أخيرة

دردشة صباحية

لا دور للحياد في القضايا القومية

يكتبها الياس عشّي

أكثر الأصدقاء وفاءً كتاب يختبئ في زاوية من مكتبتك. وأنا تعوّدت، كلما شعرت بتفاهة ما يُكتب في أثناء الأزمات الكبرى، أن أعود إلى أحدِ هؤلاء الأصدقاء القدامى الذين ينامون على وسادتي، أو يتأهّبون وقوفاً في صفوف طويلة، في مكتبتي التي عملت على تأسيسها منذ أن كنت أقرأ قصصاً للأطفال.

على هامش من كتاب يتناول الحرب العالمية الثانية، لفتني تعليق كتبته عن اجتياح القوات الألمانية لبلجيكا، رغم وقوفها على الحياد في النزاع المستشري آنذاك بين الدول الأوروپية، يقول التعليق :

الحياد، في الأزمات المصيرية، لا يحترمه أحد. ولو قاتل البلجيكيون لتغيّرت أمور كثيرة. كانت بلجيكا الغائبةَ الأبرزَ في محادثات يالطا.

تُرى لو قبلت سورية بكلّ الإملاءات التي جاءتها من الرياح الأربع، هل كان لها أن تلعب هذا الدور في تغيير المعادلات الدولية؟ وهل كانت روسيا والصين قادرتين على المواجهة والتحدي والدفاع عن بلد محايد، ومتردّد، وضعيف ويخضع للإملاءات؟

إنّ كلّ سوريّ آمن بأنّ أرضه قضية قائمة بذاتها، وقضية تساوي وجوده، وقضية لا تقبل المساومة، وقضية قومية بامتياز، إنّ كلّ واحد من هؤلاء يقف على منصّة الشرف، معتزّاً بدوره في إعادة الأمور إلى نصابها في العلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى