طهران: نقدّر تبني مصر للورقة الفلسطينية… وكيري يدعو إلى إحياء المفاوضات

يحسب قطاع غزة ساعات الهدنة في انتظار التمديد أو العودة إلى مواجهة فصول جديدة من العدوان «الإسرائيلي» الإرهابي.

ثقيل حمل الصمود، لكن الفلسطينيين اختاروه. يؤمن كثيرون أن فلسطين تتألم عن كل العرب. وباسم سعيها الحثيث لاستعادة دورها على ساحة العرب تستضيف القاهرة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» بعد 29 يوماً على العدوان «الإسرائيلي» الإرهابي على غزة، إنه وقت الهدنة الصامت على مضض.

الفلسطينيون كما الهدنة صامتون. موافقة فصائل المقاومة على المشاركة في مفاوضات القاهرة، وضعه البعض في خانة حفظ ماء الوجه المصري، لكنها موافقة مشروطة بساعات معدودة وبعدم التراجع قيد أنملة عن المطالب وفي مقدمها فك الحصار عن غزة.

كتائب القسام أعلنت بصراحة أنها تتعامل مع حالة التهدئة الحالية كمرحلة موقتة وأن السلوك «الإسرائيلي» هو ما يحدد سير المعركة ومآلاتها. أما مسار المقاومة فواضح ويمكن اختصاره بعبارة «المعركة مستمرة حتى نيل حقوق الفلسطينيين المشروعة، وأي حديث عن نزع سلاح المقاومة ترويج إسرائيلي».

«إسرائيل»، من جهتها تعترف أنها فشلت في إنهاء المقاومة. تروج أنها قضت على كل الأنفاق ووسائل إعلامها تخصص برامج لشرح «شخصية المقاتل الفلسطيني».

بعثتها للتفاوض وصلت إلى القاهرة برئاسة رئيس الشاباك يورام كوهين، بحسب «يديعوت أحرونوت». الصحيفة كشفت أيضاً «أن الوسيط المصري مخول بتمديد فترة الهدنة الموقتة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق».

مصر- السيسي تريد أن تحقق «نصرها» الخاص في إدارة المفاوضات، قد تصطدم بمن يسعون إلى مزاحمتها على هذا الدور. وقد تختلط الأوراق على طاولة المفاوضات في القاهرة، لكن ورقة الفلسطينيين عبر وفدهم الموحد ثابتة: لا عودة إلى الوراء، فما بعد الهدنة ليس كما كان قبلها.

السلاح غير مطروح للنقاش

المقاومة الفلسطينية تؤكد أن سلاحها غير مطروح للنقاش في المفاوضات «لا لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية في غزة» هذا ما أكدته إذاعة العدو أن الوفد «الإسرائيلي» انضم إلى المحادثات الجارية في القاهرة.

وأشارت الإذاعة إلى «أن الوفد سيطرح المطلب «الإسرائيلي» الرئيسي المتمثل في جعل غزة منطقة منزوعة السلاح مقابل إعادة إعمارها وهو ما ترفضه كل فصائل المقاومة».

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر: «إن سلاح المقاومة غير مطروح للنقاش، وإن كل الفصائل تتمسك به ما دام هناك احتلال على الأراضي الفلسطينية».

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد الفلسطيني في مباحثات الهدنة بالقاهرة عزام الأحمد، «إنه ينبغي أن يتحول وقف إطلاق النار الموقت إلى دائم وشامل لكل العمليات العسكرية».

جلسة «الكابينت» المرعبة

وكانت صحيفة هآرتس «الإسرائيلية» قد نشرت في عددها الصادر أمس، بعضاً مما دار في الجلسة التي أطلق عليها الوزراء الاعضاء في الكابينت «جلسة التخويف والترهيب»، لمناقشة مسألة إعادة احتلال الجيش «الإسرائيلي» لقطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أنه في أعقاب الدعوات التي أطلقها العديد من الوزراء «الإسرائيليين» للمطالبة بإعادة احتلال غزة من أجل تقويض حكم المقاومة في غزة، وفي مقدمة هؤلاء الوزراء ليبرمان وآردان وشتاينتس قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوة مندوبين من جيش الاحتلال وقادة الشاباك لشرح وجهات نظرهم إزاء مسألة إعادة احتلال قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الوزراء الحاضرين في جلسة «التخويف» هذه قوله: «استمرت الجلسة لمدة 4 ساعات، وخلال إجمالي الوضع طرح مندوبو الجيش والشاباك السيناريو المحتمل لإعادة إحتلال قطاع غزة».

ووفقاً للوزير المذكور قال قادة الجيش والشاباك: «ان كل بيت في قطاع غزة هو مفخخ، وكل شارع مزروع بالمقاتلين من حماس والألغام والعبوات التي تنتظر دخول قوات الجيش، بالإضافة الى ان إحتلال كامل القطاع سيستغرق أشهراًعدة، وأن سنوات أخرى تلزم لـ«تطهير» القطاع من الوسائل القتالية والعناصر المسلحة على غرار ما حدث في الضفة الغربية خلال عملية السور الواقي.

واشار الوزير إلى ان إحصائية القتلى من جنود الاحتلال وفقاً للسيناريو المطروح، ستكون بالمئات خلال المرحلة الأولى من احتلال قطاع غزة، عدا عن التبعات المالية التي ستترتب على احتلال القطاع وتولي «إسرائيل» المسؤولية عنه كاملة والتي ستكلف خزينة الدولة المليارات من الشواكل».

وأضاف الوزير: «أن الجلسة كانت بمثابة فيلم رعب لردع اي شخص عن مجرّد التفكير بإعادة احتلال القطاع».

إيران تدعم مساعي القاهرة

وفي السياق، أعلن مسؤول إيراني للميادين أن «طهران تدعم مصر في مساعيها لوقف العدوان «الإسرائيلي» على غزة، وأن القاهرة تؤدي دوراً إيجابياً ومساعداً للفلسطينيين في هذه المرحلة».

وأشار المسؤول إلى أن «إيران تعد تبني مصر الورقة الفلسطينية موقفاً يستحق التقدير، مبدياً استعداد بلده لأي تعاون مع مصر في خدمة الحق الفلسطيني والمساهمة في إعادة إعمار غزة».

كما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «الشعب الفلسطيني في غزة انتصر على أكثر الكيانات دموية، وأن الشعب الإيراني سيبقى الى جانب الشعوب في فلسطين وسورية والعراق ولبنان».

وبشأن المفاوضات النووية قال: «إن إيران تبدي مرونة بطولية لكن المرونة المذلة والإستسلام أمام القوى الكبرى ممنوعان».

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الى أن سياسة إيران الثابتة هي دعم الفصائل المقاومة في فلسطين، واعتبرت أن الدعم الأميركي الشامل للكيان الصهيوني مقلق.

ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري من جهته، إلى «إعادة إحياء المفاوضات «الإسرائيلية» – الفلسطينية واغتنام وقف إطلاق النار والمحادثات المقررة في القاهرة للبحث في حل الدولتين وفق ما قال».

وأمل كيري أن يمثل وقف إطلاق النار في غزة فرصة للأطراف للتباحث في مسائل وصفها بالأساسية على مدى أبعد بشأن صناعة السلام»، مشيراً إلى «أن من بين المسائل كيفية نزع صواريخ المقاومة وسلاحها والتقدم نحو مستقبل افضل» بحسب تعبيره.

عدد الجرحى 9567

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان حصيلة العدوان العسكري الصهيوني على قطاع غزة منذ نحو شهر بلغت 1875 شهيداً من بينهم 430 طفلاً 243 امرأة و 79 مسناً».

وكانت طواقم الإسعاف انتشلت عدداً من الجثث من تحت الأنقاض، فيما توفي آخرون متاثرون بجروحهم. وأضافت الوزارة: «أن حصيلة الشهداء من الطواقم الطبية 21 شهيداً، إضافة الى 85 جريحا»، وتابعت «ان عدد الجرحى بلغ 9567 من بينهم 2878 طفلاً، و1854 سيدة و374 مسناً.

وبعد نحو شهر على العدوان «الاسرائيلي» على قطاع غزة، دخلت تهدئة تم الاتفاق عليها بين الحكومة «الإسرائيلية» والفصائل الفلسطينية حيّز التنفيذ صباح أول من أمس لمدة 72 ساعة، فيما سحب الجيش «الإسرائيلي» كل قواته من القطاع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى