حقيقة الموقف الروسي في سورية
عامر التل
أثار الموقف الروسي مؤخراً العديد من التساؤلات والتشكيك، وهناك مَن اتهم روسيا بأنها اتفقت مع الولايات المتحدة حول تقاسم النفوذ في المنطقة ومن ضمنها سورية، ودللوا على رأيهم بأنّ روسيا تراجعت عن عمليات القصف الجوي في سورية، وأنها تمنع الجيش السوري وحلفاءه من خوض معركة حلب لتخليصها من اعتداءات العصابات الإرهابية، إضافة إلى تصريحات المسؤولين الروس حول ضرورة تقدّم الحلّ السياسي على العسكري.
مصادر دبلوماسية أكدت أن لا تغيير على الموقف الروسي وأن موسكو تدير المعركة في سورية بحنكة ودراية دون أن تتأثر بما يشاع حول موقفها، واستذكر المصدر حملات التشكيك بالموقف الروسي منذ بداية الحرب على سورية. وأوضحت المصادر حقيقة الموقف الروسي وقالت إنه، وبعد الحشود العسكرية الكبيرة التي وصلت إلى حلب وبعد أن انتظر الجميع البدء بتطهير حلب وأريافها من العصابات الإرهابية، وصلت لموسكو رسالة أميركية مفادها أنّ الولايات المتحدة الأميركية، في حال الإصرار السوري الروسي – الإيراني على الحسم العسكري في حلب، لن تقف مكتوفة الأيدي، وأنها ستقوم بإدخال الآلاف من المقاتلين إلى حلب عبر الحدود التركية. ليس هذا فحسب بل هدّدت أميركا بأنها ستزوّد المقاتلين بأحدث الصواريخ المضادّة للطائرات القادرة على إسقاط الطائرات الروسية. وبعد وصول التهديدات الأميركية وقيام موسكو بإطلاع الجيش السوري وحلفائه على مضمونها تراجعت إمكانية فتح معركة حلب وأصبح الحشد العسكري باتجاه مناطق أخرى. ورأت المصادر الدبلوماسية أنّ الموقف الأميركي المتوتر والمهدّد لفتح معركة حلب يدلّ على أنّ حلب تختلف عن تدمر لأنّ تطهيرها من العصابات الإرهابية يعني أنّ ثلاثة أرباع الحرب في سورية انتهت، ومعها سوف تنتهي أحلام وطموحات دول إقليمية ودولية، وخاصة تركيا والسعودية.
المصادر ذاتها أشارت إلى أنّ الدول الإقليمية الراعية للعصابات الإرهابية في سورية توقعت البدء بمعركة حلب بعد انتهاء الهدنة، لذلك قامت بإدخال الآلاف من المقاتلين وتزويدهم بالأسلحة، إضافة إلى قيام واشنطن بتزويد العصابات الإرهابية بالأسلحة المتطورة التي مكّنتها من إسقاط أكثر من طائرة، ما اعتبر رسالة أميركية أنها ستقوم بتزويد المزيد من السلاح المتطوّر، وخاصة الصواريخ المضادّة للطائرات في حال بدأت معركة حلب.
وحول ما يُشاع عن الخلافات بين روسيا من جهة وسورية وإيران من جهة أخرى، قالت المصادر الدبلوماسية إنّ كلّ ما يُشاع عن خلافات بين سورية وحلفائها هي أمنيات وليست حقائق. وأكدت المصادر كثافة الطيران الروسي في معركة جمعية الزهراء وحندرات، وأشارت إلى عودة فاعلة للطيران الروسي قريباً في مختلف المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في سورية، وأنّ المعركة في دير الزور ستبدأ قريباً وبعد تطهيرها من الإرهابيين ستكون الوجهة التي تليها في الفوعة ومن ثم سيتمّ فتح معركة حلب مهما كان ثمن هذه المعركة.
رئيس تحرير شبكة
الوحدة الإخبارية في الأردن