أخيرة

فجر القيامات

} يوسف المسمار*

للعـقـل وجـهـان: فـرديٌّ ومجـتمعيّ

والوجهُ في الوجه كالإرهاف للسمع ِ

لا يسـلـمُ الجـمعُ انْ أفـراده انعـزلـوا

أو يصلحُ الفرد إنْ للحـق لم يُطِع ِ

في العزلة ِالشرُّ شاء الناسُ أم رفـضوا

والخيرُ في الأنسِ، والإنسانُ بالوَرَع ِ

لا يفـقـهُ الأنسَ مَـنْ ضلَّـت مشـاعـرُه

في اللبسِ ِوالحـقـد ِوالإمعانِ في الطَمَع ِ

بـل يـفـهـمُ الأنسَ إنسـانـاً وأنســنـة ً

مَنْ حِسُّه امتـد فـوق الوهم ِ والصَرَع ِ

وامـتـد وامـتـد في الآفـاق، واتسعـتْ

أضواءُ رؤياهُ في مستوسع الوُسُع

فاخـتاره اللهُ دون الخـلـق أفهمهـم

كيّْ يملأ الكونَ بالعـرفان ِ والِشرَع

ما كـان في الأرض للإنسان ِ تسليـة

فَـلْيُدرك الناسُ سرَّ الصُنْع في الصنـع ِ

تبـقى الديـانـاتُ تـنويـراً لو اتُـبِعَـتْ

بالرُشـدِ والفهم لا بالغيِّ في التَبَـع ِ

هيهات هيهات غيّ الناس ِ يُـرشدهم

ما كان بالغيِّ غيـر الحُمْقِ والجَشَـع ِ

والحُمْقُ لولاهُ ما انهارت حضارتـنا

واستُبْـدِلَ الخَلـقُ في استرخاء ِ منخدع ِ

نحنُ الحـماقـات عـززنا بـموقـفـنا

مِنْ ساسةِ السوءِ والطغـيانِ ِ والبِدَع ِ

لـو ثـار فـيـنا شـعـاعٌ من أصالـتـنـا

ما اقـتـادنا الجهـلُ قـطعـاناً لمنـتـفـع ِ

صرْنا على الحـق نستـقـوي بخيـبتـنا

نحتاط ُ بالجبن ِ والتسـويف  والهَلـَع ِ

الذُعْـرُ كالسُكـر يسري في تَخَـلُّـفـنا

بالخـوف ِ نخـتالُ في تيهٍ وفي وَلـَع ِ

نمشي إلى القـهـر ِ أفــواجاً مدججةً ً

بالظـنِّ ِ والشـك ِ والتهـويش ِفي هَرَع ِ

يا شعـب يا شعـب يا أحـرار أمتـنـا

لا تـقـتـلوا الوقـتَ بالتـنظـيـر والسـجع ِ

لولاكمُ الويـلُ ما استشرت فـظائعهُ

وسنةُ ُ العـجـز ِ في التاريخ ِ لم تشـِـع ِ

في وحـدة الـروح ِ في الأحـرار ِ نهضتـنا

لا ينهضُ الشـعبُ بالتـفـتـيت والشِيَـع ِ

قد أرهـقَ الشعبَ أوجاعٌ بها انصدعـت

آمالـهُ البـيضُ فاسترخى على الـوَجَـع ِ

أيـن المـقـاحـيـم من شــعّـار أمـتــنـا

ما جاز في الشعر للشعـَّار من دَلـَع ِ

أين اقـتحامات من تبقى بطـولـتهـم

معـزوفة النـور في  ليل منَ الخـَلـَع ِ

يا فـتية العـزِّ فـيكم وحدكم أمـلٌ

ما كـان بالعـزِّ إلا فجـر مجـتـمـع ِ

لولاكمُ الأرضُ ماتت في تجـلمـدها

لولاكمُ  الكـونُ  للتغـيـيـر لم يَجُـع ِ

لولاكمُ الفـنُّ ما استسما ولا اختـلجـت

آيُ الـنبـوءات  في  إبـداع  مبتـدع ِ

لا شيء كالعـزِّ في الدنـيـا يُحـرّرنـا

من سطـوة ِ الخـوفِ والإذلال ِ والهَلـَع ِ

لو زانـنا العـقـلُ في وجهيه لانتصرت

فـينا الكـرامات، والآمـالَ لم نَبـِـع ِ

عـودوا الى العـقـل واستهـدوا بشرعته

يا فـتية النـور ، دربُ الفـوز لم يضـِـع ِ

دنـيا الجهـالات ِ في إحجـام منبهـرٍ

وعـالمُ النـورِ في إقــدام ِ مخـتـرع ِ

الفرد  في الجمع ِ طاقاتٌ مصارعة

والجمعُ في الفـرد ِ تعبـيـرٌ عن الوُسُع ِ

للحـق ِوجهـان: وجـهٌ رافـضٌ أبـداً

كل الأضـاليـل ِوالأوهـام ِ والخـِدَع ِ

ووجههُ البـرقُ في الآفاق مخـتـرقــاً

غـيب المجاهيل في حبٍ وفي وَدَع ِ

الخـيـرُ بالعـقـل ِمـدرارٌ ومحـتـرمٌ

لا يُنكـِرُ العـقـلَ  إلا شـرُ مشـتـرع ِ

والعـقـلُ يـقـضي بأن نحيا بعـزّتـنـا

أحـرارَ ثـوَّارَ  لا رهطاً من الخُـنُع ِ

منْ مفرق ِ العـزِّ للأبطال منطـلـقٌ

للعـيش ِ بالعـزِّ لا من مفـرق الخُـلـَع ِ

فجـرُ القياماتِ شعبٌ ناهـضٌ أبـداً

ما دام بالعـقـلِ في الإذلال لمْ يَـقـَع ِ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى