أخيرة

دبوس

جنوب أفريقيا مرة أخرى

جنوب أفريقيا تطلب من المجتمع الدولي، ممثّلاً بالأمم المتحدة التحقيق فوراً في المقابر الجماعية التي تكتشف في غزة تباعاً، فبالمئات، الجثث التي تمّ اكتشافها حتى الآن، بينها الأطفال، والنساء، ورجال تمّ تعذيبهم قبل إعدامهم، ولم تتقدّم أيّ دولة عربية للتحقيق في ذلك!
لكن الطامة الكبرى أنّ سلطة محمود عباس، الغير شرعية، لم تفعل شيئاً إزاء هذه المجازر، بل أدارت ظهرها لهذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا ولم تنبس ببنت شفة، فالموضوع ليس في نطاق مسؤوليتها، هي مسؤولة حتى الآن، وحتى إشعار آخر، عن شعب الضفة الغربية، وهي مشغولة هناك حتى الأذنين، ولا تمتلك ثانية واحدة من الزمن للتدخّل في ما يجري في غزة!
كيف ستقوم بتأمين أرخص احتلال في التاريخ للكيان، وتنسّق أمنياً مع قوات الاحتلال، وتلاحق أولئك الذين تساورهم الرغبة في مقاومة الاحتلال، والذين يفكرون مجرد تفكير في التصدّي للمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى وباحاته يومياً…
السلطة، اللي فيها مكفّيها، ولا تحمّلوها أكثر مما تحتمل، فهي لديها من المهمّات ما يكفيها ويزيد، ثم من قال انّ السلطة لا تولي بعض الاهتمام الى ما يجري في غزة، الأنباء المتواترة من القطاع تفيد بأنّ ماجد فرج، السيّئ الصيت والسمعة، وحامل لواء التنسيق الأمني بلا منازع، قد أرسل 500 عنصر الى رفح عبر مصر للقيام ببعض المهمات الرديفة للقوات «الإسرائيلية»، حتى تكسبها زخماً عندما تحين ساعة الاقتحام، من الذي خوّل هذه السلطة لتمثيل شعبنا، ومن الذي أعطاها الشرعية لتحكم حتى بدون انتخابات، ومن الذي أعطاها الحق في تشكيل الوزارات، وتعيين رؤساء الوزراء والوزراء للإنقاذ الوطني، كما تدّعي، ووضع الميزانيات، وصرف الأموال على الأزلام والمرتزقة الذين يعملون معها، ومن الذي أعطاها الحق لتمثيلنا في المنتديات الدولية، وتعيين السفراء، والتحدث باسم الشعب الفلسطيني؟
أسئلة لن نتمكّن من الإجابة عليها حتى نستيقظ ذات صباح على طوفان آخر يطيح بسلطة العار هذه ثم يستحضرها الى سدّة المحاسبة، حتى تعطينا الإجابات الوافية الشافية على كلّ هذه الممارسات التي كانت بالضرورة تصبّ في مصلحة المحتلّ، وتمكّنه من أرضنا ومقدساتنا ومصيرنا ووجودنا.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى