ديبلوماسية الغموض تطغى على وقف العدوان
فيما تسيطر الضبابية على التحركات الديبلوماسية لوقف العدوان على قطاع غزة، عقدت في القاهرة أمس مفاوضات ضمت وفداً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جانب ممثل للسلطة الفلسطينية لوقف إطلاق النار كان مشكك بنتائجها، حتى قبل انطلاقها رسمياً.
وبالتزامن بدأ العدو يبحث عن مخارج لما وصفه مراقبون بتورطه في رمال غزة، من خلال اقتراح لرئيس حكومة الكيان الصهيوني بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار، وفي وقت جدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري التأكيد على أهمية وقف العمليات العسكرية «الإسرائيلية» في قطاع غزة، والتدخل لاحتواء الأمر، فيما وصل مبعوث «إسرائيلي» إلى مصر لإجراء مباحثات بشأن الخروج من هذه الورطة بعد فشل تحقيق أهداف العدو من العدوان.
مجلس الأمن
ونقلت صحيفة هآرتس «الإسرائيلية» أول من أمس، عن مسؤول بارز أن وزارة خارجية العدو اقترحت على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على بدء صوغ مشروع قرار لدى مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب في غزة. وقال المسؤول إن الوزارة تعتقد أن مثل هذه الخطوة ستقلّل من شرعية المقاومة على الساحة الدولية وتعزز مصالح «إسرائيل» كنزع سلاح غزة وإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وذكرت الصحيفة أن المدير العام بالوزارة نسيم بن شيتريت أرسل وثيقة إلى ما يسمى مستشار الأمن القومي يوسي كوهين الأسبوع الماضي اقترح فيها «خطة خروج ديبلوماسية» من الصراع في غزة. وقال المسؤول: «إنه تم إرسال الوثيقة إلى نتنياهو لقراءتها.»
وأضاف المسؤول: «إن الخارجية تعتقد أنه إذا أخذت «إسرائيل» بزمام المبادرة وتحركت بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية فإنها ستستطيع الحفاظ على عدد من مصالحها الديبلوماسية»: الأولى إنشاء آلية دولية لنزع سلاح غزة. والثانية: إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع والمعابر الحدودية. والثالثة: تعزيز التحالف مع مصر.
اتصالات
وبحث شكري وكيري هاتفياً تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تم الاتفاق على معاودة الاتصال واستمرار التشاور والتنسيق بينهما لمتابعة تردي الأوضاع في غزة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن مصر تواصل اتصالاتها مع الأطراف المعنية والدولية لتحقيق التهدئة.
مبعوث «إسرائيلي»
إلى ذلك، وصل إلى القاهرة مبعوث «إسرائيلي» في زيارة قصيرة الى مصر تستغرق بضع ساعات، يلتقي خلالها مسؤولين أمنيين مصريين لبحث التوصل إلى اتفاق تهدئة بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
صرحت بذلك مصادر مطلعة في مطار القاهرة، طلبت عدم ذكر اسمها، وقالت وصل المبعوث الإسرائيلي برفقة اثنين من كبار المسؤولين «الإسرائيليين» على طائرة خاصة من تل أبيب، حيث تم اصطحابهم للقاء مسؤول أمني كبير لبحث إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان على ضوء المبادرة المصرية التي أطلقتها مصر الشهر المنصرم، بالاستناد إلى اتفاق السابق عام 2012.
مصر تكلف غزة غالياً
وفي سياق آخر، رأت صحيفة «غارديان» البريطانية وجود علامات على بداية ليونة مصرية تجاه حماس، وأن محاولة قطر وتركيا التوسط لوقف إطلاق النار والخوف من أن تفقد مصر دورها التقليدي كوسيط قد يدفع قادتها إلى تليين موقفهم.
وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن «قرار مصر الوقوف إلى جانب «إسرائيل» كلف غزة غالياً»، مذكرة بأن مصر كانت «تُعد وسيطاً تقليدياً في العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية». وأشارت الصحيفة إلى أن «بعض الاجراءات خلال السنة الأخيرة والأيام السابقة أدت إلى توجيه اتهامات لمصر بأنها غير مكترثة بعذابات الغزاويين، وبأن مصالحها تتماشى مع مصالح «إسرائيل».
واعتبرت الصحيفة أن «الضغط على حماس هو جزء من محاولة حرمان الإخوان المسلمين من أي دعم باق»، معتبرة أنه «لهذه الغاية، منعت مصر حماس من العمل داخل أراضيها واتهمت الحركة بدعم الإرهابيين المصريين وبالتجسس، وحاكمت عدداً من قادتها غيابياً» بحسب تعبيرها.