جبهة النصرة: معارك الحدود ومخاطر التسرّب
هتاف دهام
تلقت الأجهزة الامنية اللبنانية معلومات من مصادر استخباراتية أجنبية مفادها أن مجموعات إسلامية تضم أوروبيين وعرباً يحملون الجنسيات الاوروبية البلجيكية والألمانية والفرنسية والإيطالية … انضمت منذ شهر الى تنظيم «داعش»، للمشاركة في «الجهاد» في سورية وفي اماكن عدة، وأن عدداً من هؤلاء دخل الاراضي اللبنانية بجوازاتهم الشرعية، ومن المقرر أن ينضموا الى خلايا أصولية أخرى موزعة على الأراضي اللبنانية، وفي المخيمات الفلسطينية.
وأكد تقرير الاستخبارات الغربية انضمام 5 آلاف من حاملي الجنسيات الأوروبية إلى المجموعات الإرهابية التكفيرية في سورية والعراق تحت مسمى «الجهاد».
وعلمت «البناء» أن معلومات خاصة وصلت للأجهزة الأمنية اللبنانية تفيد بأن مجموعة أصولية موجودة في بيروت تضم انتحاريين وهي برئاسة السوري مهند م. م. – مواليد دير الزور 1975 – وتضم مواطنين من جنسية فرنسية أحدهم فرنسي الأصل معروف باسم ميكائيل ، والآخر جزائري الأصل يحمل الجنسية الفرنسية يدعى مصطفى احمد ب. ملقب بـ«عبد القادر»، مكلفة بتنفيذ مهمة محددة وهي بانتظار تعليمات من جهات في تنظيم «القاعدة» في اليونان.
وأفادت مصادر مطلعة «البناء» بأن اجهزة استخبارتية اوروبية عدة بدأت بإرسال وفود منها إلى سورية للقاء مسؤولين في الأجهزة الأمنية السورية لمتابعة ملفات تتعلق بعدد من الأصوليين ممن يحملون الجنسيات الاوروبية، والذين يصلون الى الاراضي السورية للمشاركة في «الجهاد»، بالتنسيق مع خلايا تعمل لهذه الغاية في عواصم أوروبية عدة.
وتؤكد معلومات واردة لمخابرات الجيش أن «جبهة النصرة» أنشأت خلايا سرية داخل عدد من المناطق في بيروت وداخل بعض المخيمات الفلسطينية، وأنها تضم أصوليين سوريي الجنسية مدربين على عمليات ارهابية، ومعظمهم من أبناء منطقة يبرود، ومن بينهم حوالى 9 اشخاص من الجنسية اللبنانية.
وأشارت المعلومات الى أن السوري حسان محمد م. يتولى تأمين تنقلات هذه الخلايا وتأمين التموين لعناصرها والهويات والوثائق المزورة، التي جرت في منطقة يبرود على يد السوري وفيق محمود ع. مواليد ريف دمشق 1973 ملقب بـ ابو محمود ، وهو خبير في التزوير. وحسان محمد م. من مواليد القلمون، وملقب بـ ابو مصطفى ، من أبرز الناشطين في جبهة النصرة، تولى في الفترات السابقة نقل حوالى 6 سيارات مفخخة من يبرود الى لبنان بالتعاون مع سوريين من بينهم ابو قاسم العطار، وخالد صالح س.
من جهة أخرى، لا تزال الاشتباكات متواصلة بين حزب الله وقوى المعارضة السورية المسلحة من «جبهة النصرة» ولواء الاسلام الذي يترأسه زهران علوش في المنطقة الشمالية في جرود عرسال وجرود نحلة وجرود يونين، ولا يزال عناصر حزب الله يلاحقون المجموعات المسلحة الارهابية التي لجأت الى المناطق الوعرة والحفر، في شكل منهجي، فيما خفت حدة الاشتباكات لناحية جرود الزبداني التي تطل على البقاع الأوسط بعد سيطرة الجيش السوري على المنطقة. ما يضع تلك المجموعات المسلحة بين مطرقة حزب الله وسندان الجيش السوري النظامي.
وتخشى المصادر الأمنية المتابعة أن يؤدي تطور الاوضاع العسكرية خلف الحدود السورية الى نزوح المجموعات المنهزمة نحو الداخل اللبناني من جهة، والى استنهاض بعض الخلايا النائمة من جهة أخرى، خصوصاً في منطقتي البقاع الاوسط والغربي بالاستناد الى قناعة مشغلي هذه المجموعات المسلحة بوجود بيئة حاضنة لها في هاتين المنطقتين.