أخيرة

دبوس

آسيا

آسيا، قارة الأنبياء والحكماء والصالحين وأشرس مقاتلي العالم، والإنسان القانع المتقشف، قارة الإنسان الأكثر مواءمة للبقاء، والمنسجم تماماً مع ميكانيكية الكون، بالابتعاد بعيداً عن المركز…
آسيا هي التاريخ والجغرافيا والإنسان، في التاريخ كانت منها البداية، وحضارات تمتدّ لآلاف السنين، آسيا التي يقطن بين تلافيفها وفي سهولها وجبالها ووديانها نصف سكان العالم، وبتنوّع فريد، وفي الجغرافيا هي الأكبر مساحةً، آسيا، أعلنت وبالفم الملآن، ان كفى، وأشارت بيدها الصارمة الى الغرب وفي القلب منه الأنجلوساكسون، ان عهد التغوّل والتوحش ونهب ثروات الناس والعنصرية والفاشية والنازية والاستعلاء قد وصل الى نهايته، وأنّ على هذا الإنسان المفرط في أنانيته ورغبته في الاستحواذ أن يترجّل من موقع القيادة التي امتلكها في غفلة من الزمن والتاريخ، فأخلّ بكل توازنها، وقتل ثوابت العدالة والتوازن الكوني الفطري، وابتدع صيغاً لتكريس الإخلال بتوازن الأرض الربّاني، فانتقلت الثروات قسراً وبلا وازع من عقل او أخلاق لتستقر في حوزة قلّة من الناس.
لا يبدو انّ كلّ أشياء الكون كافية لإشباع رغبتهم الفادحة ونزعتهم الشيطانية للتكدّس والاكتناز، نقيض كلّي للمشيئة الربانية الكونية بالإنبعاث بعيداً عن المركز، وبنبذ الجذب المركزي كمحرّك للمسيرة الإنسانية، والتسليم للإرادة الربانية الكونية في التدفق بعيداً عن المركز، وبتسيّد الأنا المثالية للموقف، ومن ثم الإطاحة بالفردية المناقضة لفطرة الكون، عقد او عقدين فيستتبّ الأمر للقيادة الشرعية للعالم، لتحيل الأمور الى جادة الحقّ والعدالة، وتدفن الى غير رجعة، ذلك الزمن الطارئ، حينما قام إنسان طارئ مارق يفتقر الى أدنى درجات الحكمة والعقل والأخلاق بالإمساك بزمام القيادة الإنسانية، فملأ الدنيا ظلاماً وظلماً وجوراً.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى