يازجي: الأمين الراحل أمضى حياته بذلاً وتضحية وثباتاً ونضالاً وسيظلّ حاضر بيننا في كلّ حركة وكلّ خطوة في مسيرة العطاء
لراحة نفس الراحل الأمين المناضل عادل الطبرة، أقامت منفذية دمشق في الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلة الفقيد، قداساً في كنيسة القديس مار يوسف للروم الملكيين الكاثوليك في الدويلعة ــ دمشق.
حضر القداس إلى جانب العائلة عدد من مسؤولي الحزب السوري القومي الاجتماعي، وإضافة إلى منفذ عام منفذية دمشق شادي يازجي وأعضاء الهيئة، تقدّم الحضور العميد حافظ يعقوب، عضو المكتب السياسي النائب بشار يازجي، الرئيس الرديف للمحكمة الحزبية بسام نجيب، عضو المكتب السياسي ميشال معطي، منفذ عام درعا محرز نصرالله، عدد من أعضاء المجلس القومي، ومدراء مديريات الدويلعة والقصاع ودمشق الجديدة وقاسيون وأعضاء هيئات المديريات، وفاعليات وأقرباء وأصدقاء الراحل وجمع من القوميين والمواطنين.
ترأس القداس الخوري حسن الطبرة بمعاونة عدد من الكهنة، وتحدّث الخوري الطبرة عن مزايا الراحل وخصاله وحياته الحافلة بالبذل والعطاء لما فيه خير المجتمع ورقي إنسانه.
بعد القداس، أقيم احتفال تأبيني في قاعة الكنيسة، وقد عرّف الاحتفال علاء الطبرة إبن شقيق الراحل، وكانت قصائد عن الراحل لكلّ من الشاعر رياض الطبرة، وعضو مجلس اتحاد الكتاب العرب الشاعر سليمان السلمان.
كلمة الحزب
وألقى منفذ عام دمشق شادي يازجي كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي نقل في مستهلّها تعازي رئيس الحزب إلى العائلة، ثم تحدّث عن عطاء الأمين الراحل الذي أمضى حياته بذلاً وتضحية وثباتاً ونضالاً في مختلف مراحل العمل الحزبي.
وجاء في كلمة يازجي: حضرة الأمين عادل الطبرة الجزيل الاحترام… الجزيل العطاء، ماذا نقول في رثائك وأنت الحاضر بيننا.. في كلّ لحظة وفي كلّ خطوة عمل من أجل القضية التي وهبتها كلّ شيء، وهبتها الجسد الجبار الذي أركع جلاديه، في صموده أمام وحشية التعذيب.. فأتعبتهم بدلاً من أن يتعبوك… تفنّنوا في أساليب العذاب، لكنك بصمودك كنت تعذّب سواعدهم وضمائرهم.
كنت تحوّل حفلات القهر والتوحش البشري.. الى جولات انتصار.. للحزب وللأمة… إلى دروس في قوّة الإيمان وثبات الإرادة ومضاء العزيمة. كان جسدك المتين يخاطب وحشيتهم بعبارات العز والعنفوان، بدلاً من آهات الألم.. كنت القوي وهم الضعفاء.. كنت الرجل الكبير وهم الأقزام الصغار … علّمتهم دروساً في الإيمان بالقضية والبذل من أجلها… وكنت المنتصر في معركة الصمود … خرجت إلى الحرية واستمرّيت متابعاً مسيرة العطاء، في كلّ المواقع وفي كلّ الأزمنة وفي مختلف ساحات الصراع. … ورسّخت في التاريخ عنواناً جديداً أطلقه سعاده، بأنّ ما من قوة في الأرض تستطيع أن تقهر إرادة القومي الاجتماعي المؤمن بحزبه وقضيته.
أضاف يازجي: في رحاب حريتك حضرة الأمين الراحل تعرّفنا عليك عن قرب، وأنت تعمل في حقول نضالية جديدة. وخلف هذا الجسد الصامد المتين، اكتشفنا فكراً علمياً نيّراً حراً، زاخراً بالقدرات والكفاءات العلمية والمعرفية والهندسية… كنت قائداً مجسّداً لسلوك أخلاقي رفيع، امتزجت فيه علومك الهندسية مع أخلاقيات النهضة. أدرت مشروعاً حساساً وهاماً في منشآت بلدية قرى الأسد… فقدّمت مثالاً واضحاً في كيفية قيادة القومي الاجتماعي المؤمن بقضيته، للعمل الهندسي، بأخلاقية ونزاهة وصلابة العارف، فكنت المتميّز في نجاح هذا المشروع والمدرّس الذي يقدّم للآخرين دروساً في الإدارة العلمية بأخلاق نهضوية سامية، مترفّعة عن صغائر الأمور ومتاهات الضلال… فكنت أيضاً قدوة في مسار جديد يترجم مفهوماً حضارياً راقياً في بناء الإنسان والعمران.
وتابع يازجي قائلاً: ماذا نقول في رثائك… وقد تتلمذنا على يديك في إدارتك الحزبية، أثناء قيادتك لمنفذية دمشق، وكانت لنا حظوة وشرف مشاركتك عن قرب في استنهاض الجسم الحزبي في مدينتك التي عشقتها وعشقتك والتي تنعّمت بأريج ونفحات عطائك الكبير.
كنت قائداً فريداً في وجهة جديدة من وجهات عطائك المتعدّد، أعطيت دروساً إدارية في كيفية تفعيل العمل الحزبي والإنشاء التنظيمي والقضاء على الفوضى، وما زلنا ننهل منها في ليل النضال الحالك والعمل الدؤوب من أجل انتصار قضيتنا الكبرى التي من أجلها بذل زعيمنا الخالد حياته، فكنت الرجل الذي أجاد العطاء والمسيرة الصحيحة على خطى المعلم.
ماذا نقول في رثائك… والكلمات أعجز أن تفيك جزءاً صغيراً مما تستحق ومما بذلت ومما أعطيت.
لم ترحل عنا جسداً إلا وتركت لنا حضوراً بهياً وينبوعاً دفقاً لا ينضب، يسقي أرضنا الحبيبة بكنوز معرفية وقدوة نضالية، تثمر اخضراراَ وحياة دائمة، لانتصار قادم عظيم، بعظمة صبرك وجلدك وتحمّلك، انتصاراً لمدرسة قدّمت لأمتنا السورية دفق الحياة وعظمة العطاء.
وختم يازجي قائلاً: حضرة الأمين عادل الطبرة الجزيل الاحترام… الجزيل العطاء… رحل جسدك الشامخ الجبار، فقد آن له أن يلتقط أنفاس الراحة الأبدية بعد طول صمود وعناء، لكنك حاضر بيننا دائماً في كلّ حركة وكلّ خطوة في مسيرة العطاء. لن تخبو شعلتك الوضاءة ما دام في أمتنا السورية رجال أبطال من أمثالك، على خطى المعلم الشهيد، يذودون عنها ويقدّمون في سبيلها كلّ ما يملكون، هاتفين لتحي سورية وليحي سعاده.
واختتم الاحتفال التأبيني بكلمة العائلة ألقاها ناموس مديرية زحلة وائل الطبرة نجل الأمين الراحل وشكر في خلالها المعزّين.