أولى

أردوغان يرحّل ميليشياته السورية إلى ليبيا

لم يكد الرئيس التركي رجب أردوغان يُنهي زيارته إلى ليبيا حتى قام بتفعيل قرار التدخل العسكري بإجازة من البرلمان، ووفقاً لما أسماه بالاتفاقية الدفاعية وتلقيه طلباً ليبياً للدعم العسكري، لكن المفاجأة التي كشفتها مصادر في تشكيلات محسوبة على تركيا في المعارضة السورية أن هذه التشكيلات تلقت تعليمات بالاستعداد للسفر إلى ليبيا وأن تفادي مواجهة الرأي العام التركي بأي خسائر بشرية جعل القرار التركي يرسو على الاستعاضة عن التدخل العسكري المباشر بوحدات تركية إلى استعمال الميليشيات السورية.

الوقائع التي تفسّر القرار التركي لا يمكن اختصارها بالاعتبار التركي الداخلي، بل بما يتصل بمستقبل ما يجري في سورية، حيث تبدو قيادة أردوغان، رغم ممانعتها لتقدم مشروع الدولة السورية وانتصارات جيشها قد بدأت تستعدّ لهذا المسار كتطور حتمي لما يجري منذ معركة حلب واعتبار أن زمن البقاء في الأراضي السورية لم يعد طويلاً، وأن التشكيلات التي بناها الأتراك من السوريين التابعين ستتحول إلى عبء لا بد من ترتيب مصيره قبل أن تدق الساعة، خصوصاً بعدما فشلت هذه التشكيلات بخوض معركة المنطقة الشرقية أمام الجيش السوري وثبت لا جدوى الاعتماد عليها.

يتعامل الأتراك مع تشكيلات المعارضة التابعة لهم كما تتعامل كل دولة مع عملائها، بصفتهم مجرد أكياس لحم لحماية قراراتها وتنفيذها، ولا تقيم اعتباراً لشيء اسمه الكرامة في صورتهم، لأنها تعلم أنهم قد فقدوا كل اعتبار للكرامة يوم باعوا وطنهم وارتضوا العمالة للأجنبي. وسيكتب التاريخ أن الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً بصفتهم أصحاب قضية قد مات نصفهم في الصحراء السعودية خلال مشاركتهم بمواجهة الشعب اليمني ومات نصفهم الثاني في الصحراء الليبية خلال مواجهتهم للجيش الليبي. وهذه نهاية العملاء عبر التاريخ.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى