابكة مع الأوليغارشية الرأسمالية، ولديها أدوات البطش الخاصة بها، البوليسية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية والإعلامية، وتتحرك ككتلة متكاملة متناغمة، ولنا في ما يحدث في الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع بين محور المقاومة والكيان وداعميه مثل صارخ على تلك الحركة المتناغمة المتّسقة عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً ولوجستياً في مواجهة الخصوم، إذا ما أردت ان تقوم بإلغاء ذاتك طوعياً، فما عليك سوى البدء بالتعالي وممارسة الغطرسة والكبر على الآخرين، وسيبدأ فناؤك الحتمي بزوال موضوعي حينما تخلق شحنةً من الرفض والكراهية لك من قبل المحيط، لقد أدركت فوراً أنّ هذا الكيان بدأ يحث الخطى نحو الزوال، وبسرعة قياسية منذ بضع سنين حينما بدأت أرقب وأشاهد بأمّ العين ترّهات وخزعبلات وهلوسات بن غفير وسموتريتش وقلّة أخرى من غلاة المتطرفين العنصريين، والذين بدأوا يقفزون إلى سدّة القيادة في هذا الكيان اللقيط، وليس هذا فحسب، بل التأييد العارم لشارع هذه الكينونة البائسة لتوجهات وتهافتيات هؤلاء المعتوهين التلمودية…
أدركت أنّ الخاتمة آتية لا محالة، وبسرعة لم يتوقعها أحد، نحن أيها السادة بإزاء كينونة مارقة لا تنتمي إلى النسق الطبيعي للمجاميع البشرية وللشعوب التي عرفناها عبر التاريخ، آخذة وبيديها في رسم لوحة النهاية الحتمية الدموية لوجودها الشاذ، بمحض إرادتها وبمساعدة إضافية من صناديد محور المقاومة، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلاً…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى