مقالات وآراء

معين شريف… القدوة والمثال

 

أحمد بهجة

ليس غريباً على الفنان الكبير معين شرَيف أن يتخذ المواقف الوطنية العالية، خاصة في الملمّات والأوقات الصعبة، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمصير الوطن بأسره والذي يستهدفه العدو الصهيوني في أساسات وجوده.
وقد سمعنا ماذا قال صاحب “زرع التحرير” وهو يقف فوق ركام منزله في الشياح، والذي يقع في مبنى استهدفه العدو بكامله وسوّاه أرضاً كما فعل بالكثير من الأبنية والمنازل في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب والبقاع، بآلته الإرهابية الإجرامية التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية.
أولاً شكَرَ اللهَ على أنّه وعائلته وأولاده بخير، وبعد ذلك لا يعود مُهمّاً الحجر والأثاث وكلّ ما هو مادي، رغم أنّ البيت يكون غالياً على صاحبه لأنّ الأمكنة ترتبط عادة بأشياء وذكريات محبّبة ترافق الإنسان أينما ذهب وتظلّ في وجدانه مهما تقدّم به العمر.
لبنان اليوم يعيش أوقاتاً دقيقة ويحتاج إلى تضحيات أبنائه، وأمثال معين شريف لا يقصّرون أبداً في البذل والعطاء من أجل الوطن، ليس فقط بالماديات بل بأكثر من ذلك إنْ تطلّب الأمر، تماماً كما يفعل الشهداء الأبطال وفي طليعتهم شهيدنا الأسمى والأغلى والأحبّ القائد الكبير السيد حسن نصرالله، ها هم يقدّمون الدماء فداء للبلد وعائلاته وناسه الذين كانوا على استعداد لحمايته بأهداب العيون وافتدائه بالمُهَج والأرواح.
ولذلك كان لافتاً ما قاله الفنان معين شريف حين ختم كلامه من فوق ركام المبنى: “كنّا نقول فدا السيد واليوم نقول فدا روح السيد”.
وإضافة إلى صديقنا العزيز معين، صدرت عن مجموعة كبيرة من الفنانين السوريين مواقف تضامنية أخوية مع لبنان والشعب اللبناني في مواجهة ما يتعرّض له من عدوان همجي بربري أسوة بما واجهه أشقاؤنا الفلسطينيون، خاصة في غزة، منذ سنة حتى اليوم.
ولا بدّ من التنويه بشكل خاص بموقف الفنان الكبير أيمن زيدان الذي عبّر عن تضامنه مع غزة وفلسطين ولبنان، واعتذر عن عدم الحضور والتكريم في الدورة الأربعين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، والذي بدأ أعماله في 1 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي. وقد جاء الاعتذار.
بينما نجد مع الأسف الشديد فنانين آخرين، وبعضهم لبنانيون مثل راغب علامة، لا يهتمّون إلا لمصالحهم الخاصة، وكيفية تكديس الأموال فوق بعضها البعض من دون أن يحرّكهم أيّ شعور إنساني أو أخلاقي أو وطني لاتخاذ موقف مشرّف تجاه البلد والناس في مثل هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي يمرّ بها الوطن.
على أيّ حال… فإنّ الشدائد تظهر معدن البشر، ولذلك علينا واجب توجيه أخلص التحيات للكبيرين معين شريف وأيمن زيدان وأمثالهما الكثر في الوسط الفني والثقافي في لبنان وسورية والعالم العربي، فيما الآخرون هم القلة التي ينبذها معظم الناس اليوم وغداً وفي أيّ وقت…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى