مسيرات واحتفالات في المناطق والمخيمات ومواقف دعت الفصائل إلى التوحّد في مواجهة المخططات الأميركية ـ «الإسرائيلية» لتصفية القضية الفلسطينية

أحيا لبنان أمس يوم القدس العالمي بمسيرات واحتفالات في المناطق والمخيمات الفلسطينية. كما صدرت مواقف أكدت عدم جدوى التسويات السلمية مع العدو الصهيوني ودعت الفصائل الفلسطينة إلى التوحد في مواجهة المخططات الأميركية – «الإسرائيلية» الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وللمناسبة، وجه الرئيس سليم الحص نداءً إلى الفلسطينيين قال فيه «فلسطين الساكنة في وجدان أحرار الأمة، تتكالب عليها قوى الشر والظلم بتواطؤ فاضح من بعض الدول العربية ، تارة عبر مبادرات أثبتت فشلها لم تؤت أُكُلها، أو بالشروع في مفاوضات عقيمة مع العدو المحتل، او عبر تطبيع إعلامي وسياسي واقتصادي مع الكيان الصهيوني الغاصب وآخر فصول لعنة التواطؤ، هو بالترويج لما سُمّي صفقة القرن وهدفها إنهاء القضية الفلسطينية وطمس هويتها العربية وإلغاء حقوق شعبها المشروعة»، مشدّداً على أنّ «الوحدة الفلسطينية هي الدرع الأساس في الدفاع عن كلّ فلسطين ولأنّ وحدتكم تشكل سداً منيعاً بوجه تمريرالصفقات المشبوهة فاتحدوا ووحدوا صفوفكم وكونوا كالبنيان المرصوص كتفاً بكتف للذوْد عن فلسطين وعن شرف الأمة».

ورأى أنّ «ما نشهده اليوم على الساحة الفلسطينية لهو موقف مشرّف تجلى بوحدة الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن الملعونة وهو مشهد مفرح وموقف يثلج قلوبنا وحلّ بالخيبة على أصحاب الصفقات والمتواطئين على فلسطين. ولطالما تحققت وحدة الموقف الفلسطيني مدعومة من أحرار الأمة والعالم فلن تخيفنا بعد اليوم لا صفقة القرن ولا غيرها من صفقات مهما حاولوا تضييق الخناق والحصار. فلا تخافوا ولو تكالبت عليكم أمم الأرض فلن يَنفذوا ولن يتمكنوا من كسر إرادة شعبنا أو كيّ وعي أجيالنا العربية ولن يستطيعوا فرض إرادتهم علينا طالما بقي الموقف الفلسطيني الرافض موحداً بوجه الأميركي وبوجه كلّ المتواطئين على فلسطين».

وأكد أنّ «الحق المغْتَصَب، لا يُستردّ بإبرام صفقات مشبوهة بين عدو محتلّ ومغتصب وبين أنظمة عربية متواطئة أو بمفاوضات عقيمة واتفاقات سلام واهية، لأنّ التاريخ أثبت أنّ ما أُخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة، فلا سلام ولا مساومة ولا اعتراف بالمحتلّ مهما بلغت الضغوط».

وأضاف «فلسطين هي القضية أما القدس فهي تمثل نبض القضية ويجب أن تكون الهدف الجامع لكلّ الفلسطينيين والعرب الخُلّص للدفاع عنها والعمل على تحريرها وبقائها القلب النابض لفلسطين»، مشيراً إلى أنّ «هول ما تتعرّض له القدس يجب أن يكون سبباً في ترسيخ وحدة الموقف الفلسطيني ليكون القاطرة لموقف عربي داعم ومقاوم في مواجهة المؤامرة التي تحاك بحق زهرة المدائن، إنّ الدفاع عن القدس وحماية هويتها العربية، هو واجب قومي عربي وواجب فلسطيني جامع مهما بلغت التضحيات، فالقدس ترخص لأجلها الروح والدماء».

بدوره، لفت رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنّ «مشاريع التقسيم و التوطين نواجهها بوحدتنا الداخلية وفلسطين كانت وستبقى البوصلة».

وكتب وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد عبر حسابه على «تويتر» « سوف نعود إلى القدس، وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من أجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام – القائد جمال عبد الناصر».

وحيّا لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان لمناسبة يوم القدس العالمي الإمام الخميني «قائد الثورة الإسلامية التي نصرت فلسطين ورفعت رايتها بعد أن أسقطت راية الصهاينة في طهران».

وأشار إلى أنّ «الإمام الخميني الراحل، وانطلاقاً من التزامه بقضية فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، أعلن آخر يوم جمعة من شهر رمضان «يوم القدس العالمي» لتبقى هذه القضية حيّة تذكّر جميع العرب والمسلمين بضرورة العمل من أجل تحريرها من رجس الصهاينة المحتلين، واعتبار ذلك واجباً لا يجب التهاون أو التردد فيه».

وأكد اللقاء أنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبسبب دعمها اللامحدود لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته على الصعد كافة، تتعرّض للضغوط والحصار من قبل إدارة العدوان في واشنطن، في محاولة يائسة لثني القيادة الإيرانية عن مواصلة الطريق الذي رسمه الإمام الخميني في العمل لتحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيوني، باعتباره غدة سرطانية في جسد الأمة يجب استئصالها».

ولفت إلى أنّ «الاحتفال بيوم القدس العالمي هذا العام يتزامن مع الهجوم الأميركي – الصهيوني على المنطقة، بدعم من الأنظمة الرجعية العربية، لتمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، إضافة إلى محاولة إشغال الساحات الوطنية العربية بالفتن والحروب الداخلية».

ورأى اللقاء أنّ «هذه المؤامرات لن يُكتب لها النجاح نتيجة صمود محور المقاومة على امتداد مساحة الأمة، خصوصاً في سورية المنتصرة على الإرهاب التكفيري، وبسبب الموقف الموحد للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على اختلاف اتجاهاتها في رفض صفقة القرن، كما في رفض المشاركة في المؤتمر الصهيوني التطبيعي في البحرين لتسويق هذه الصفقة بشقها الاقتصادي».

وأكد أنّ «صفقة القرن تبرهن بما لا يدع مجالاً للشك، أنّ الرهان على خيار المساومة والمفاوضات مع العدو الصهيوني، إنما هو رهان عقيم ولا جدوى منه، وأنّ خيار المقاومة الشعبية والمسلحة هو اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتلّ الصهيوني والمستعمر الأميركي، لا سيما أنّ المقاومة أكدت قدرتها على إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني في جنوب لبنان وقطاع غزة، ونجاحها في رسم معادلات الردع في مواجهته».

ونوّه بـ «دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم تتوقف يوماً عن الاستمرار في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما لم تتوقف قيادتها الثورية الشجاعة وعلى رأسها الإمام السيد علي الخامنئي عن التأكيد على التزامها دعم قضية فلسطين حتى تحريرها كاملةً من المحتلين الصهاينة، في مقابل تآمر الأنظمة العربية الرجعية».

وتوجه اللقاء بـ»التحية والإكبار إلى الشعب الفلسطيني المجاهد والصابر، والذي أثبت بعد كلّ هذه السنوات تمسكه بأرضه وقضيته، مقدّماً التضحيات الجسام على طريق التحرير وفداءً للقدس».

كما حيّا «جميع المقاومين والثائرين على درب القدس، الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الأمة في كلّ ميادين القتال والمواجهة ضدّ الاستكبار الأميركي والاحتلال الصهيوني»، معاهدين بـ «مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير، وستبقى راياتنا خفّاقة عالية نحو القدس».

وأحيت مدينة صيدا يوم القدس العالمي بمسيرة حاشدة دعا اليها «اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني»، انطلقت من أمام كلية الصحة خلف السراي الحكومي مروراً بالشارع الرئيسي امام مصرف لبنان وصولاً إلى ساحة الشهداء ومنها إلى قاعة احتفال.

وتقدّم المسيرة حمَلة علم فلسطين ومجسّم القدس العملاقين ومن ثم الفرق الكشفية الفلسطينية واللبنانية والفرق الموسيقية من سائر الافواج والفرق والجمعيات وثم حملة الأعلام والرايات.

والقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد كلمة حيّا فيها «الموقف الفلسطيني الموحد تجاه القضية»، داعياً إلى «ترجمة الوحدة الفلسطينية على مستوى الفصائل».

وقال «قبل أيام احتفلنا بعيد تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، ونحن على ثقة بأنّ الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني لا بدّ أن يعطي الثمار المباركة ولا بدّ أن تتحرّر فلسطين وان تبقى القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين».

من جهته، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، خلال احتفال أقامه الحزب تحت عنوان «نحو القدس» في حارة صيدا، أنّ «صفقة القرن هي أكبر وأخطر مؤامرة تتعرّض لها القضية الفلسطينية في تاريخها، لأنها مشروع أميركي صهيوني رسمي وعلني كامل ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل للقضاء على كلّ حركات المقاومة في المنطقة وضرب من يدعم فلسطين والشعب الفلسطيني أيّ محور المقاومة وإيران».

ورأى أنه «بالرغم من خطورة ما يحصل وسيحصل من مؤامرات وتحديات وخطوات على طريق صفقة القرن، يمكننا أن نُبقي القضية الفلسطينية حية قوية حاضرة تفرض نفسها كما كانت على الدوام وأن نسقط صفقة القرن».

من جهته أكد عضو شورى حركة «أنصار الله في فلسطين» الشيخ غسان حميد «أنّ القرار الفلسطيني الشامل يتمثل برفض صفقة القرن المشؤومة»، معتبراً «أنّ المؤتمر المزمع عقده في البحرين هو مؤتمر خياني لا يجوز المشاركة فيه». وأشار إلى أنّ الرهان على أميركا رهان خاسر وأنّ إرادة المقاومة لا بدّ أن تنتصر.

إلى ذلك، اعتبر الشيخ الدكتور صادق النابلسي «أنّ يوم القدس العالمي هو يوم يمتحن فيه الله المؤمنين بالقضية الفلسطينية من الكافرين بها، والمدافعين عنها من المتآمرين عليها، والمحامين عنها من المطبّعين مع العدو. هو يوم انتصار المظلوم على الظالم ، ويوم رفع راية الحق وإنزال راية الضلال».

أضاف «من يذهب إلى التطبيع مع العدو الصهيوني يقود نفسه إلى المقصلة، ويشرّع قتله وزوال حكمه. وحكّام الخليج الذين يضحكون اليوم سيبكون غداً . فمن يظن منهم أنّ صفقة القرن سنتجح فهو واهم. هذه الصفقة ذاهبة إلى الجحيم».

وأكد أنّ «صفقة القرن ليست صفقة معروضة للتفاوض وإنما للتطبيق والتنفيذ بالقوة الغاشمة والإكراه. وحكّام الخليج يسهّلون تصفية القضية الفلسطينية والانتقال بالعلاقة مع الكيان الإسرائيلي إلى وضعية جديدة لا يكون لإسم فلسطين فيها أيّ وجود»، مشدّداً على «أنّ التحرك لإفشال هذا المخطط هو فريضة وإذا كان بعض العرب يرتعبون من قوة أميركا المادية ومن هذا الضجيج والصخب الإعلامي، إلاّ أنّ قوة الأمة أقوى بكثير وهذه نماذج من أنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق والمقاومة الإسلامية في لبنان وغزة وهذا الشباب الثوري المتحمس في العالم العربي الإسلامي كله يقول «لا لأميركا ولا لوجود لإسرائيل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى