الوطن

زاخاروفا: لا يمكن التسامح مع وجود جيب متطرّف في إدلب.. والجيش يطهّر قرى جديدة ويكبّد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد «ويكيليكس» عن الهجوم الكيميائي على دوما: مَن قام بإجراء الاختبارات نفى استخدام غاز الكلور

نشرت وكالة «ويكيليكس» أربع وثائق متعلقة بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأشارت الوثائق إلى أن من قام بإجراء الاختبارات نفى استخدام غاز الكلور في مدينة دوما السورية.

كما تحتوي الوثائق على معلومات بأن كبار المسؤولين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصدروا أوامر بحذف هذه المعلومات من التقرير، الذي كان يعترف بأن «الهجوم الكيميائي» كان عبارة عن مسرحية.

يذكر أن «ويكيليكس» سبق ونشرت رسالة من أحد أعضاء بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية إلى رئيس مجلس إدارة المنظمة، روبرت فيرويذر، حيث يفيد هذا الشخص في رسالته بأن زملاءه يشوهون المعلومات حول ما حدث.

كما واتهم الغرب مسبقاً دمشق بشن هجوم كيميائي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية وهدّدها بتوجيه ضربات عسكرية. واستخدمت منظمة «الخوذ البيضاء» لقطات فيديو لسكان دوما، بما فيهم الأطفال، تزعم إنقاذهم من آثار مواد سامة كدليل عن الهجوم الكيميائي المذكور.

من جانبها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه لا يمكن التسامح مع وجود جيب إرهابي في إدلب.

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحافي اليوم: «من جانبنا نتخذ خطوات لإبقاء الوضع في إدلب تحت السيطرة، لكن من البديهي أنه لا يمكن التسامح بلا نهاية مع وجود جيب إرهابي هناك.

وأكدت سورية أن عمليات الجيش العربي السوري المستمرة في إدلب لتحريرها من الإرهاب هي جزء من سياسة وموقف سوري قائم على تحرير كل شبر من أراضيها من رجس الإرهابيين ودنسهم.

من جانب آخر أوضحت زاخاروفا أن الوضع في منطقة الجزيرة السورية «لا يزال هشاً» بسبب استمرار الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية، مؤكدة أن «التوازن الذي تم التوصل إليه هناك لا يزال هشاً» وأن السبب يعود لاستمرار الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة وحلفائها في تلك المنطقة وللاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي السورية.

وتواصل واشنطن إبقاء قوات لها على الأراضي السورية وذلك في إطار التحالف غير الشرعي الذي تقوده بزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي إلى جانب دورها في دعم التنظيمات الإرهابية وتمويلها ضمن مخططها الرامي إلى تقويض سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وإطالة أمد الأزمة.

من جهة أخرى، أعلنت زاخاروفا أن البيانات الجديدة التي نشرت على موقع ويكيليكس تؤكد تورط قيادة الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تزوير البيانات عن التحقيق في حادثة الأسلحة الكيميائية في دوما بريف دمشق.

وكانت سورية أكدت على لسان مندوبها الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ في تموز الماضي أن تقرير المنظمة حول مزاعم استخدام الكيميائي في دوما يتضمن تحريضاً ضد سورية ويفتقد المصداقية والموضوعية ويشوّه الحقائق وأن هذه المزاعم جاءت بسبب انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب.

وأوضحت زاخاروفا في مؤتمرها الأسبوعي أول أمس، في موسكو أن الحديث يدور عن مراسلات بعثة تقـــصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحـــة الكيمــيائية المنشورة على موقع ويكيلـــيكس مع قيادة الأمانة الفنية وبعض أقســامها، مضيفة أن في هذه المراسلات تم الإعراب عن الحيرة والقلق من أن بيانات الخبراء الذين عملوا مباشرة في دوما تم تجاهلها ببساطة وأنه جرى استبـــعادهم بالفعل من العمل على النسخة النهائية لتقرير لجنة تقصي الحقائق، وفقاً لما رشح عن البيانات المنشورة.

وأشارت زاخاروفا إلى أنه لا يمكن في هذا الصدد إطلاقاً الاعتماد على موثوقية استنتاجات هذه المنظمة حول الحادث في دوما، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها لم ترَ أي شخص في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يدحض هذه المواد.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية إن هذه المنشورات تطرح بطريقة أو بأخرى عدداً كبيراً من التساؤلات وربما تقدّم في الوقت ذاته إجابات عما يحدث في أروقة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أن هذه الحالة «تدل بوضوح على الانحياز المسبق لجهة المواقف المعادية لسورية لدى قيادة هذه المنظمة الدولية فيما يتعلّق بالتحقيق في الحوادث الكيميائية التي تستخدم فيها المواد الكيميائية السامة والمستحضرات الحربية المسببة للتسمم في سورية».

وأعربت زاخاروفا عن أسفها الشديد لأن «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تفضل تجاهل الأسئلة العديدة الناشئة في هذا الصدد لدى الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ولدى المجتمع الدولي على الرغم من الصدى الواسع الذي نتج عن هذا الوضع الفاضح»، مضيفة «إننا ننطلق من حقيقة أن هيكل هذه المنظمة لم يتحوّل بعد إلى محل تجاري خاص رغم أن الكثيرين يرغبون في خصخصته ويحاولون القيام بذلك.. إن هذا التجمع بين الدول ملزم بالإجابة عن كل الأسئلة حتى لو كانت غير مريحة له».

وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت في وقت سابق هذا الشهر وثائق جديدة تثبت تلاعب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما في نيسان من عام 2018 وإجراءها تغييرات كبيرة في أدلة المحققين الميدانيين مشيرة إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى في المنظمة أمر بإخفاء وثيقة مهمة تقوّض المزاعم التي بثت حول استخدام الجيش العربي السوري السلاح الكيميائي.

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، حينها، أن الهدف من نشر الأنباء عن قيام القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائيّة هو تبرئة الإرهابيين وتبرير الضربات المحتملة من الخارج.

وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية قد أفادت يوم 13 آذار/مارس 2018، بأن العناصــر المسلّحة تستعدّ للقيام بعمل استفزازي في الغوطـــة الشرقية مع تمثيل استخدام الأسلحة الكيميائية.

ومن جهة أخرى زعم تقرير المنظمة الصادر في الأول من آذار/ مارس، وتمّ نشره من قبل أرياس، بأنه تمّ أثناء الهجوم استخدام «مادة كيميائية سامةربما كلور». وأشارت الوثيقة، على وجه الخصوص، إلى أن أسطوانات الكلور تمّ إسقاطها من الجو، ما سمح لبعض الدول الغربية بإلقاء اللوم على الطائرات التابعة للقوات الجوية السورية. ومع ذلك، تم في وقت لاحق إصدار وثيقة أخرى تحتوي على تقييم هندسي من قبل خبير منظمة الحظر على الأسلحة الكيماوية، إيان هندرسون، تنص على أن «المراقبة التي تمّ تنفيذها في موقعي الحادث، إلى جانب التحليل اللاحق ، تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون قد تمّ وضع هذه الأسطوانات على الأرض بدلاً من إسقاطها من الجو».

ميدانياً، كثفت وحدات الجيش السوري عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية بريف إدلب الجنوبي الشرقي وطهرت قرى ومزارع حلبان وسمكة وتل خطرة وخربة نواف بعد تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر بالأفراد والعتاد.

وذكر مصدر مطلع من مناطق العمليات العسكرية أن وحدات الجيش العاملة على محور أبو الضهور خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات التابعة لها التي حاولت استغلال الظروف الجويّة وانتشار الضباب الكثيف للتسلل والهجوم على بعض مواقع الجيش وتمكّنت بنتيجتها من تطهير قرى ومزارع حلبان وسمكة وتل خطرة وخربة نواف على اتجاه أبو الضهورمعرة النعمان.

وبين المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير عتادهم وأسلحتهم فيما لاذت مجموعات بكاملها بالفرار باتجاه معرة النعمان.وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الأربعاء عن تطهير ما يزيد عن 320 كم2 والدخول إلى أكثر من أربعين بلدة وقرية بريف ادلب الجنوبي الشرقي بعد دحر «جبهة النصرة» وبقية التنظيمات الإرهابية منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى