أخيرة

الأمل …

‭}‬ كاميليا مسلماني
في كلّ مرة،
تصعد فيها صديقتي سلم استرسالها،
«أقف مشدوهة»
كيف لها أن تسبقني إلى البكاء!؟
وأنا السبّاقة إلى الحزن على مَرِّ المواقف…
أمتصّ وجع الشاكي
وأعين الباكي
وأطلق للزمن صافرات إنذار، كي يتوقف أمام ما مَرْ…
فأعيد إحياءه،
وتكرار ما فيه من ذكريات،
كي أحزن أكثر…
كأنّها والوجع قطع أحجية، تكتمل بالصمت،
تهدأ فأعبرها،
أتفلسف كـ «أستاذ في علم النفس»،
يحاور أطباء الغد مراراً،
والكلّ مرضى نفسيون بشهادة مني…
وأوّلهم أنا!
كيف لها أن تسحب الحزن، وتصنع منه شلالات دمع، تنحدر في جزء من الثانية،
تستحضر وجع العالم !
تبكي على ما حدث،
وما لم يحن أوان حدوثه،
كـ «المغناطيس»
تجذب المواقف الأمارة،
بنبش قبور المظاليم ومن قست عليهم الأيّام…
وأنا كما أنا،
أفرغ مفاهيمي عن الأمل
الأمل!
«يا لها من امرأة!»
دعنا منها،
واسمعني جيداً؛
مربع ذاك الرأس الفارغ إلّا منك…
يجلس القرفصاء،
تؤلمه الأفكار،
ويبقى على وضعية العاجز
يستطيل تارةً ويستدير
يتشكّل مثلثاً،
ويفــرد أضــلاعه بحــدة استــعداداً للـسقوط
كالطير الجارح يصطاد صبري بحرفية القادر!
لنعد من حيث بدأنا؛
برأيك:
من منّا الأقدر على سحبك
للجنون
« هي أم أنا»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى