أخيرة

دبوس

 

ملوك

لم تتحمّل أذنا إبن سلمان سماع إسم فلسطين في قمة الجزائر العربية، فبادر الى الاعتذار عن عدم الحضور بحجة إصابة أذنيه بمرض غامض، ولكن هاتين الأذنين تماثلتا الى الشفاء العاجل حينما عقد بعد ذلك مباشرة مؤتمر شرم الشيخ للمناخ، لأنّ الرئيس «الإسرائيلي» إسحاق هيرتزوغ سيكون حاضراً، مما سيتيح له شرف الاجتماع به…!
في واقع الحال، فإنّ كلّ ملوك الأعراب امتنعوا عن حضور قمة فلسطين في الجزائر، وابتعثوا مندوبين عنهم لتمثيلهم رفعاً للعتب، ومنعاً للملامة، الأقنعة آخذة بالتساقط، والحقيقة التي ووريت على مدى عقود وصير الى إخفائها بدأت تجد طريقها تحت الشمس، «انّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون»…
أحدهم سليل عائلة كان لها السبق في تبنّي إنشاء كيان الإحلال، ومن ثم حماية هذا الكيان وافتعال الحروب وبذل المال والدم والروح وتجييش الإرهاب فداءً لبقاء ورخاء هذا الكيان، وآخر سليل أسرة ووارث لعرش تآمر منذ ولادته للحفاظ على حدودها، والذوْد عنها والتجسّس وفتح العيون ورصد دبيب النمل، والتنصّت على كلّ من تسوّل له نفسه المساس بها أو إلحاق الأذى بشعبها المختار، وثالث ورغم البعد المكاني وانسداد آلية التواصل كان المنافح عنها والمتشبّث ببقائها، والمتبنّي لنهجها الصهيوني حتى النخاع، ثم أنه لا يتخذ قراراً او يقدم على خطوة إلا باستشارة زبانية له من غلاة الصهاينة يحيطون به ويقدّمون له النصح الذي يصبّ دائماً في صميم مصلحة الكيان، الأقنعة تتساقط، والوجوه الكالحة تتبدّى، والخبيئة العفنة النتنة تنضح من الأفواه وفي العيون وخلال الألسن، وقبل هذا وذاك في العقول الضالة والنفوس الفاجرة.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى