أخيرة

ديبلوماسية الشعر…

‭}‬ الأمين سمير رفعت*


حفلت الخارجية السورية في الشام بدبلوماسيين شعراء، مارسوا دبلوماسيتهم بشاعرية راقية تركت بصمتها الرائعة في العمل الدبلوماسي، ومن أبرز هؤلاء إبن مدينة حلب الشهباء، مدينة ابراهيم هنانو، عمر أبو ريشة السفير الشاعر، الذي خاطب الأعراب الأشدّ كفراً ونفاقاً إثر مؤتمر قمة للجامعة العربية في الرباط قائلاً لهم:
خافوا على العار أن يُمحى فكان لهم على الرباط لدعم العار مؤتمر.
إنْ حوربوا هربوا أو خوطبوا كذبوا سبحان خالقهم…
إلى آخر القصيدة الموجعة.
شاعر ديبلوماسي آخر إبن مدينة دمشق، مدينة البطل يوسف العظمة، هو الشاعر نزار قباني الذي تغزل بمدينته الأقدم عبر التاريخ فقال لها:
هذي دمشق وهذي الكأس والراح
إني أحب وبعض الحب ذبّاح
أنا الدمشقي لو شرحتمُ جسدي
لسال منه عناقيد وتفاح…
شاعرنا اليوم الديبلوماسي الراقي إبن الساحل السوري الذي أنجب الشيخ صالح العلي قائد الثورة ضدّ المستعمر… وجول جمال البطل الخالد… وحافظ الأسد القائد الخالد… هو الشاعر الديبلوماسي علي عبد الكريم علي «أبو الحارث» سفير دمشق في بيروت وسفير بيروت في دمشق فهو لم يخرج من بيته على الساحل السوري إلا ليدخل بيته في الساحل السوري، ساحل الكرامة ووقفة العز.
الصديق الصديق على مدى خمسين عاماً، قال في مقابلة صحافية إن للديبلوماسية جاذبية بالنسبة إليه، ولكن يبقى الشعر هو الأقوى حضوراً والأكثر جاذبية «ألوذ به مستقوياً ضدّ حالات الإحباط».
سُئل «أبو الحارث» بماذا يحب أن يخاطبه الناس بلقب الشاعر أو السفير قال: «أتمنى أن أستحق اللقبين». وعن جدارة ملكتَ اللقبين معاً.
إحدى قصائده الغزلية العاطفية بعنوان «إمرأة» قال الشاعر السفير علي عبد الكريم علي:
مدي أصابعك الرشيقة
واسرقي يأسي…
قلبي يغطيه رماد
جمرة غاف
فهاتي سحرك المجنون
كي يصحو
واملأ باللظى
كأسي…
أبو الحارث… صديق الخمسين عاماً ستبقى سفير الدبلوماسية الرشيقة. لم ولن تغادر كرسي السفارة في مقعد الشعر. لذا لن تجد من يودعك فذكرك وأنت في الشام سيبقى في لبنان…

*رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى