بادرينو لترامب: على من يحاولون فرض حكمهم أن يمروا فوق جثثنا أولاً
قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، أمس، «إنه يتعين على المعارضة أن تمر على جثثنا قبل أن تتمكن من عزل الرئيس نيكولاس مادورو وفرض حكومة جديدة».
وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أمس: «من يحاولون فرض رئيس هنا في فنزويلا سيضطرون للمرور على جثثنا»، مشدّداً على أنّ «المحاولات لفرض حكومة دمية وغير وطنية في فنزويلا ستفشل».
وكان بادرينو يشير بذلك إلى رئيس المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا.
وأضاف: «إنّ الشعب وحده هو من يعبر عن إرادته حول من يريد أن يحكمه بانتخابات مباشرة». وقال: «نحن لا نعترف إلا بالسلطة التي مصدرها سيادة الشعب الفنزويلي. وإذا أرادوا ابتزازنا دعهم يبتزوننا، وإذا أرادوا فرض عقوبات علينا دعهم يفرضونها، لكننا سنظل مدافعين عن الوطن»!
وأكد بادرينو «ولاء الجيش للرئيس مادورو»، قائلاً: «إنّ الجيش والقوات المسلحة تعترف بالرئيس مادورو قائداً لها».
ووصف وزير الدفاع خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول فنزويلا بأنه «غير مقبول ومتكبر ولا معنى له». ورفض ما جاء فيه من «الدعوات للجيش الفنزويلي إلى التوقف عن دعم الرئيس مادورو».
وقال: «إنّ ترامب لا يحترم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية ويقيمها بشكل خاطئ، حيث يحاول إعطاء أوامره لها ويطلب منها تجاهل الدستور الفنزويلي».
وأشار بادرينو إلى أنّ «ترامب يريد تنصيب نفسه قائداً للجيش الفنزويلي، وحديثه المتكرّر عن المساعدات الإنسانية، يهدف إلى تقديم الصورة كأنّ الجيش سيواجه الشعب»، مؤكداً أنّ «القوات الفنزويلية ستبقى على الحدود للتصدي لأي خطر محتمل».
وأضاف الوزير الفنزويلي: «نلاحظ أنّ هناك ميولاً واضحة من قبل وزارة الخارجية الأميركية للاستحواذ على فنزويلا»، مشيراً إلى أنّ «هدف الولايات المتحدة هو سرقة ثروات فنزويلا تحت حجة المساعدات الإنسانية».
وتأتي تصريحات الوزير الفنزويلي، بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، الجيش الفنزويلي لـ»دعم رئيس المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو قبل فوات الأوان».
وقال ترامب أمام تجمع للفنزويليين المقيمين في الولايات المتحدة: «نحن نريد انتقالاً سلمياً للسلطة في فنزويلا، لكن جميع الخيارات مطروحة»، مؤكداً «أنّ بلادة تريد إحلال الديمقراطية في فنزويلا وكوبا».
ودعا الجيش الفنزويلي إلى «التوقف عن دعم الرئيس نيكولاس مادورو والاعتراف برئيس المعارضة خوان غوايدو رئيساً للبلاد»، مشيراً إلى أنّ «غوايدو تعهد بالعفو العام عن المسؤولين في الأجهزة الأمنية الفنزويلية، الذين تتهمهم المعارضة بانتهاك حقوق الإنسان».
وأضاف ترامب: «لدي رسالة لكلّ ممثل شرعي في الحكومة الفنزويلية يدعم الرئيس مادورو للبقاء السلطة. العالم كله ينظر إليكم. لا يمكنكم الاختباء وراء الخيارات التي تواجهكم، يمكنك قبول عرض غوايدو السخي بالعفو والعيش بسلام مع عائلتكم».
وتابع ترامب: «ويمكنكم مواصلة دعم مادورو، في حال اخترتم هذا الطريق فلن يكون لكم ملاذ آمن أو مخرج سهل، ستفقدون كل شيء. اليوم أطلب من كل عضو في نظام مادورو أن يضع حداً لهذا الكابوس من الفقر والجوع والموت للشعب الفنزويلي، ولقد حان الوقت الآن لكي يعمل جميع الوطنيين في فنزويلا كشعب واحد».
من جهة أخرى، أعلنت كاراكاس «استعدادها لإرسال مساعدات إنسانية لأطفال بلدة كوكوتا الكولومبية المتاخمة للحدود الفنزويلية»، وذلك رغم ما تعانيه فنزويلا نفسها من نقص في المستلزمات الأساسية.
وقال وزير الاتصالات والمعلومات الفنزويلي خورخي رودريغيز إنّ بلاده «قررت التبرع بـ 20 ألف صندوق من المواد الغذائية لكوكوتا لمساعدتها في مواجهة الوضع الصعب للغاية الذي يمر به الفتيان والفتيات هناك».
وذكر الوزير «أنّ أكثر من 40 في المئة من الأطفال في كوكوتا يعيشون تحت خط الفقر»، كما تعهد بـ»تقديم مساعدات طبية مجانية لكوكوتا»، قائلاً: «سيتم إرسال أطباء أطفال، وجراحين، وأخصائيين في تقويم الأسنان إلى هذه المنطقة الحدودية».
وتحولت كوكوتا إلى بؤرة ساخنة محتملة في ضوء عزم المعارضة الفنزويلية، على بدء إدخال المساعدات الإنسانية الدولية التي جمعتها بدعم من واشنطن، إلى أراضي فنزويلا عبر الدول المجاورة بما فيها كولومبيا عبر كوكوتا.