الوطن

أمينٌ غير مؤتمنٍ

 شوقي عواضة

في صورةٍ مستفزّةٍ ضجّت بها مواقع التّواصل يظهر فيها المعمّم علي الأمين إلى جانب رئيس الكيان الصّهيوني السّابق الحاخام الأكبر الحالي للقدس والسّابق للكيان الصّهيوني شلومو موشي عامار

لم يردعه عن ذلك لا تدمير لبنان على أيدي المحتلّ الصّهيوني ولا دموع الثّكالى ولا أطفال قانا قرابين الوطن. هذا المعمّم الذي لم يحترم عمامة رسول الله، ولا نسب عائلته الكريمة التي قدّمت الشّهيد تلو الشّهيد في قوافل التّحرير والمقاومة. لم يراع كرامةً ولا ذمّةً بل أسقط القناع كاملاً عن وجهه دون أن يعير اهتماماً لأيّة قيمٍ وقوانين.

هو المعروف بحقده على المقاومة والمقاومين، وليست المرّة الأولى التي يشارك فيها في مؤتمراتٍ يُدعى إليها لإضفاء خبثه على المقاومة، بل هذه المرّة كان أوضح وأوقح في تحدّيه للوطن والشّعب والمقاومة من خلال مشاركته في مؤتمرٍ يعرف تماماً من يشارك فيه، وليس كما قال بأنه لا يعرف المشاركين في محاولةٍ لتبرير فعلته.

لنسلّم جدلاً بعدم علمه بوجود وفدٍ صهيونيّ قبل سفره. ألم يبلّغ بوجودهم فور وصوله واستلامه لبرنامج المؤتمر الذي يوزّع على كلّ المشاركين؟ ولو أنّه فعلاً لم يلتق بالحاخام عامار لماذا شارك في المؤتمر ولم يغادره بعد استلامه قائمة المشاركين؟ والسّؤال الأهمّ ألم يعلم حين التقطت لهم الصّورة في ختام المؤتمر والتي يظهر فيها ملاصقاً للحاخام عامار بأنّه يتصوّر مع الحاخام الأكبر؟ ورغم ذلك لو سلّمنا جدلاً بأنّه لم يعرفه لماذا وقف إلى جانبه في الصّورة كونه حاخاماً فقط؟ هل وقف بقربه لأنّه ظنّه شيخاً او مطراناً وهو الذي يميّز جيداً بين رجال الدّين؟ والسّؤال الأهمّ من كلّ ذلك إذا كان الأمين مشاركاً في المؤتمر ولم يعرف الحاخام عامار بأنّه صهيونيّ كيف تمّ تقديم الحاخام الذي كانت كلمته في الافتتاح وكيف تمّ تعريفه وتوصيفه؟ ألم يتناقش الأمين أو غيره مع الحاخام في مواضيع ضمن النّدوة؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تطرح لا بدّ من الإجابة عليها. والألعن من مشاركته ووقاحته هو إنكاره بعدم علمه بأنّ الحاخام صهيونيّ هو عذرٌ أقبح من ذنبٍ .

ما يعنينا في الموضوع وفقاً للقانون اللبنانيّ فإنّ الأمين قد شارك في مؤتمرٍ يتآمر على لبنان والمقاومة، وأنّه تواصل مع العدوّ بعلمٍ أو بغير علم. وإلى حين أن يحدّد علمه أو عدمه بالحاخام فالمطلوب من الدّولة اللّبنانية ووفقاً للمادّة 275 من الدّستور اللّبناني وما تبعها محاكمة الأمين وفقاً للقوانين المرعية الإجراء. وثانياً مطلوب من المجلس الإسلامي الشّيعيّ الأعلى نزع العمامة التي تدنّست بوضعها قرب الحاخام والمجرم الأكبر للكيان عامار، لا سيّما أنّ العمامة هي رمز دينيّ وأمانة لم يؤدّها بصدقٍ، لذا وجب على المجلس وسماحة الشّيخ عبد الأمير قبلان استعادة تلك الأمانة التي لا يحافظ عليها إلّا الشّرفاء ووضع حدٍّ لأولئك المستغلّين للدّين وإلّا فما قام به علي الأمين سيعتبر تصريحاً لكلّ الشّعب بالتّواصل مع العدوّ وأدواته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى